«كرة عقل» للمشلولين و«بذلة كهربائية» تعين المقعدين على المشي

في معرض الكومبيوتر في الطب بألمانيا

TT

يستطيع الزائر لـ«مسرح التشريح» في معرض «الكومبيوتر في الطب» أن يؤشر بإصبعه على صورة الإنسان الافتراضية على الجدار كي يتعرف على تشريح العضو الذي أشر إليه. يمكنه أن يشارك في رحلة داخل غواصة صغيرة داخل جهاز الدوران، أو أن يشغل نظام الملاحة التشريحي كي يتعرف على الدماغ وأجزائه ومناطق عمله...إلخ. وليس «المسرح التشريحي» سوى واحد من أهم جهاز ونظام طبي مستقبلي يضعه المعرض في مدينة بادربورن(غرب المانيا) أمام الزوار.

وذكر كورت بايرزدورفر أن المعرض يتصدى لموضوع الكومبيوتر في الطب لأنه ما عاد الفصل بين الاثنين ممكنا. إذ تجاوز الكومبيوتر ان يكون مجرد جهاز يحسب به الطبيب تكاليف عيادة المرضى ويكتب من خلاله الوصفات الطبية. وتم تجميع الأجهزة خلال سنتين ونصف سنة من مختلف بلدان العالم وتبلغ قيمتها اكثر من 2.3 مليون يورو. وفرق معرض بادربورن عن غيره هو أنه يتيح للزوار فرصة تجربة 13% من الأجهزة المعروض التي تجمع بين «الخيال العلمي» ومستقبل الطب الإلكتروني والمتعة.

وفي جناح «المريض الإلكتروني» تستعرض وزارة الصحة الألمانية نظام بطاقة التأمين الصحي الإلكترونية التي أقرتها الوزارة مطلع هذا العام ويتم تجريبها حاليا في ثلاث ولايات ألمانية. وهي بطاقة تحتوي على شريحة إلكترونية يتم فيها تخزين كافة المعلومات عن المريض مثل الأمراض الحالية والسابقة، العمليات التي أجراها، الأدوية التي يتعاطاها.. الخ، ويستطيع من يزور العيادة الإلكترونية في المعرض أن يستخدم البطاقة كي يخضع نفسه لفحوصات الأذرع الروبوتية، ينال التشخيص المطلوب، ثم يزور صيدلية «افتراضية» قريبة كي ينال الوصفة المطلوبة.

وتختلف كرة العقل عن كرة القدم بانعدام العنف بها وحلول قوة العقل والإرادة محل العضلات. ويستطيع زائران أن يتباريا بينهما، بعد أن يشد الأطباء الخوذات الإلكترونية على رأسيهما، في ايصال كرة إلى هدف ما بواسطة التركيز وقوة الدماغ. وطبيعي فإن اللعبة تتطلب الكثير منم الهدوء والتركيز والإرادة. وهو جهاز أعد أساسا لمساعدة المعانين من الشلل التام (شلل العينين أيضا) على التفاهم مع أهاليهم عن طريق تحريك نقطة على الكومبيوتر، بواسطة الدماغ، وايصالها إلى الكلمة المطلوبة (أن يختار المريض مثلا كلمة ابن أو صورة قدح ماء). وفي نموذج آخر من «اللعبة» يستطيع المتباريان أن يستخدما نبض اليد في تحريك الكرة.

ويقف الزوار بالدور لتجربة جهاز للحركة والركض يقيس السرعة والكفاءة ونبض القلب ويجعله يركض مع بطل العالم في الماراثون بول تيرجال. ويحاول بعض الزوار مجاراة الرجل الرياضي الذي يركض بسرعة 20 كم ساعة.

وفي غرفة عمليات المستقبل يستطيع الزائر أن يتحول إلى جراح ماهر يستطيع إجراء عملية في الدماغ بواسطة أجهزة دقيقة تمرر عبر الأنف. وطبيعي فهناك جهاز ملاحة يعلم الزائر العملية خطوة خطوة على الكومبيوتر ويصدر ضوءا أحمر حينما يرتكب «الجراح» خطأ أو حينما يستأصل أنسجة سليمة غير النسيج السرطاني الطلوب استئصاله.

وتستخدم غرفة العمليات المستقبلية نفس النظام، المستخدم في 13% من المستشفيات الألمانية، لضمان تركيب العظام المكسورة بشكل متطابق 100%.

ولا يخلو المعرض من لمحات فنية تحول الخيال العلمي إلى أمر واقع. فهناك اليد الروبوتية الجراحة التي تحمل اسم «دافنشي» وتجري عمليات قسطرة القلب من خلال ثقب صغير في الإبط. وهي عملية بديلة للعمليات الجراحية الكلاسيكية التي تتطلب فتح القفص الصدري. ويستخدم «دافنشي» حاليا في العديد من العيادات الألمانية إلا أن سبب عدم رواجه هو كلفته العالية.

وتذكر اليد الاصطناعية «سايبر هاند» بيد الروبوت الخارق في سلسلة أفلام «تيرمناتور» من تمثيل ارنولد شفارزنيجر. فهي أنيقة ومعدنية وتستطيع تنفيذ كافة المسكات والحركات كاليد الطبيعية. وهي من انتاج معهد فراونهوفر الألماني المعروف وسعرها 8000 ـ 12000 يورو حسب المواصفات التي يطلبها المريض.

اليد الأخرى المعروضة هي iLIMB من شركة بايونيكس وستطرح في السوق خلال العام المقبل. وتستخدم اليد أجهزة استشعار مثبتة على جلد الساعد ترسل معلوماتها إلى الدماغ الذي يرسل ايعازاته إلى عضلات اليد للحركة. وطرح المعهد نفس أو مفصل ركبة قال خبراؤها إنه يفكر مع المشي. واسم المفصل C-Leg ويمكن التحكم به عن بعد بواسطة نظام كومبيوتري يعين المعاق على الوقوف والحركة.

وشاركت اليابان بعرض بذلة روبوت إلكترونية اسمها «لوكومات» تعين المقعدين على الوقوف والحركة. والبدلة «الفضائية» مزودة بأنظمة استشعار وأقطاب إلكترونية على مفاصل الركبتين والحوض والكتفين، اضافة إلى محركات تذكر بأفلام الخيال العلمي عن تداخل الإنسان والكومبيوتر. وتطرح شركة IIP من بون أملا جديدا للمكفوفين من خلال شبكيتها الصناعية. والشبكية منتجة من مادة صناعية تحاكي نسيج شبكية العين وتتيح للمكفوفين رؤية الأشخاص والأشياء بشكل أشباح، أي أنها تتيح للمكفوف إمكانية التعرف على طريقه وتشخيص ما يحيط به. ويكن لمن يخاف العقارب والعناكب والأفاعي أن يستخدم نظام «صيد العناكب» الافتراضي الذي يتيح للإنسان فرصة مطاردة هذه الحيوانات وصيدها خياليا كي يتخلص من خوفه (طب نفسي).

وفي غرفة الأشعة يستطيع مريض المستقبل أن يستلقي براحته ويتقلب في جهاز التوموغراف الكومبيوتري. ومعروف أن الأجهزة السائدة من هذا الطراز ضيقة جدا ويشعر الكثيرون داخلها بالاختناق والاحتباس.

و«التواليت الذكي» من الأجهزة غير المطروحة للتجربة أمام الزوار مع الأسف. إلا أن من الممكن تجربته يدويا لمعرفة خصائصه، فهو يحلل الإدرار ويقيس نسبة السكر والبروتين في الدم، وهو مزود بساحبة لسحب الروائح الكريهة، ويحتوي على أجهزة استشعار لتحليل الخروج، ويطلق هواء دافئا لتجفيف المؤخرة بعد غسلها، ويسخن المقعد في الشتاء ويطلق العطور.