الصحف الأميركية.. تراجع حاد في التوزيع الورقي وأرباح الإنترنت بعد عقدين

«لوس أنجليس تايمز» أبرز الخاسرين بنسبة 8%.. وجزء من الأسباب طوعية

TT

تراجع معدل توزيع الصحف الأميركية اليومية بنسبة 2.8%، وذلك في فترة الـ 6 أشهر المنتهية في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، فيما تراجع معدل توزيع صحف يوم الأحد بنسبة 3.4% في الفترة نفسها، وذلك بحسب دراسة أصدرتها رابطة الصحف الأميركية (إن.أي.أي) معتمدة على احصاءات هيئة (أي.بي.سي) لقياس حجم توزيع المطبوعات.

الدراسة تشمل 770 صحيفة يومية وطنية، و619 صحيفة يوم أحد (العدد الاسبوعي). وتذكر ان من بين اسباب التراجع هو قيام عدد كبير من الصحف طوعا باستقطاع كميات من توزيعها كانت تتم بطرق لم تعد مربحة. ومن بين أبرز الصحف المتأثرة كانت صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، حيث تراجع توزيعها بنحو 8% بالنسبة لعددها اليومي و6% بالنسبة لعددها الاسبوعي. أما صحيفة «بوسطن غلوب» (المملوكة من قبل شركة نيويورك تايمز) فخسرت 6.7% من توزيع عددها اليومي ونحو 10% من عددها الاسبوعي. من جهة ثانية، تراجع توزيع صحيفتي «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» بنحو 3.5% فيما يخص كل منهما على الصعيدين اليومي والأسبوعي. اللافت في الدراسة كذلك، كان صحيفة «وول ستريت جورنال» التي تراجع توزيعها اليومي بأقل من 2%، ولكنها «تلقت الضربة» من جهة ثانية، وتحديدا في تراجع توزيع عددها الاسبوعي (والذي يصدر كل يوم السبت) بنحو 6.7%. ولكن وبالرغم من التراجع، تبقى الصحف قطاعا جذابا للاستثمار.. فعلى سبيل المثال، تعتبر «لوس انجليس تايمز» من أكثر الصحف تراجعا في نسب التوزيع، إلا ان ذلك لا ينفي ان هناك 3 أثرياء حاليا متقدمين لشرائها. وقد نقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن ناشرها ديفيد هيلر قوله «التراجع المذكور في هذه الدراسة يظهر تركيزنا على التوزيع المدفوع من قبل الأفراد» (قامت لوس انجليس تايمز بتحويل اهتمامها عن اشتراكات المؤسسات، كالفنادق، مقابل تركيزها على ايصال الجريدة للافراد الراغبين بها). كما يطالب القائمون على «لوس انجليس تايمز» المعلنين بأن يحكموا عليها بناء على معدل القراءة ـ وليس التوزيع (بحكم ان الجريدة الواحدة يقرأها أكثر من شخص وأحيانا اسرة او مكتب كامل). ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن المحلل الاعلامي ادوارد اترينو، قوله ان تركيز عدد من الصحف الكبرى على مثل هذه الاستراتيجية التي تعتمد على التوزيع المباشر، كان من اسباب التراجع. واضاف ان من الاسباب الاخرى اضافة الى تأثير الانترنت والهاتف، هي سمة عدم التواصل التي طغت على تسويق الصحف، وميل القراء الأصغر سنا في البدء بالاعتياد على قراءة الجريدة في عمر أكبر، فيما الأكبر سنا باتوا يتوقفون عن قراءتها في عمر أصغر سنا. من جهة ثانية، فإن زيادة الاقبال على مطالعة الصحف الكترونيا يشكل عامل جذب للمستثمرين، خصوصا وان تقرير رابطة الصحف الأميركية يظهر بأنّه للربع الثالث من هذه السنة، زار 57 مليون شخص موقعا إلكترونيا لصحيفة، وذلك يشكل زيادة بنحو 24% عن زوار مواقع الصحف لنفس الفترة من العام الماضي، فيما تزداد المداخيل الواردة من الاعلانات الالكترونية. وينوه التقرير بأن عدد قراء صحيفة «نيويورك تايمز» الكترونيا اصبح يفوق عدد مشتري نسختها الورقية. إلا ان الأمر قد يتطلب نحو عقدين من الزمن، قبل ان يصل دخل الاعلانات الالكترونية الى نصف دخل الصحف الذي تحققه في الوقت الحالي، وذلك بحسب ما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن المحللة مع شركة «ميريل لينش» لورين ريتش ـ فاين. وأضافت فاين أن الاعلان الالكتروني لا يزال يشكل حاليا جزءا صغيرا من دخل الصحف ككل. ولكن وبحسب الدراسة، فلم تكن جميع الصحف خاسرة.. فصحيفتا «نيويورك بوست» و«نيويورك دايلي نيوز» (شعبيتان) حققتا زيادة لكل منهما، وذلك بنسبة 5.1% و 1% تباعا. ويعود المحلل الاعلامي ادوارد اترينو ليوضح أن السبب في زيادة نسبة توزيع صحيفة «نيويورك بوست»، هي «الصفحة السادسة» التي تتميز بها (صفحة تعتبر مرجعا لأخبار المشاهير وفضائحهم في الولايات المتحدة)، اضافة الى «التكتيكات التسويقية» التي تستخدمها كالهدايا والمسابقات. يذكر أن أعلى رقم حققته الصحف اليومية الأميركية على الإطلاق كان 63.3 مليون نسخة يوميا، وكان ذلك عام 1984. أما بحسب دراسة رابطة الصحف الاميركية، فقد بلغ اجمالي النسخ الموزعة في سبتمبر(أيلول) الماضي نحو 43.7 مليون نسخة.