كيث إليسون.. أول مسلم يدخل الكونغرس الأميركي

المتحدثة باسمه لـ«الشرق الأوسط» : المنظمات اليهودية ساعدت في نجاح حملتنا

TT

أصبح كيث إليسون، المحامي الديمقراطي الذي فاز في الانتخابات الأميركية، لعضوية مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا، أول أميركي مسلم يشغل مقعدا في الكونغرس. وهو أيضا أول برلماني أسود عن ولاية مينيسوتا التي يشكل البيض غالبية سكانها وتقع في دائرة تعد «الأكثر بياضا» في الولايات المتحدة.

وقالت الناطقة الإعلامية باسم كيث إليسون إن عددا من المنظمات اليهودية والصحف التابعة لها في ولاية مينسوتا شجعت منتسبيها على الإدلاء بأصواتهم للمرشح الديمقراطي مما ساعد على نجاحه في الانتخابات. وأضافت أماندا ستيوارت في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن النجاح الكبير الذي حققه المرشح المسلم يعود الى أن واضعي حملته تحلوا بالإيجابية وأظهروا رغبة في بناء الجسور مع كافة التجمعات والمنظمات بدلا من الدعوة للانقسام. وتابعت قائلة: لقد بين نجاح مرشحنا أننا حسبنا كل صوت في دائرتنا ولم نهمل التواصل مع أحد. يشار الى ان «الشرق الأوسط» كانت قد تنبأت مسبقا بفوز المرشح المسلم عن الدائرة الخامسة في ولاية مينسوتا كون تلك الدائرة مغلقة على الديمقراطيين منذ 28 عاما، ونافسه فيها مرشح يهودي من الحزب الجمهوري لم يتمكن من حشد أصوات كافية للنجاح.

ولد اليسون لعائلة كاثوليكية في مدينة ديترويت التابعة لولاية ميشيغن، حيث تعيش اكبر جالية عربية ومسلمة، وهناك تعرف على الإسلام واعتنقه أثناء دراسته في جامعة «وين ستيت». ثم انتقل الى منيابولس ليدرس القانون في جامعة منيسوتا، وأصبح محاميا هناك، واهتم بالعمل السياسي (خصوصا وسط السود)، وفاز بعضوية مجلس المدينة، ثم مجلس نواب الولاية.

وعلى مدى 18 شهرا، كان قريبا من منظمة «امة الإسلام» الأميركية التي يتزعمها لويس فرقان في منتصف التسعينات. وعبر عن أسفه لتركيز الناس على ديانته، لأنه يعتبر أن الدين أمر يعود الى الشخص وربه، اضافة الى ان الأميركيين عموما يقللون من اظهار عقيدتهم الدينية ويريدون الفصل بين الدين والسياسة ويتحاشون التركيز على الدين خلال الانتخابات. ولفق له خصومه مزاعم بأنه يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير ولا يواظب على الصلاة، إلا انه نفى كل تلك المزاعم، وأكد انه مسلم معتدل مستعد للعمل مع أشخاص من أي ديانة وأية أصول.

واجه إليسون في صغره، مثل غيره من الفتيان السود في أميركا، مشاكل عنصرية، لكنه، عندما دخل كلية القانون، نذر نفسه للدفاع عن نفسه. انضم الى منظمات للسود، وأيد «أمة الاسلام». وعندما ترشح لانتخابات الكونغرس قبل أربعة اشهر، فتش معارضوه عن ماضيه، وقالوا إن إليسون كان «الصديق المقرب» و«التلميذ النجيب» لفرقان، وانه قاد مظاهرة «مليون رجل»، التي نظمها فرقان في واشنطن قبل أكثر من عشر سنوات. لكن إليسون سارع لعقد مؤتمرات صحافية فند فيها تلك المعلومات، ونفى انه قاد المظاهرة، لكنه اعترف بأنه «اشترك في تنظيمها». وقال انه لم يكن عضوا في الجماعة، لكنه تعاطف معها بسبب سواد لونه وحماسه لرفع الظلم الذي يعاني منه السود. وأضاف «عندما كنت في كلية القانون، كنت واحدا من ثلاثة سود فقط وسط 265 طالبا». ونفى انه يكره اليهود أو غيرهم. وركز خلال حملته الانتخابية على رغبته في خدمة دائرته الانتخابية فقال: «أريد أن أفوز لأخدم مواطني دائرتي الانتخابية».

ينتقد إليسون، 43 سنة، سياسة حكومة الرئيس جورج بوش ويعارض من يتحدث عن «صدام الحضارات»، مذكرا بان المسلمين الأميركيين يتشاركون مع غيرهم من المجموعات الدينية والعرقية الأخرى ذات الطموحات وهي أن يحصلوا على تعليم جيد وإنشاء شركة، وان يكون لديهم أماكن عبادة. وإاليسون يؤيد الحق في الإجهاض ويطالب بانسحاب القوات الأميركية من العراق، لكنه يرى ان التدخل في أفغانستان كان ضروريا لأن منفذي اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) كانوا «موجودين هناك». وقد خاض حملته الانتخابية في الأحياء العمالية في مينيابوليس حيث المشاركة ضئيلة عادة. ويقيم حالياً في عاصمة مينيسوتا التي استقبلت روسا وأفارقة ومتحدرين من أميركا اللاتينية وتضم اكبر جالية من الصوماليين واللاجئين المتحدرين من جنوب الصين وشمال فيتنام ولاوس. ويقول إليسون إن التزامه السياسي يعود الى مرحلة النضال في حرم الجامعات الاميركية ضد التمييز العنصري في جنوب أفريقيا.