الدبلوماسية الصينية تنجح في حلحلة الأزمة بين كوريا الشمالية وأميركا

بوش يعبر عن «سعادته» واليابان تلوح مجددا بحقها في امتلاك السلاح النووي

TT

اتفقت كوريا الشمالية والولايات المتحدة على استئناف المحادثات المتعددة الاطراف المتعلقة بالملف النووي الكوري الشمالي، وذلك بفضل جهود دبلوماسية قامت بها الصين.

وقال كريستوفر هيل، المفاوض الاميركي الرئيسي في الملف النووي الكوري الشمالي، عقب لقاء غير رسمي عقده أمس مع نظيريه الكوري الشمالي كيم كاي غوان، والصيني داوي، بالعاصمة الصينية بكين، ان بيونغ يانغ وافقت على العودة الى المحادثات السداسية في وقت قريب مقابل تنازلات. وأضاف أن بيونغ يانغ أكدت تعهدها الذي قطعته في سبتمبر (أيلول) 2005 بالتخلي عن اسلحتها النووية. وتابع هيل قائلا للصحافيين: «أعدنا جميعا، بما في ذلك كوريا الشمالية، التأكيد على التزامنا بالبيان الذي صدر في سبتمبر بجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية». واوضح هيل ان المحادثات السداسية المرتقبة ستتناول مخاوف كوريا الشمالية الخاصة بالاجراءات المالية التي اتخذتها ضدها الولايات المتحدة.

وبعد إعلان النبأ، عبر الرئيس الاميركي جورج بوش امس عن «سعادته للتقدم الذي احرز» بشأن الملف النووي الكوري الشمالي. وقال بوش للصحافيين عقب مباحثات مع المبعوث الاميركي الخاص الى دارفور اندرو ناتسيوس في البيت الابيض «انا سعيد جدا بالتقدم الذي احرز في الشرق الاقصى». واعلن بوش عن ارسال فرق اميركية الى آسيا للتحقق من تطبيق القرار الدولي بفرض عقوبات على كوريا الشمالية ومن فاعلية المباحثات مع بيونغ يانغ بشأن البرنامج النووي لدى استئنافها. واكد الرئيس الاميركي انه لا يزال هناك «عمل يتوجب القيام به» غير انه دافع عن موقف الادارة الاميركية بعدم المشاركة في المباحثات مع كوريا الشمالية إلا في اطار مفاوضات متعددة الاطراف.

كذلك، رحب البيت الابيض بقرار كوريا الشمالية استئناف المحادثات السداسية، اذ قال المتحدث باسم مجلس الامن القومي غوردون جوندرو: «نرحب بالاعلان ونتطلع الى استئناف المحادثات قريبا».

وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أزاحت الستار عن محادثات غير رسمية جمعت مسؤولين من كوريا الشمالية بنظرائهم من الولايات المتحدة بغرض تطويق الأزمة الناشبة بين البلدين عقب إجراء بيونغ يانغ تجربتها النووية في الآونة الاخيرة. وكانت الصين قد ادانت التجربة النووية الكورية الشمالية لكنها سعت من ناحية ثانية لحل سلمي للأزمة. وفي ذات الإطار الدبلوماسي، استقبلت بكين وزير خارجية كوريا الجنوبية وأمين عام الامم المتحدة المنتخب بان كي مون أول من أمس، وذلك للتباحث معه في تفاصيل الخروج من الأزمة، بالإضافة إلى موضوعات جانبية كإصلاح منظمة الأمم المتحدة. وأجرى بان كي مون محادثات مع الرئيس الصيني هو جينتاو، ومستشار الدولة تانج جياشوان، ووزير الخارجية لي تشاوشينج، ونقلت وسائل الاعلام الرسمية الصينية عن هو جينتاو قوله إن «بان كي مون سيلعب دورا مهما في الامم المتحدة وسيقدم مساهمات مهمة لتعزيز السلام العالمي والتنمية».

وتزامناً مع هذه الانباء الإيجابية، وردت مؤشرات أخرى سلبية من المنطقة، فقد أعرب قائد القوات الاميركية في كوريا الجنوبية الجنرال بي. بي بيل عن اعتقاده بأن كوريا الشمالية ستجري مزيدا من التجارب النووية، وقال بيل خلال مؤتمر صحافي في القاعدة الاميركية الرئيسية في سيول: «نظرا لأنهم أجروا تجربة، فسنشهد في وقت ما في المستقبل إجراء تجربة نووية أخرى». وأضاف ان إجراء مزيد من التجارب النووية أو الصاروخية يأتي في إطار البرنامج الكوري الشمالي «لتطوير تلك الانواع من الاسلحة الاستفزازية للغاية» بدون الكشف عن أي تقديرات حول موعد إجراء التجربة المقبلة.

من ناحية ثانية، أفادت تقارير إعلامية، نقلا عن مصادر عسكرية، بأن الجيش الكوري الجنوبي اكتشف نشاطا جديدا لما زعم أنه موقع كوري شمالي لإجراء الاختبارات النووية، وذكرت وكالة أنباء كوريا الجنوبية (يونهاب) أن الجيش الكوري الجنوبي وأجهزة الامن تعكف على محاولة التحقق مما إذا كانت كوريا الشمالية تستعد لاجراء تجربة نووية أخرى في موقع الاختبارات الكائن في بونجي ري الشمالي الشرقي.

وفي اليابان، اعلن الناطق باسم الحكومة اليابانية ياسوهيسا شيوزاكي أمس ان بلاده تملك نظريا الحق في امتلاك السلاح النووي بموجب مبدأ الدفاع عن النفس الوارد في الدستور، لكنه نفى وجود أية نية لتنفيذ «المبدأ». وقال الناطق باسم الحكومة ان الدستور الحالي السلمي لليابان يسمح لها «بامتلاك الحد الادنى» من وسائل الدفاع عن النفس. واضاف قائلاً: «نظريا وتقنيا فان الاسلحة النووية يمكن ان تكون مشمولة بهذا البند، لكن ذلك يتناقض مع سياسة الحكومة». وتابع المتحدث قائلا: «الحكومة لا تنوي تغيير مبادئها المناهضة للسلاح النووي، ولا حتى فتح أي نقاش حول المسألة».