الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال 7 مسؤولين إيرانيين بتهمة إرهاب الدولة

بينهم رفسنجاني ورئيس المخابرات الإيرانية السابق علي فلاحيان واللبناني عماد مغنية

TT

أعلن القضاء الأرجنتيني أنه سيصدر اليوم مذكرة رسمية للانتربول الدولي يطلب فيها اعتقال 7 مسؤولين إيرانيين سابقين بتهمة «إرهاب الدولة» لدورهم، وفق زعمه، بتفجير مقر الجمعية اليهودية ـ الأرجنتينية (أميا) عام 1994 في بوينس آيرس حيث دمرت سيارة «فان» مفخخة معظم المقر الذي قضى بين ركامه 85 شخصا وجرح 300 آخرون، في عملية جاءت بعد عامين من تفجير سفارة اسرائيل في العاصمة الأرجنتينية حيث قتل 29 شخصا وجرح 200 آخرون.

وقالت أعلى هيئة قضائية في الأرجنتين أمس، وفق ما بثته وكالات محلية للأنباء، إن القاضي الاتحادي رودولفو كانيكوبا كورال وقع اليوم (أمس) على المذكرة التي سيتم ارسالها غدا (اليوم) وتتضمن توصية باعتقال مسؤولين ايرانيين اتهمهم المحقق الاتحادي ألبيرتو نيسمان بتهم عدة، من بينها «الاعداد والتخطيط والتمويل وتنفيذ عمل ارهابي رسمي على أراضي دولة أجنبية ذات سيادة»، بحسب الوارد في المذكرة الأرجنتينية.

وحددت المذكرة أسماء المطلوب اعتقالهم ومسؤولياتهم التي كانوا يتولونها يوم التفجير، الذي نفت ايران مرارا مسؤوليتها عنه على الاطلاق وعزت حدوثه لأسباب محلية وخلافات على النفوذ داخل الأرجنتين. أما المطلوب اعتقالهم فهم: الرئيس الايراني في ذلك الوقت، هاشمي رفسنجاني، وكذلك رئيس الاستخبارات الايرانية السابق علي فلاحيان، والمستشار الأول في سفارة ايران لدى الأرجنتين سابقا، علي أكبر ولايتي، والقائد السابق للحرس الثوري الايراني محسن رضائي، والقائد السابق لقوات القدس أحمد واحدي، والملحق الثقافي السابق بسفارة ايران في بوينس آيرس محسن رباني والمستشار الأول في السفارة، أحمد رضا اصغري، ومعهم اللبناني عماد فايز مغنية، الموضوع على لائحة الاعتقال من مكتب المباحث الفدرالي (إف. بي. آي) بجائزة 25 مليون دولار، وهو الرجل الذي وصفته المذكرة بأنه كان وما يزال مسؤولا كبيرا عن الأمن الخارجي في حزب الله.

وكانت المخابرات الأرجنتينية تعاونت منذ تفجير «أميا» مع نظيرتها الأميركية «سي. آي. إيه»، وكذلك الموساد الاسرائيلي، حيث اكتشف المحققون قرائن تشير، وفق مزاعمهم، الى ضلوع ايران وحزب الله بالعملية، وهو ما نفته ايران ونفاه الحزب مرارا.

وكان رئيس المخابرات الأرجنتينية، وهو اللبناني الأصل ميغيل طعمة، قد زار واشنطن أواخر 2003 لأسبوع اجتمع خلاله الى مسؤولين في «سي. آي. إيه» ونسق معهم مسودة اتهام رسمي لإيران وحزب الله بعملية التفجير، واعداً ذلك الوقت بكشف هوية لبناني تسلل الى الأرجنتين من حدودها المثلثة مع البرازيل والباراغواي ليتلقى من بعدها دعما لوجستيا من مسؤولين بالسفارة الايرانية في بوينس آيرس للقيام بالعملية»، بحسب الوارد في ملف التحقيقات الأرجنتينية.

وفي ملخص هذه التحقيقات، وهو من 800 صفحة سيتسلمها الانتربول اليوم، أن القضاء الأرجنتيني توصل لقرائن بأن طهران اشترت صمت الرئيس الأرجنتيني الأسبق، السوري الأصل كارلوس منعم، بعشرة ملايين دولار أودعها حسابه الخاص بسويسرا للتستر على دورها بعملية التفجير، وهو ما نفاه منعم الذي كان رئيسا للبلاد عام التفجير. إلا أن السلطات الأرجنتينية تقدمت قبل 3 سنوات بطلب الى نظيرتها السويسرية للتأكد في ما اذا كان لمنعم، 76 سنة، أرصدة في البنوك هناك، وسط اصراره بعدم امتلاكه لأي رصيد في سويسرا سوى مبلغ 600 ألف دولار مودع في البنك السويسري المتحد (UBS) وبحساب مشترك لابنته زليميتا ووالدتها، وهي مطلقته السورية الأصل زليما جمعة، وتم تجميده آنذاك بطلب من الأرجنتين.

ومما ورد في المذكرة التي سترفعها الأرجنتين اليوم الى الانتربول أن عناصر «نظامية وغير نظامية» خططت للعملية ونفذتها، وكانت لتلك العناصر القادمة من الخارج قواعد في لبنان «كانوا لبنانيين وايرانيين ممن تم تدريبهم منذ بداية التسعينات هناك».