أفادت مصادر أوروبية بأن الاتحاد الاوروبي يتجه لانتقاد تركيا بخصوص ملفي قبرص وحرية التعبير، في تقرير سيصدره في الثامن من الشهر الحالي بخصوص التقدم الذي أحرزته انقرة في جهودها للانضمام الى الاتحاد.
وقالت مصادر من الاتحاد الاوروبي ان تقرير مفوض شؤون توسيع الاتحاد، اولي رين، سيمنح انقرة مهلة حتى نهاية العام الحالي لتسمح للسفن القادمة من قبرص بالرسو في موانئها، لكنه لن يوصي بتعليق محادثات الانضمام لعضوية الاتحاد الاوروبي. واوضحت المصادر ان التقرير سيلقي الضوء على تباطؤ الاصلاحات السياسية منذ بدأت انقرة مفاوضات الانضمام في اكتوبر (تشرين الاول) 2005 وسيركز بشكل خاص على استمرار اضطهاد المفكرين والصحافيين لتعبيرهم عن آراء سلمية.
ونقلت وكالة «رويترز» امس عن مسؤول اطلع على مسودة التقرير قوله: «أشد الانتقادات حدة تتعلق بحرية التعبير والاضطهاد المتواصل للكتاب لإهانتهم القومية التركية بموجب المادة 301 من قانون العقوبات». وكانت هذه المادة قد استخدمت لتوجيه اتهامات ضد اورهان باموك الحاصل على جائزة نوبل في الاداب لكنها أسقطت فيما بعد وايضا لمحاكمة الصحافي هرانت دينك بسبب مقالات بشأن القتل الجماعي للأرمن ابان الدولة العثمانية. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مطلع الاسبوع الحالي انه لا يعتزم تعديل المادة نزولا على طلب رين.
كذلك ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز دويتشلاند» الالمانية، الشقيقة لصحيفة «فاينانشال تايمز»، امس، انها حصلت على مسودة التقرير التي جاء فيها: «ان الاضطهاد والادانة للتعبير عن آراء غير عنيفة مدعاة للقلق البالغ». وعبر مسؤول بالاتحاد عن قلقه بشأن استمرار حوادث التعذيب خاصة في فترة الاعتقال قبل المحاكمة بالرغم من تراجع اجمالي عدد القضايا وبشأن قضية السيطرة المدنية على الجيش التركي القوي.
وفي المقابل، سيشيد التقرير بالتقدم الذي حققته تركيا في مجال الاصلاح الاقتصادي ما جعل اقتصادها واحدا من أسرع الاقتصادات نموا. وذكرت الصحيفة أن التقرير ينتقد ايضا تركيا بسبب الفساد وعدم استقلال القضاء بشكل كاف والحماية غير الكافية لحقوق الاقليات.
في غضون ذلك، اعلنت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي اول من امس انها ستنظم في الخامس والسادس من الشهر الحالي اجتماعا حول المشكلة القبرصية قبيل نشر تقرير المفوضية بشأن تركيا. ولم يحدد المتحدث باسم الرئاسة الجهات التي ستشارك في هذا اللقاء ولا مكان عقده الذي قد يكون قرب هلسنكي.
وكانت الرئاسة الفنلندية قبل اسابيع قد قدمت خطة حول قبرص تتركز على رفع الحصار التجاري المفروض على الجانب الشمالي (القبارصة الاتراك) من جزيرة قبرص المقسومة منذ 1974. وبقيت تفاصيل الخطة سرية حتى الآن، لكن معلومات نشرتها الصحافة تفيد بان هذه التسوية تنص على استئناف مباشر للتبادل التجاري بين الاتحاد الاوروبي وشمال قبرص، عبر مرفأ فاماغوستا (شمال) الذي سيوضع تحت اشراف الاتحاد الاوروبي. وتهدف هذه الخطة الى اقناع الاتراك بأن يفتحوا بعضا من مرافئهم على الاقل للسفن القبرصية اليونانية وتجنب ازمة في العلاقات بين الاتحاد الاوروبي وتركيا قبل نهاية السنة.
من جهة اخرى، اعلن مصدر دبلوماسي ايطالي الليلة قبل الماضية ان وزير الخارجية التركي عبد الله غل سيقوم في السابع والثامن من الشهر الحالي بزيارة عمل الى ايطاليا تتمحور حول ترشيح تركيا الى الاتحاد الاوروبي والعلاقات الاقتصادية التي تشهد ازدهارا مطردا. واضاف المصدر ان غل سيحضر مع نظيره ماسيمو داليما الدورة الثالثة لمنتدى الحوار التركي ـ الايطالي، ثم يشارك في ندوات حول مستقبل العلاقات التركية ـ الاوروبية. ومن المقرر عقد مؤتمر صحافي مشترك بين غل وداليما في اليوم الثاني من الزيارة التي ستتزامن مع نشر تقرير المفوضية الاوروبية حول تركيا.