دعا الزعيم الدرزي اللبناني في ختام مباحثات أجراها مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى انشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري معتبرا ان «من يعترض على انشائها يحاول تغطية هذه الجريمة».
من جانب اخر, حذرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس من ان الحكومة اللبنانية يمكن ان تستهدف بمحاولات اغتيال جديدة ولمحت الى ان سورية تقف وراء الحملة الهادفة الى زعزعة استقرار لبنان.
والتقت ايضا رايس وزيرة الشؤون الاجتماعية في الحكومة اللبنانية نائلة معوض بشكل منفصل حسب ما علمت «الشرق الأوسط» من مصادر في الخارجية الاميركية. وقال النائب اللبناني السابق غطاس خوري الذي رافق جنبلاط في زيارته في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ان رايس أكدت التزام واشنطن بدعم حكومة السنيورة وبدعم الديمقراطية والإصلاحات في لبنان، مشيرا الى ان المباحثات في الخارجية الأميركية كانت «مثمرة جدا».
ودعا جنبلاط إلى انشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري قائلا «اذا ما اعترض احد على هذه المحكمة الدولية، فهذا يعني انه يحاول تغطية هذه الجريمة». وأعاد التذكير بأن «إنشاء محكمة خاصة جزء من اربع نقاط تم الاتفاق عليها اثناء مؤتمر الحوار الوطني».
وقال الناطق باسم الخارجية شان ماكورماك ان اللقاء «شمل الحديث عن الوضع في لبنان وأكدت الوزيرة رايس دعمنا الكامل لتطبيق القرار 1701 ودعمنا لإعادة إعمار لبنان وإعادة بناء ما دمرته فترات الصراع المختلفة».
وقبيل اللقاء، قال ماكورماك للصحافيين ان رايس ترغب في «التعبير عن دعمنا الكامل لتطبيق قرارات الامم المتحدة بشأن اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري وتريد ان تؤكد دعمها مجددا لرئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري القاضي البلجيكي سيرج براميرتس».
وفي سياق متصل أكد مصدر لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن جنبلاط وغطاس خوري عقدا اجتماعا مطولا مع إليوت إبراهام نائب مستشار الامن القومي وناقشا معه الوضع في لبنان وسبل مساعدة الحكومة اللبنانية على الأصعدة السياسية والاقتصادية. وحث إبراهام الحكومة اللبنانية على الاسراع بعملية الاصلاحات الاقتصادية، لضمان الاسراع في اعادة الاعمار، وشدد جنبلاط من جانبه على ضرورة تشكيل المحكمة الدولية، وطالب المسؤولين الأميركيين بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاك طيرانها للأجواء اللبنانية.
وفي مقابلة مع شبكة المؤسسة اللبنانية للارسال (ال بي سي) نشرت الخارجية الاميركية نصها، اكدت رايس ان واشنطن تلقت معلومات تتحدث عن مؤامرات ضد حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة والقوى المعارضة لسورية في لبنان. وقالت رايس «سمعنا ايضا ان هناك اشخاصا يريدون زعزعة حكومة رئيس الوزراء السنيورة (...) وسمعنا ان هناك اشخاصا يسعون الى الترهيب والاغتيال مجددا وقد فعلوا ذلك من قبل في لبنان».
وأصرت وزيرة الخارجية الاميركية على انها لا تريد اتهام اي جهة بالتحديد بالتهديد بشن هجمات على السلطات اللبنانية، لكنها قالت «ليس سرا كبيرا وجود مخاوف حول ما يمكن لسورية التي احتلت هذا البلد (لبنان) ان تحاول فعله او تفعله عن طريق اتصالاتها في البلد».