مشرف مدافعا عن قصف «المدرسة الدينية»: كل القتلى مسلحون راقبناهم على مدى أيام

أنباء عن تنفيذ العملية بناء على معلومات حول وجود الظواهري

TT

دافع الرئيس الباكستاني برويز مشرف امس عن الهجوم الجوي العسكري الذي استهدف اول من امس مدرسة دينية يعتقد ان لها متطرفين وخلف نحو 80 قتيلا من المتشددين.

وقال مشرف في مؤتمر أمني في إسلام آباد إن من يقول إن هؤلاء القتلى في الهجوم الجوي على المدرسة أبرياء «يكذب»، واعتبر ان كل الذين قتلوا في الغارة من المسلحين. وتابع قائلاً: «كانوا من المسلحين الذين يجرون تدريبات عسكرية، راقبناهم على مدى الايام الستة او السبعة الماضية ونعرف بالضبط من هم وماذا يفعلون؟». وهذه اول تصريحات يدلي بها مشرف منذ الغارة التي شنت على المدرسة الواقعة في منطقة باجور القبلية المحاذية لافغانستان. وفي حين بررت الحكومة استهداف المدرسة بكونها تستخدم لتدريب المتشددين، فان رجال القبائل ذكروا ان قتلى الهجوم، ومعظمهم من الشبان، كانوا من الطلاب الابرياء. وتجمع آلاف المتظاهرين في خور كبرى بلدات منطقة باجور (200 كلم شمال غرب اسلام اباد) التي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود الافغانية، وهم يرددون هتافات من بينها «الموت لاميركا» و«الموت لبوش» و«الموت لمشرف» و«اوقفوا قتل الابرياء». وقال مولانا فقير محمد وهو عالم دين موال لطالبان لحشود من أفراد القبائل والكثير منهم كان يحمل بنادق كلاشنيكوف وعدد قليل منهم كان يحمل قاذفات صواريخ: «سيستمر جهادنا وان شاء الله سيتوجه الناس الى أفغانستان لطرد القوات الاميركية والبريطانية».

وتقع منطقة باجور، وهي منطقة جبلية يصعب الوصول اليها، على الجهة المقابلة من اقليم كونار في شرق أفغانستان حيث تتعقب القوات الاميركية متشددين من «القاعدة» وطالبان. والى جانب اقليمي وزيرستان الشمالي ووزيرستان الجنوبي تعتبر باجور مركزا لمساندة زعيم طالبان الملا محمد عمر وزعيم «القاعدة» أسامة بن لادن. ولجأ عدد كبير من المقاتلين الى هذه المنطقة القبلية التي تتمتع بشبه حكم ذاتي بعد أن طردتهم القوات المدعومة من الولايات المتحدة خارج أفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وأظهر أفراد القبائل في بلدة خور التابعة لمنطقة باجور ولاءهم بهتافات مثل «يعيش أسامة» و«يعيش الملا عمر»، ونظمت احتجاجات مماثلة في مناطق أخرى من الاقليم الحدودي الشمالي الغربي.

وألغيت زيارة للامير تشارلز ولي عهد بريطانيا وزوجته كاميلا الى بيشاور عاصمة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي كانت مقررة امس بسبب مخاوف أمنية.

واتهم زعماء في منطقة القبائل التي تدعم «القاعدة» وطالبان، القوات الاميركية باصدار امر بشن الغارة على المدرسة او شن الغارة باستخدام طائرات بدون طيار. وصرح هارون رشيد النائب الاسلامي المتشدد في البرلمان الباكستاني من مدينة خور: «الاميركيون هم من اطلق الصاروخ على المدرسة ثم جاءت المروحيات الباكستانية بعد ذلك لتتحمل مسؤولية ما قام به الاميركيون». واضاف رشيد الذي استقال من العمل السياسي احتجاجا على الغارة «اعيش على بعد كيلومتر واحد من المدرسة وشاهدت كل شيء».

ونفت باكستان والجيش الاميركي تقريرا لقناة تلفزيونية اميركية عن أن طائرة اميركية بلا طيار هي التي أطلقت النار على المدرسة. وذكرت قناة «ايه. بي. سي» الاخبارية نقلا عن مسؤولين في المخابرات الباكستانية من دون ذكر اسمائهم أن الهجوم جاء بناء على معلومات بأن الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري ربما كان موجودا في المدرسة وقت الهجوم.

لكن متحدثا باسم الاستخبارات الباكستانية أصر على أن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش الباكستاني هي التي شنت الهجوم. وقال الميجر جنرال شوكت سلطان: «نحن نرفض هذا التقرير، نفذت قواتنا الهجوم وكل الموارد كانت في خدمتنا لشن هذه الضربة».

ونفى الجيش الاميركي في أفغانستان أية علاقة للقوات الاميركية بهذه الضربة الجوية، وقال الكولونيل توم كولينز المتحدث باسم الجيش الاميركي: «يمكنني أن أوكد لكم من دون شك أن الجيش الاميركي في أفغانستان ليست له صلة بهذا الهجوم». وفي يناير (كانون الثاني) الماضي استهدفت طائرة اميركية بلا طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الظواهري في دامادولا وهي قرية أخرى قرب الحدود الافغانية في باجور.

وأشادت الحكومة الافغانية بالهجوم على المدرسة وأبدت امالها في أن تواصل القوات الباكستانية حملة القمع ضد المتشددين، وقال زاهر عظيمي المتحدث باسم وزارة الدفاع في كابل: «نرحب ونساند هذا العمل ونأمل أن تكون هذه بداية المزيد من مثل هذه العمليات».