اكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أكبر وأهم عوامل عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بالشحنة العاطفية القوية المرتبطة بها، وكل المشاكل وبؤر التوتر الأخرى في الشرق لن تحل من دون التوصل إلى حل لهذا الصراع. وأعرب الملك عبد الله عن مخاوفه من أن مرور الوقت يؤثر سلبا على الوضع، وقال: إن منتصف العام القادم 2007 هو الحد الفاصل لحل الصراع على أساس دولتين، وإذا لم يحدث هذا الحل فلن يكون هناك سلام بين العرب والإسرائيليين، بما سيتبعه ذلك من تهديد للسلام الدولي. وشدد العاهل الأردني أنه على الإسرائيليين أن يختاروا بين أن يندمجوا في المنطقة بحل يمنح الأمل والمستقبل للفلسطينيين، أو أن ينعزلوا في قلعة منغلقة. وفي لقاء مع برنامج «إن أو إس جورنال» التلفزيوني في هولندا التي يقوم بزيارتها حاليا، رحب الملك عبد الله بالجهود والضغوط الدولية للإصلاح في المنطقة؛ لكنه شدد على أن الديمقراطية عملية داخلية وتنمو وتتطور في كل بلد على حدة، وفقا لظروفه الخاصة وبوتيرته المتربطة بعوامل داخلية، ولا يمكن فرضها من الخارج. واكد الملك عبد الله الثاني ان بلاده تتعامل بجدية وتشارك في مواجهة الإرهاب والتطرف؛ خاصة في ظل الجوار المضطرب الذي يحيط بالأردن، مشيرا إلى أن بلاده قد تصدت للهجمات الإرهابية التي تعرضت لها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، وتحدت التطرف والإرهاب في مجمله بإصدار «رسالة عمان»؛ التي تتوجه للأغلبية الصامتة من المسلمين للدفاع عن قيم ومثل دينهم، إضافة للتوجه للإنسانية كلها للعمل معا على عدم السماح للمتطرفين بأن يفرقوا بين الناس، وعلى أن يتوحدوا حول القيم النبيلة المشتركة بين الإنسانية كلها، والدفاع عنها وترسيخها.
وأعرب العاهل الأردني عن قلقه بشأن الصورة السلبية للإسلام في أوروبا، وقال إنه علينا أن نسعى للتعريف بقيم الإسلام وسماحته وتسامحه في أوروبا، وعلى الجاليات الإسلامية أن تقود هذا المسعى، مشيرا إلى أن هناك متطرفين في كل الاتجاهات والأديان يعملون على جعل الصراع بين الحضارات حقيقة واقعة، وعلى الذين يتحلون بالمسؤولية في أي مكان أن يبذلوا كل جهد ممكن لمنع حدوث ذلك. وقد اجرى الملك عبدالله الثاني عاهل الاردن امس محادثات مع عدد من كبار المسؤولين الهولنديين في اطار اليوم الثاني من برنامج زيارته الى هولندا التي بدأها الاثنين وتختتم الاربعاء.