الديمقراطيون يكتسحون «النواب» و«الولايات» .. وبوش يطلب «التعايش»

4 أسباب وراء هزيمة الجمهوريين .. والمعدات الالكترونية خلقت صعوبات

TT

سيطرت المعارضة الديمقراطية على الاغلبية في مجلس النواب، بعد الانتخابات الاميركية التي جرت الليلة قبل الماضية، الأمر الذي يفرض على الرئيس الاميركي جورج بوش ضرورة «التعايش الصعب» مع معارضيه خلال السنتين المتبقيتين من فترته الرئاسية.

وأمام هذا الظرف، بادر الرئيس بوش الى دعوة نانسي بيلوسي، الرئيسة المرتقبة لمجلس النواب، الى اجتماع على وجبة غداء في البيت الابيض امس (الخميس)، رغم انه كان قال عنها قبل ايام «انها لن تتولى أبداً المنصب».

فقد فاز الديمقراطيون بغالبية مجلس النواب، ما يتيح لهم السيطرة على هذا المجلس للمرة الاولى منذ عام 1994. وحتى مساء امس ظلت السيطرة على مجلس الشيوخ معلقة في انتظار فرز الاصوات في ولاية فيرجينيا، وفي حال المطالبة بإعادة هذا الفرز فإن النتيجة النهائية لن تظهر قبل اسابيع عدة. وقد تأخرت نتائج الفرز في ولايتي فرجينيا ومونتانا لمعرفة من سيمثل كل ولاية في مجلس الشيوخ، وراح كل واحد من المرشحين الاربعة، نهار امس، يعلن انه الفائز مما خلق بلبلة شديدة وسط المتتبعين للانتخابات، خاصة ان النتائج التي اعلنت قبل ذلك منحت الحزب الجمهوري 49 مقعداً والحزب الديمقراطي 47 مقعداً، اضافة الى اثنين من المستقلين يقفان الى جانب الديمقراطيين.

وبعد فرز 99 في المائة من الاصوات في مراكز الاقتراع حقق الديمقراطي جيم ويب تقدما في فيرجينيا بنحو ثمانية آلاف صوت على الجمهوري المنتهية ولايته جورج الن، لكن الاخير طالب بإعادة فرز الاصوات. وكان الديمقراطيون قد انتزعوا خمسة مقاعد في مجلس الشيوخ من الجمهوريين في ميسوري وبنسلفانيا واوهايو ورود ايلاند ومونتانا. وكان الجمهوريون يسيطرون مع بدء الانتخابات على 28 ولاية مقابل 22 يهيمن عليها الديمقراطيون.

وأقر البيت الابيض بأن الديمقراطيين سيطروا على المجلس المؤلف من 435 مقعدا والذي ستتولى رئاسته للمرة الاولى امرأة هي نانسي بيلوسي المعروفة بصراحتها، واعرب عن رغبته في العمل مع الغالبية الجديدة حول قضايا العراق و«الحرب على الارهاب» والاقتصاد.

وفي نيويورك، اعيد انتخاب هيلاري كلينتون بسهولة عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. واعلنت فور فوزها انه حان وقت التغيير في الولايات المتحدة. وقالت زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون أمام حشد من مؤيديها في احد فنادق نيويورك الكبرى «انها امسية عظيمة للديمقراطيين. اريد ان اشكركم على تأييدكم التغيير». واضافت ان «الرسالة واضحة جدا: حان الوقت لتغيير المسار».

وكان نحو 200 مليون اميركي قد توجهوا الى صناديق الاقتراع لانتخاب اعضاء مجلس النواب الـ 435 و33 عضوا في مجلس الشيوخ من اصل 100 و36 حاكم ولاية. وفاز الديمقراطيون بستة مقاعد كانت لحكام جمهوريين في كولورادو واركنساس وماريلاند ونيويورك واوهايو وماساشوستس، لكن الجمهوري آرنولد شوارزنيغر اعيد انتخابه حاكما لكاليفورنيا بفارق مريح. واشارت الاستطلاعات الى ان نسبة المشاركة في الانتخابات كانت مرتفعة، لكن ثلث الناخبين واجهوا صعوبات مع معدات التصويت الالكترونية الجديدة، التي استخدمت لاول مرة، مما اضطر موظفي الانتخابات ان يطلبوا من المحاكم تمديد فترة الاقتراع لأزيد من ساعتين.

وهذه ليست المرة الاولى التي يتعايش فيها رئيس اميركي مع أكثرية مناوئة له، اذ سبق ان عرف الرئيس بيل كيلنتون الامر نفسه ولمدة ست سنوات، بيد ان المشكلة بالنسبة للرئيس بوش ان القضية الاولى لإدارته في إطار «الحرب ضد الارهاب» هي العراق، ويعارض الديمقراطيون معارضة لا هوادة فيها السياسة الاميركية في العراق حالياً، وبعضهم يطالب بالانسحاب الفوري من هناك.

وقال البيت الابيض، في اول رد فعل على التغيير الذي عرفه المشهد السياسي الاميركي، إن إدارة الرئيس بوش مستعدة للتعاون مع الاغلبية الجديدة. واعلن توني سنو الناطق باسم البيت الابيض: «نتطلع إلى التعاون مع قادة الاغلبية الديمقراطيين في قضايا مهمة مثل الانتصار في حرب العراق، والحرب ضد الارهاب، والحفاظ على النمو الاقتصادي».

ويعتقد محللون ان هناك عوامل تسببت في خسارة الجمهوريين، اولها الحرب في العراق، ثم الفضائح التي تورط فيها الجمهوريون، والشكاوى المتكررة من تورطهم في قضايا فساد، وعدم فعالية الادارة، واخيرا انحدار شعبية الرئيس بوش مما انعكس سلباً على المرشحين الجمهوريين.