الخليج يتخلى عن فكرة إنشاء أنبوب لنقل النفط في حال إغلاق مضيق هرمز

خامنئي: أميركا تخطئ فهم موقف العالم من البرنامج النووي الإيراني

TT

قرر وزراء النفط في دول مجلس التعاون الخليجي تبني توصيات دراسة اظهرت «عدم جدوى» انشاء انبوب لنقل النفط الخليجي في حال إغلاق ايران مضيق هرمز الاستراتيجي. ويأتي ذلك فيما قال الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي ان اميركا تخطئ في التصور ان العالم معارض للبرنامج النووي الايراني، موضحا «غالبية دول العالم تعتقد ان الطاقة النووية يجب ان تحرر من احتكار قلة نصبت نفسها كقوى». وبحسب مقررات اجتماع وزراء النفط في الخليج الـ 26 للجنة التعاون البترولي، قرر الوزراء «الاكتفاء بنتائج دراسة» سبق للمجلس ان طلب اجراءها، «حول مشروع انشاء انبوب لنقل النفط الخليحي في حالة تعرض مضيق هرمز للاغلاق حيث اوصت الدراسة بعدم جدوى اقامة مثل هذا المشروع». ومضيق هرمز الذي يفصل الخليج عن المحيط الهندي هو منفذ استراتيجي لنفط الخليج وتسيطر عليه ايران، ثاني اكبر منتج للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك). من جهة اخرى، استبعد وزير الطاقة القطري حمد العطية، في تصريحات عقب الاجتماع الوزاري الخليجي في ابوظبي، لجوء ايران الى اغلاق مضيق هرمز بسبب نزاعها مع الغرب. وقال العطية «بحسب المعلومات التي لدينا، فإنه ليس لدى ايران نية» باغلاق مضيق هرمز او بقطع امداداتها النفطية بسبب صراعها مع الغرب على خلفية برنامجها النووي، خاصة في حال فرض عقوبات دولية عليها.

ومن ناحيته، قال الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي ان الولايات المتحدة تخطئ في التصور ان العالم معارض للبرنامج النووي الايراني. وانقسمت القوى الكبرى حول مشروع قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يفرض عقوبات على ايران وضعته بريطانيا وفرنسا والمانيا للضغط على طهران للحد من برنامجها النووي. وتريد الولايات المتحدة تشديد الصياغة لكن روسيا تريد في المقابل تخفيفها وتؤيدها الصين. وقال خامنئي في خطاب القاه في مدينة سمنان شرقي العاصمة الايرانية طهران «الاميركيون يفتحون أفواههم ويغلقون أعينهم كعادتهم، ويقولون أي شيء يجيء على شفاههم.. العالم يعارض تخصيب ايران لليورانيوم، لا انتم لا تعرفون العالم ولا ترونه». وقال خامنئي في خطابه الذي نقله التلفزيون «غالبية دول العالم تعتقد ان الطاقة النووية يجب ان تحرر من احتكار قلة نصبت نفسها كقوى». وعلى صعيد ذي صلة، ذكر عدد من الدبلوماسيين ان القوى الست العظمى التي تناقش الملف الايراني في الامم المتحدة انهت مشاوراتها أول من أمس من دون التوصل الى اتفاق على وسائل معاقبة ايران لرفضها تعليق تخصيب اليورانيوم. وخلال اجتماع غير رسمي جديد، في مقر البعثة الفرنسية لدى الامم المتحدة، لم يتمكن سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) والمانيا، من الاتفاق على مشروع قرار قدمه الاوروبيون، وتريد روسيا والولايات المتحدة ادخال تعديلات عليه، لتخفيفه من ناحية موسكو، وتشديده من ناحية واشنطن. ووصف السفير الصيني وانغ غوانغيا المناقشات بأنها «غير حاسمة»، مشيرا الى وجود تباينات «يصعب التوفيق بينها». واضاف «لسنا في طور إجراء مناقشات جادة، واعتقد اننا نحتاج الى مزيد من الوقت. وسيجرى مزيد من التفكير في العواصم». لكن نظيره الروسي فيتالي تشوركين، الذي اكد وجود خلافات، اعتبر انها «ليست خلافات أساسية» بين النص الاوروبي والتعديلات الروسية. وقال «الاجواء جيدة... ومن الممكن اجراء مزيد من المناقشات البناءة حول مشروع القرار المطروح للنقاش». ونوقش المشروع المطروح للبحث منذ اسبوعين، مع التعديلات المقترحة لاول مرة في جلسة موسعة لمجلس الامن. وستستأنف المناقشات في نهاية الاسبوع، كما ذكر عدد من الدبلوماسيين، الذين أوضحوا ان اي موعد لم يحدد. ويتضمن مشروع القرار فرض حظر على اي معدات او مواد يمكن ان تساهم في البرامج النووية والصواريخ البالستية الايرانية، اضافة الى منع تقديم أي مساعدة او تدريب تقني او مالي مرتبط بهذه البرامج. وينص مشروع القرار ايضا على فرض عقوبات فردية ـ منع السفر او تجميد الاصول المالية في الخارج ـ بحق الايرانيين المرتبطين بأنشطة نووية، لكنه لا يشمل الانشطة المرتبطة ببناء محطة بوشهر النووية المدنية الايرانية التي تتعاون روسيا في بنائها. وكانت روسيا قد أصرت على هذا العنصر في مشروع القرار.

وفي موسكو، نقلت وكالة ايتارتاس الروسية للانباء عن مصدر دبلوماسي قوله ان زيارة منوشهر متقي، وزير الخارجية الايراني، الى موسكو تأجلت. ونقلت عن المصدر قوله «الزيارة أرجئت في الوقت الحالي. وسيجري الاتفاق على موعد جديد من خلال القنوات الدبلوماسية». ولم يذكر سبب للتأجيل. ولم يتسن الاتصال بأي أحد في وزارة الخارجية الروسية للتعليق.

وكانت دعوات قد وجهت الى الصحافيين لحضور مؤتمر صحافي يحضره متقي ونظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو مساء اليوم (الخميس). ثم ألغت وزارة الخارجية الروسية في وقت لاحق الدعوات وقالت ان المؤتمر لن يعقد. وقال لافروف متحدثا اثناء زيارة الى العاصمة الاوكرانية «فيما يتعلق باتصالاتنا مع القيادة الايرانية، تلك الاتصالات مزمعة هذا الاسبوع. يجري العمل بشأن الصيغة حاليا».