أولمرت يعتذر ويعرض المساعدة «الإنسانية»

TT

تقدم رئيس الوزراء الاسرائيلي، إيهود أولمرت، باعتذار رسمي الى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، على المجزرة التي ارتكبها جيشه فجر أمس ضد المدنيين الأبرياء في بيت حانون شمال قطاع غزة. وعرض أولمرت على أبو مازن «تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة والرعاية الطبية الفورية للجرحى».

وقال انه أمر بالتحقيق في ظروف وقوعها. ولكن الناطقين بلسان الحكومة الإسرائيلية لمحوا الى تحميل الفلسطينيين مسؤوليتها الأساسية. وسيطرت أنباء المجزرة على عناوين وسائل الأعلام الإسرائيلية منذ صباح أمس، ووجه العديد من المعلقين الانتقادات على وقوعها، فقالوا ان الجيش لم يقصد القيام بمذبحة كهذه إلا أن من الواضح أن استخدام القصف المدفعي بحد ذاته يفتح الباب أمام احتمال وقوع مآس في صفوف المدنيين. ولهذا تم تحذير الجيش طول الوقت منها، لكنه لم يكترث.

وكان الجيش الاسرائيلي قد أصدر بيانا ادعى فيه بأن القصف تم بالخطأ، حيث ان القذيفة المدفعية وجهت نحو موقع لخلية فلسطينية مسلحة تطلق الصواريخ نحو البلدات الإسرائيلية فانحرفت عن مسارها لمسافة 500 متر وسقطت على عدة بيوت في بيت حانون. وأعلن رئيس أركان الجيش دان حالوتس، عن تشكيل لجنة تحقيق في القصف لمعرفة وتحديد المسؤولية عن الخطأ، لكنه اختار رئيسا للجنة الميجر جنرال مئير خليفي، وهو ذات الضابط الذي كان ترأس لجنة تحقيق سابقة في قصف مدفعي أسفر قبل شهور عن مجزرة راح ضحيتها أفراد عائلة غالية في شاطئ غزة. وتوصل الى استنتاج يومها قال فيه ان القصف لم يكن اسرائيليا.

ووصل الخبر حول مجزرة بيت حانون الى أولمرت، امس، عندما كان يرأس اجتماعا للتشاور الأمني، بحضور وزير الدفاع، عمير بيرتس، وعدد من قادة الجيش والمخابرات. وكان واضحا ان مذبحة كهذه ستؤثر على موقف اسرائيل في العالم وربما تؤثر على زيارة أولمرت الى واشنطن ولقائه يوم الاثنين المقبل مع الرئيس جورج بوش في البيت الأبيض. فأرسل على الفور رسالة اعتذار للرئيس الفلسطيني يعرب فيها عن الأسف ويبلغه فيها بالتحقيق ويطلب منه نقل تعزياته الى الشعب الفلسطيني وعائلات الضحايا. وخرج العديد من السياسيين في إسرائيل بتصريحات حول هذه المجزرة، أعربوا فيها جميعا عن الأسف، إن كان من قادة اليمين أومن قادة اليسار، ولكن العديد منهم حملوا الفلسطينيين مسؤولية أساسية عنها. فقالت وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، ان اسرائيل تتعرض لقصف يومي بصواريخ القسام من قطاع غزة رغم انها انسحبت منها انسحابا كاملا. وقال النائب عن حزب الليكود اليميني المعارض، يوفال شتاينتس، إن الفلسطينيين هم المسؤولون عن الحادثة لأنهم يتيحون للمسلحين أن يتخذوا مواقعهم العسكرية في أماكن مأهولة بالسكان المدنيين. أما في اليسار فقط طالبت رئيسة كتلة ميرتس في الكنيست، زهافا غلؤون، بوقف العمليات الاسرائيلية الحربية تماما في غزة والضفة واللجوء الى طريق المفاوضات السلمية.

وتميز موقف النواب العرب في الكنيست باتهام الحكومة بارتكاب جرائم حرب بشكل متعمد من أجل زرع الخوف في نفوس الفلسطينيين حتى يستسلموا للسياسة الإسرائيلية، وأنها تحاولالانتقام من نتائج الحرب في لبنان من الفلسطينيين العزل حتى يعيدوا للجيش الاسرائيلي ما فقده من هيبة وما أصابه من اخفاقات. وحاول النواب العرب طرح القضية على جدول الأعمال بشكل طارئ، إلا ان رئيسة الكنيست، داليا ايتسيك، رفضت ذلك قائلة إن جدول الأعمال مزدحم.