النتائج تفرز 3 متسابقين رئيسيين محتملين لانتخابات الرئاسة

الجمهوري ماكين «سعيد» لسقوط منافسيه .. وهيلاري وباراك يتنافسان على البطاقة الديمقراطية

TT

عززت إعادة انتخاب السناتورة الديمقراطية عن ولاية نيويورك، هيلاري كلينتون، في انتخابات اول من امس، حضورها في الحياة السياسية الاميركية، ما يمكنها من الترشح الى الانتخابات الرئاسية عام 2008. لكن مراقبين يشيرون الى انها ستواجه منافسة من السناتور الديمقراطي عن إلينوي، باراك اوباما، لخوض السباق الرئاسي على البطاقة الديمقراطية.

وعلى الجانب الآخر، عززت نتائج الانتخابات الاخيرة، فرص السناتور الجمهوري عن اريزونا، جون ماكين، ليخوض السباق الرئاسي المقبل باسم الحزب الجمهوري، بينما تضاءلت فرص زميله السناتور الجمهوري عن ولاية فرجينيا جورج الين، الذي لم يضمن (حتى عصر امس) فوزه في الولاية. وقالت هيلاري، زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون، امام حشد من مؤيديها، بعد اعلان فوزها: «انها امسية عظيمة للديمقراطيين. اريد ان اشكركم على تأييدكم التغيير». واضافت قائلة في احد فنادق نيويورك الكبرى ان «الرسالة واضحة جدا: حان الوقت لتغيير المسار».

وقد أنفقت زوجة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون حوالى ثلاثين مليون دولار في حملتها، اي اكثر من اي مرشح آخر، بينما أنفق خصمها الجمهوري جون سبنسر 8.4 مليون دولار. وقالت هيلاري كلينتون: «اخترنا طريقا جديدا. صوتنا من اجل جهد متواصل ضد الارهاب ولكن لطريق جديد في العراق. طريق جديد يجمعنا من ديمقراطيين وجمهوريين ومستقلين». وأكدت أن «الأميركيين يريدون انطلاقة جديدة لبلدنا».

يشار الى ان هيلاري كلينتون لم تشترك في الدعاية لكثير من المرشحين الديمقراطيين خلال الحملة الانتخابية، لكن زوجها، الرئيس السابق، ظهر في مناسبات كثيرة، ويعتقد انه لعب دورا كبيرا في فوز الديمقراطيين، سواء بإلقاء الخطب والوقوف الى جانب المرشحين، او الاشتراك في جلسات التخطيط الاستراتيجي. ويعتقد ان بيل كلينتون يمهد لاشتراكه في حملة الدعاية المرتقبة لزوجته لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، لأنه كان، حتى وقت قريب، غير محبوب وسط مرشحي الحزب بسبب بقايا فضيحة علاقته مع مونيكا لونسكي. غير ان الدور الكبير الذي قام به كلينتون في الحملة الانتخابية الاخيرة يدل على رضى قادة الحزب عليه.

وزاد فوز الديمقراطيين فرص السناتور اوباما ليترشح، ايضا، للرئاسة. وقال اوباما امس لتلفزيون «سي ان ان» انه سيقرر، قبل نهاية السنة، في مسألة ترشيح نفسه للرئاسة. ورغم ان اوباما حديث عهد بواشنطن، ولم يشغل منصبا تنفيذيا او اداريا كبيرا، ولم يكمل فترته الاولى في الكونغرس، فقد حظي باثارة اعلامية، وبتأييد كبير في استطلاعات الرأي وظهر على غلاف مجلة «تايم». وقالت «تايم» ان اوباما ربما سيقبل الترشح لمنصب نائب رئيس اذا لم يحصل على تأييد كبير، واذا وجد ان الشعب الاميركي لن يتحمس لترشيح اسود لمنصب الرئيس.

وفي المعسكر الجمهوري، حاول السناتور ماكين اخفاء فرحه عندما تحدث عبر قنوات تلفزيونية كثيرة الليلة قبل الماضية وصباح امس، وهو يعلن حزنه على مصير زميله ومنافسه الين. وقال ماكين، في مقابلة مع تلفزيون «سي ان ان»: «انا حزين لان جورج (الين) لم يحسم فوزه، لكني متأكد انه سيفوز عندما يعاد فرز الاصوات».

وكان ماكين زار، خلال الحملة الانتخابية، ولاية فرجينيا مرات كثيرة للدعاية للسناتور الين، وظهر مرات كثيرة واقفا الى جواره، وماسكا يده بيده. وقال مراقبون وصحافيون، في ذلك الوقت، ان ماكين يخشى من ان يغيب عن تأييد الين، ويفسر غيابه بأنه ناجم عن رغبته في سقوط الين، حتى لا ينافسه في الترشح للرئاسة.

لكن مايكل ماكينا، وهو خبير استراتيجي جمهوري في واشنطن، قال ان ماكين لم يشترك في الدعاية ليس فقط للسناتور الين، وانما لآخرين ايضاً. واضاف الخبير: «لا يتصرف ماكين تصرفات غير محسوبة. يعرف انه النجم الاكبر داخل الحزب بعد بوش، ويعرف ان شعبية بوش في الحضيض، وان لديه (ماكين) فرصه تاريخية ليظهر كمرشح رئيسي، من الآن، لانتخابات الرئاسة». واعاد الخبير للأذهان ان ماكين نافس بوش على الترشح باسم الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة عام 2000، وانه ظل صديقا وخصما لبوش منذ ذلك الوقت. واشترك ماكين في الدعاية لسناتور جمهوري آخر كان ينوي ان يترشح لرئاسة الولايات المتحدة، هو ريك سانتورم (من ولاية بنسلفانيا)، لكن، سانتورم خسر، واعلن ماكين، مرة اخرى، حزنه وهو يحاول ان يخفي فرحه.

ويحاول ماكين اخفاء فرحه، ايضا، على خسارة كثير من النواب الجمهوريين، والذين اختلف معهم مرات كثيرة داخل الكونغرس في مواضيع مثل حل مشكلة المهاجرين غير القانونيين من المكسيك، ووقف تعذيب المتهمين بالارهاب في السجون العسكرية وسجون وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه). وقال ماكين في مقابلة مع شبكة «فوكس» التلفزيونية بعد اعلان نتائج الانتخابات: «علينا، نحن الجمهوريين، ان نجتمع ونحلل نتائج الانتخابات ونحدد اسباب فشلنا».