مايكل بيليتيير مدير المكتب الأميركي الإعلامي الإقليمي: هدفنا تقديم ما وراء المواقف السياسية الأميركية

TT

«أهل مكة أدرى بشعابها» كان تعليقا من الدبلوماسي الأميركي مايكل بيليتيير، مدير مكتب التواصل الإعلامي الإقليمي في الشرق الأوسط، حول مسؤوليات الصحافيين والإعلاميين العرب في إيصال ثقافتهم العربية وتواصلهم البناء مع الغرب وتعريفهم بهم، وذلك خلال مؤتمر صحافي تم عقده ظهر أمس في القنصلية الأميركية بمدينة جدة، خلال أول زيارة رسمية له إلى السعودية.

وأوضح بيليتيير الذي يتقن اللغة العربية بطلاقة، لـ«الشرق الأوسط»، أن دور المكتب الإقليمي الإعلامي الذي تمّ افتتاحه في أغسطس (آب) الماضي من هذا العام، هو التواصل مع الإعلام العربي في منطقة الشرق الأوسط، وقال «وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أدركت أهمية الإعلام العربي، خاصة الفضائيات والدور المهم الذي تلعبه هذه الوسائل، ولهذا قرروا أن يؤسسوا مكتبا في العالم العربي يتعامل ويتواصل مع الإعلاميين العرب بشكل مباشر».

وأشار إلى أنه بالرغم من كون المكتب مقره في دبي، إلا أنه سيكون متنقلا بين دول منطقة الشرق الأوسط، وقال «نحن نحتاج إلى تواصل وتفاهم بين العالم العربي وأميركا، ولهذا السبب كان المكتب الإقليمي الجديد، كما أننا نحترم الصحف والإعلام في العالم العربي، ونتمنى أن تكون هذه المبادرة من بين مبادرات أخرى تساعدنا، حكومة أميركية وشعبا أميركيا، على أن نتواصل ونبني جسور العلاقات مع الشارع العربي من خلال الحوار المشترك».

وحول ما إذا كان الغرض من تأسيس المكتب الإقليمي إدراك أميركا أن وسائل الإعلام العربية تتعامل بشكل غير متوافق مع السياسة الأميركية الخارجية في منطقة الشرق الأوسط، التي لا يتوافق معها الشارع العربي يقول بيليتيير «المكتب لا يزال تحت التأسيس، وفي رأيي أعتقد أن أهم شيء نقوم به لأجل السياسة الأميركية ومواقفها في المنطقة، هو تقديم ما وراء هذه السياسة وما وراء هذه المواقف السياسية الأميركية».

وأوضح أن المواقف والسياسة الأميركية مبنية على قيم وأفكار وآراء كثير منها هي مشتركة بين الشعب الأميركي والشعوب العربية، وقال «لكن إذا ما ركزنا على تفاصيل سياسة معينة وننسى خلالها هذه القيم المشتركة لن نحصل على التفاعل المطلوب، لهذا أفضل التركيز عليها وتبادل الحوار بيننا حولها للوصول إلى نتيجة».

ويستشهد مايكل بالقضية الفلسطينية، قائلا «السياسة الأميركية مبنية على أساس رغبة قائمة ترى في القريب دولتين مستقلتين، تعيشان جنبا لجنب، وهذا الهدف هو مشترك بين الشعب الأميركي والشعب العربي، فإذاً نبدأ من هذه النقطة المشتركة، وممكن نتحاور ونتناقش في التفاصيل والاختلافات لحلها وهي شيء عادي موجود حتى داخل أميركا، وكما شاهدتموها خلال الانتخابات الحالية، لكن من المهم أن نقطة البداية مشتركة بيننا، وهذا أفضل لكي نبني تفاهما أوسع وأعمق».

وحول ما تواجهه وسائل الإعلام الأميركية الداخلية من اتهام الشارع العربي بعدم تناولها الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي بموضوعية وحياد، قال بيليتيير «يعتمد ذلك على الوسيلة ذاتها، وهناك الكثير من الصحف والقنوات التلفزيونية الأميركية، ولهذا يصعب تعميم هذا الحكم عليها، فهناك صحف وكتاب يقدمون الرؤية حول الوضع من جانب معين، فيما هناك آخرون يقدمون رؤيتهم حوله من وجهة نظر مختلفة».

ويشير إلى أنه من الأهمية أن يكون هنالك مواطن مسؤول يصل إلى رأيه الشخصي، وقال «في أميركا تجد كل شيء في الإعلام الأميركي، والمواطن المسؤول ينبغي أن يقرأ كل شيء ويلم بكامل الوضع من مختلف الوسائل الإعلامية، حتى يفهمه ويتخذ رأيه الشخصي، إنها مسؤوليتنا جميعا كمواطنين».

وقد اعتبر مايكل أن ما أثارته وسائل الإعلام الدولية حول الدين الإسلامي نتيجة الأحداث التي ترتبت عليها وحول رؤيتها لحقيقة المسلمين، أنها فرصة ذهبية للمسلمين أنفسهم كي يتواصلوا مع الغرب في التعريف بالدين الإسلامي والتعريف بأهمية الرسول عليه السلام لديهم، وقال «هذه فرصة كبيرة لتعليم الغرب وإفهامهم ما هو الإسلام».