مسؤولون دوليون وعرب: الحرب في العراق وراء هزيمة الجمهوريين

TT

فسر مسؤولون عرب ودوليون هزيمة الجمهوريين الأميركيين في الانتخابات البرلمانية، انعكاسا للأوضاع المتدهورة في العراق، وتصاعد الانتقادات حيال السياسة الأميركية فيه. الا أن ردود الفعل تباينت حول حجم التغيير الذي قد ينجم عن ذلك في السياسة الاميركية في شكل عام وفي العراق في شكل خاص.

وقال رئيس الحكومة الايطالي رومانو برودي في حديث الى الاذاعة الايطالية ان خسارة الجمهوريين في الانتخابات التشريعية الأميركية يعود سببها «بشكل رئيسي» الى الحرب في العراق.

وردا على سؤال لإذاعة «دجورنالي راديو» حول ما اذا كان سبب خسارة بوش هو الحرب في العراق، قال برودي «بشكل اساسي، نعم».

ونقلت وكالة الانباء الايطالية «انسا» عن برودي ان تصريحه ان «هناك مشاكل على مستوى السياسة الداخلية ايضا، لكن هذه المشاكل ناجمة ايضا عن الحرب في العراق».

وردا على سؤال حول العلاقات بين واشنطن وأوروبا بعد هذه الانتخابات، اعتبر برودي انها ستستمر في الاتجاه ذاته «مع نقاط تضارب ثانوية، وتعاون كبير كما حصل في الاشهر الماضية».

وفي طوكيو، أكد رئيس الوزراء الياباني المحافظ والحليف المقرب من الرئيس الأميركي جورج بوش، شينزو ابي ان فوز الديمقراطيين لن يغير السياسة اليابانية تجاه العراق.

وقال ابي «لن يكون هناك اي تغيير في السياسية اليابانية في العراق»، مشيرا الى ان «المساعدة على اعادة إعمار العراق، مدعومة من المجتمع الدولي»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعرب الحليف المخلص لواشنطن رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن عن الأمل في ان «يتوصل الرئيس (بوش) والكونغرس الاميركي الى سياسة موحدة ازاء العراق وافغانستان».

وأضاف رئيس الوزراء الدنماركي «أن العالم بحاجة الى الولايات المتحدة مصممة وقوية»، مقرا في الوقت نفسه انه «ما من شك في ان القضية العراقية كان لها أثر طاغ» على هذه الانتخابات.

وفي برلين، قال متحدث رسمي إن الحكومة الألمانية إنها ترغب في توسيع نطاق علاقاتها مع الكونغرس الأميركي بعد فوز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد مجلس النواب.

وقال كارستن فوجت منسق العلاقات الألمانية الأميركية الحكومي في مقابلة مع راديو بافاريا «علينا بذل جهد اكبر باتجاه أعضاء الكونغرس المنتخبين حديثا وباتجاه الكونغرس ككل»، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية».

وأعرب فوجت عن اعتقاده بأن الانتخابات الأميركية ستؤدي إلى بذل واشنطن للمزيد من الضغوط على أوروبا لتعزيز مشاركتها في العراق وأفغانستان.

من جانبه، توقع وزير خارجية هولندا بين بوت أن يغير فوز الحزب الديمقراطي في الانتخابات الاميركية تعامل إدارة بوش مع الوضع في العراق.

وقال بوت للاذاعة الوطنية «أعتقد أن الإدارة ستعيد النظر في الوضع في العراق في ضوء موقف الشعب الأميركي». واقترح بوت أن يقدم التقرير المرتقب حول العراق لوزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر الاجراءات الضرورية في هذا الصدد. ويرأس بيكر لجنة ستبحث عن سياسات بديلة للتعامل مع الوضع في العراق.

وأشاد الاشتراكيون الأوروبيون بفوز الديمقراطيين وحيوا «بداية نهاية كابوس عاشه العالم، على مدى ست سنوات». وقال مارتن شولتز رئيس المجموعة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي في رسالة تهنئة للحزب الديمقراطي الاميركي «ان فوزكم يسمح لأوروبا والولايات المتحدة بتجديد شراكتهما، واعداد اجندة نشطة وتقدمية من اجل تنمية سلمية وشاملة». وفي بغداد، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة مع هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية، انه لا يعتقد ان «التغيير في الكونغرس، يمكن ان يحدث أي تحول ملحوظ في السياسة الأميركية في العراق».

وقال المالكي في مقابلة أجريت الثلاثاء قبل انتهاء الانتخابات، انه يعلم ان «الولايات المتحدة ستعمل دوما من أجل مصلحتها على صعيد السياسة الخارجية، وان العلاقة معها لن تشهد أي تغييرات جذرية، اذا ظهرت على السطح آراء جديدة بعد الانتخابات». وأضاف أن «الأمر طبيعي والعراقيين يتعاملون معه».

وقال حسن السنيد هو سياسي بارز من الائتلاف العراقي الموحد ومقرب من المالكي، ان «التحول لن يؤثر على الاستراتيجية الأميركية في العراق لأن البلاد لها دور محوري في حرب واشنطن ضد انعدام الأمن العالمي». وقال لوكالة رويترز للانباء ان «التكتيكات قد تتغير لكن الاستراتيجية ستبقى. الديمقراطيون قد يخفضون عدد القوات الاميركية، وربما يفضلون البقاء لفترة أقصر. ولكن يتعين عليهم ان يتذكروا انه يجب عليهم معاملة الأغلبية في العراق بوصفها الأغلبية».

وقال سليم الجبوري المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية، ان موقف الديمقراطيين بشأن العراق اقرب الى رؤية الأقلية من العرب السنة.

وقال الجبوري «نعتقد ان الديمقراطيين بموقفهم العام المعارض للحرب يريدون تحسين السياسات، لكن نخشى انهم سيكونون مضطرين الى النضال لتحقيق تغييرات لأن السلطات الرئاسية واسعة».

وفي الرياض، دعا عضو مجلس الشورى السعودي محمد آل الزلفة، العرب الى عدم عقد آمال كبيرة على فوز الديمقراطيين في الانتخابات البرلمانية، معتبرا ان السياسة الاميركية في الشرق الأوسط لن تتأثر بفوزهم. ودعا آل الزلفة الى «ألا يفرح العرب كثيرا»، بفوز الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس النواب.

وأضاف «من المعروف تاريخيا ان الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة أكثر مساندة ودعما لإسرائيل من الحزب الجمهوري». متوقعا أن يقل اهتمام واشنطن ببعض القضايا الدولية مثل الملف النووي الإيراني.

بيد انه اكد ان الديمقراطيين «لن يسمحوا بحسب القوات الاميركية من العراق، ولن يتخلوا عن سياسة دعم اسرائيل».