مجزرة إسرائيلية في غزة ضحيتها 20 قتيلا منهم 18 من أسرة واحدة

12 قذيفة مدفعية ثقيلة تسقط على ثلاثة منازل فتقتل الأطفال والنساء وهم نيام

TT

كانت تعدد بشكل هستيري وبحرقة أسماء ابنائها واحفادها الذين قتلوا في المجزرة الجديدة التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية في الصباح الباكر من امس. لم تفلح محاولات أقاربها وجاراتها في تهدئة روعها، ظلت زوجة مسعود عثامنة تصف الحالة التي وجدت عليها ابناءها وأولادهم عندما استيقظت على صوت الانفجار الذي هز منزل العائلة الكائن في شارع حمد، شمال بلدة بيت حانون، في الساعة 5.30 من فجر أمس، لتتبعه بعد ذلك عدة انفجارات هزت الحي السكني لتسفر عمليات القصف عن مجزرة بشعة ضحيتها 20 فلسطينياً، 18 منهم من عائلة العثامنة 7 منهم اشقاء وعشرات الجرحى. كان المئات من الرجال والنساء والأطفال والصحافيين الذين تجمهروا لتفقد الحي الذي تعرض للقصف، يقفون على «ضفاف» برك الدماء التي ظلت في المكان حتى بعد عدة ساعات من وقوع المجزرة، شيوخ يبكون بحرقة، ونساء يندبن، وأطفال يولولون.

فمأساة أهل حي «حمد» في شمال بيت حانون بدأت عندما أطقت احدى بطاريات المدفعية التابعة للجيش الاسرائيلي المتمركزة الى الشرق من البلدة والخط الفاصل بين القطاع واسرائيل قذيفة باتجاه هذا الحي، لتسقط على منزل مسعود عثامنة المكون من اربعة طوابق، حيث اصابت بشكل مباشر الطابق الرابع الذي يقطنه سعد عثامنة، فاخترقت القذيفة السقف وسقطت على احدى الغرف التي كان ينام فيها ثلاثة من الاطفال الذين كانوا يستعدون للتوجه للمدرسة لأول مرة بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي بعد اسبوع من الاحتلال مخلفا عشرات القتلى ومئات الجرحى. فقتلت طفلين وجرح بقية افراد العائلة. وعندما سمع اشقاء سعد الذين يقطنون في الطوابق الثلاثة السفلية صوت الانفجار، وكذلك بقية الجيران، هبوا للنجدة، وبينما كان الجيران يتدافعون الى البيت، فإذا بالمدفعية الإسرائيلية تطلق 11 قذيفة لتسقط على نفس المنزل ومنزلين اخرين يعودان لعائلتي عدوان وعودة. فخلفت القذائف الجديدة سكان المنازل الثلاثة والناس الذين كانوا في طريقهم لانقاذ عائلة عثامنة، مزيدا من القتلى والجرحى. وقال أبو حمدان، احد سائقي سيارات الاسعاف في بيت حانون، إن محطة الاسعاف في البلدة لم تكن تملك اكثر من اربع سيارات. واضاف انه عندما وصل هو وزملاؤه الى موقع المجزرة احتاروا من اين يبدأون في عملية جلاء القتلى والجرحى بسبب كثرتهم وصعوبة اوضاعهم الصحية. وحسب ابو حمدان، فانه رغم أنه قضى عقداً من الزمان كسائق سيارة اسعاف وأن معظم عمله كان يتركز على اجلاء القتلى والجرحى الذين يسقطون بنيران الجيش الاسرائيلي، إلا أنه لم يتوقع في يوم من الأيام أن ترى عيناه المشاهد التي رآها امس في بيت حانون. وتابع القول انه شاهد احد الجرحى وهو يحمل ابنه القتيل مندفعاً نحو سيارة الاسعاف وقبل وصوله السيارة، فإذا بذراع الولد تسقط، وعندما حاول الوالد المكلوم انتشال الذراع، فإذا برجل ابنه تتدلى، فارتمى على الأرض منهاراً. واوضح ابو حمدان أنه غسل سيارة الاسعاف، عدة مرات لكثرة ما علق بها من دماء. وغرقت بيت حانون بعد المجزرة بحالة من الهستيريا والذهول. الصحافيون الذين قدموا في ساعات الصباح لتغطية المجزرة وآثارها لم يستطيعوا توجيه الأسئلة للأهالي الذين لم يحتملوا مجرد قدوم كاميرات التصوير، بل حاول بعضهم منع التصوير، ورفض معظم من كان هناك التحدث لوسائل الاعلام. في حين جلس البعض الآخر حول برك الدماء وهم يبكون بحرقة شديدة. ووسط حالة الذهول، انفجرت احدى السيدات التي فقدت احد ابنائها صارخة، مطالبة بتزويدها بحزام ناسف من أجل تنفيذ عملية تفجيرية. وشاهد كل من اعتلى اسطح المنازل في الحي، بأم عينه آثار الدمار الناجم عن القصف، علما بأن الحي تعرض لما يشبه الزلزال خلال ما يسمى بحملة «غيوم الخريف» التي انتهت فجر اول من امس. فالكثير من المنازل دمرت، والعشرات من سكان الحي ما زالوا رهن الاعتقال. وكل واحد من الأهالي في هذا الحي تعرض لمأساة خاصة به، فمنهم من قتل احد اعزائه، أو جرح او اعتقل، أو دمر بيته، أو جرفت ارضه. وجاءت المجزرة البشعة بعد ساعات على قيام طائرات الاحتلال بتدمير منزل احد ابرز قادة كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحركة حماس، في قطاع غزة. اذ القت طائرة اسرائيلية من طراز «اف 16» قنبلة زنة نصف طن على منزل احمد الجعبري احد ابرز قادة كتائب القسام في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة. ويعتبر الجعبري الذي أمضى 12 عاماً في السجون الإسرائيلية، من أبرز المطلوبين للسلطات الاسرائيلية التي تتهمه بالمشاركة في تخطيط وتنفيذ العديد من العمليات العسكرية، وتصفه بأنه الساعد الأيمن لقائد كتائب القسام محمد الضيف.

يذكر أن القوات الاسرائيلية حاولت اغتيال الجعبري في وقت سابق بقصف فناء منزل عائلته، بيد أنه نجا بأعجوبة من القصف بينما قتل نجله وزوج كريمته وشقيقه جراء القصف. وفي شمال الضفة الغربية اعدمت قوات الاحتلال خمسة فلسطينيين، اربعة منهم من نشطاء كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح، في بلدة اليامون، غرب مدينة جنين، اقصى شمال الضفة الغربية. وقالت مصادر فلسطينية ان قوة خاصة إسرائيلية تسللت إلى البلدة في ساعة مبكّرة من صباح امس وحاصرت منزلاً فيها، وداهمته وأطلقت الرصاص والقذائف عليه واصابت من في داخله. وقال شهود عيان ان القوات الخاصة اعتقلت من كان في بداخله وهم جرحى وقامت باعدامهم لاحقا، وهم سليم راجح أبو الهيجا، وحمود راجح أبو الحسن، وطاهر عباهرة، وعلاء خمايسة، وهم من كتائب شهداء الأقصى. اما القتيل الخامس وهو أيمن قبالة، فقد جاءته الرصاصة القاتلة بينما كان يقف على شرفة منزله. التسلسل الزمني

* بلدة بيت حانون تقع في اقصى شمال قطاع غزة وهي بوابته الرئيسية الى اسرائيل يقطنها قرابة 30 الف فلسطيني.

* في الساعة 5.30 صباحا وبينما كان الناس نياما تهاوت 12 قذيفة مدفعية اسرائيلية من الطراز الثقيل فوق 3 منازل في شارع حمد في البلدة.

* القذيفة الاولى تسقط على منزل العثامنة المكون من 4 طوابق فتخترق الدورين الرابع والثالث وتقتل اطفالا. ليتبعها الجنود الاسرائيليون بـ 11 قذيفة اخرى بعد ان هب الناس من سباتهم لمساعدة الاسرة المنكوبة، فتصيب المنزل مجددا ومنزلين اخرين اضافة الى الناس المتجمهرين فتلحق مزيدا من القتلى والجرحى.

* القذائف الاسرائيلية تحصد 20 فلسطينيا وتجرح اكثر من 40 اخرين اصابات بعضهم بليغة ومعظمهم من الاطفال والنساء

* 10 من الضحايا من الاطفال و7 نساء

* 18 الضحايا من عائلة واحدة وهي عائلة العثامنة منهم 7 اشقاء