أوروبا والأمم المتحدة تعربان عن صدمتهما ومصر تعتبرها عملا غير أخلاقي

إجماع دولي على إدانة العدوان الإسرائيلي على بيت حانون

TT

اجمعت دول العالم تقريبا باستثناء الولايات المتحدة واسرائيل على ادانة المجزرة الاسرائيلية في بيت حانون، واعتبرت المفوضية الاوروبية «حدثا يثير صدمة شديدة» وطالبت «كل الاطراف» بالالتزام بتحركات «متكافئة». غير ان بنيتا فيريروفالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي، لم تنس التأكيد على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ولكن «ليس على حساب حياة الابرياء». وطالبت جميع الاطراف بممارسة أقصى أنواع ضبط النفس واقتصار أفعالهم على تلك، ودعا خبير دولي لحقوق الانسان مجلس الامن الدولي للتحرك العاجل لوقف العملية العسكرية «الوحشية» الاسرائيلية ضد قطاع غزة. وقال جون دوغارد المقرر الخاص لحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة «هذا العقاب الجماعي الوحشي للناس وليس للحكومة، مر من دون التفاتة من المجتمع الدولي». واضاف ان مجلس الامن فشل في اعتماد اي قرار حول المسألة ولم يحاول اعادة السلام الى المنطقة، وقد حان الوقت لقيام مجلس الامن بتحرك عاجل.

واعرب موفد الامم المتحدة الى الشرق الأوسط الفارو دي سوتو في بيان عن «صدمته العميقة وهوله الكبير ازاء المجزرة»، وقال البيان الصادر عن مكتب المسؤول الدولي انه «لا يسعه سوى التعبير عن تنديده ودعوة الحكومة الاسرائيلية الى وقف كل العمليات العسكرية من دون ابطاء».

واعربت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت عن انزعاجها الشديد، وقالت «من الصعب فهم الهدف من وراء هذا القصف وكيف يمكن ان يبرر»، ودعت بيكيت «اسرائيل لاحترام التزاماتها بتجنب ايذاء المدنيين»، مضيفة «ان استمرار الهجمات الصاروخية التي ينفذها المسلحون الفلسطينيون غير مقبول كذلك».

واعربت موسكو عن «قلقها البالغ» وقالت الخارجية الروسية في بيان «اننا قلقون للغاية في موسكو ازاء هذا الحادث المأساوي الذي اوقع العديد من الضحايا بين المدنيين».

وشدد وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما على انه «من الحتمي وجود مبادرة دولية لتحريك الوضع»، وقال «نتحدث في الوقت الراهن عن حكومة فلسطينية جديدة لوقف دوامة العنف، ولنأمل في ان تكون الحكومة الاسرائيلية راغبة في التحرك في هذا الاتجاه».

وقالت وزارة الخارجية التركية ان «رد اسرائيل غير المتناسب على الهجمات بالصواريخ التي تستهدفها، يسدد ضربة الى جهود السلام ويقود الى دوامة عنف تؤدي الى تفاقم الاعمال العدوانية».

ووصف احمد ابوالغيط وزير الخارجية المصري المجزرة الاسرائيلية بان «هذا العمل غير اخلاقي وغير انساني»، ودعا المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الامن لتحمل وممارسة مسؤولياته في حفظ الامن والسلم بادانة هذا العمل الاجرامي، وقال «مثل هذه التصرفات لا تحقق أمنا ولا سلاما ولا يمكن تبريرها تحت أي مسمى أو حجة».

واكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ان «الاردن سيبذل كل جهد ممكن لوقف العمليات العسكرية الاسرائيلية» في قطاع غزة، وشدد العاهل الاردني الموجود حاليا في بريطانيا على «ضرورة التحرك الفوري للمجتمع الدولي والقوى المؤثرة في العالم لاعادة عملية السلام الى مسارها الصحيح والتي باتت الحاجة ماسة الى استئنافها بأسرع وقت ممكن».

ودعت سورية «الاخوة الفلسطينيين على مختلف انتماءاتهم السياسية إلى وحدة الصف الوطني في مواجهة الجرائم الاسرائيلية، لان تعزيز الوحدة الوطنية هو الجدار الصلب الذي يصد ويفشل كافة المؤامرات والمخططات المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة».

وحملت سورية المجتمع الدولي ومجلس الامن بشكل خاص «المسؤولية التامة عن وقف هذه المجازر ومحاسبة إسرائيل على جرائمها المتكررة»، مؤكدة أن «على المجتمع الدولي أن يحمل إسرائيل المسؤولية التامة عن التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تنجم عن ذلك».

واعتبرت الجامعة العربية أن السياسة الاسرائيلية «ذهبت بعيدا» مما يقتضي ضرورة اتخاذ إجراء إضافي من الدول العربية إزاء هذا الصدد، وقال عمرو موسى امين عام الجامعة إن «المأمول من الدول العربية هو إعطاء رسالة قوية لاسرائيل بأن الامور لا ينبغي أن تستمر هكذا ولا يمكن أن يؤخذ العرب بهذه الخفة والاهمال والتجاهل».

وفي جدة طالب الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة «بالتحرك العاجل لوقف العدوان الاسرائيلي واتخاذ الاجراءات التي تكفل حماية الشعب الفلسطيني من بطش اسرائيل وارهاب الدولة»، مؤكدا ان العدوان الاسرائيلي يؤكد «استهتار اسرائيل بالقانون الدولي واصرارها على المضي في ارتكاب جرائم الحرب وخرقها اتفاقية جنيف الرابعة».