اللبناني العادي يائس من نجاح السياسيين في إنقاذه من مأزقه عبر جلسات التشاور

بداعي أن الأكثرية والأقلية «تتلقيان التعليمات» من الخارج

TT

«طاولة التشاور لن تمنع الفتنة المقبلة على لبنان. ربما اجلتها قليلا». هذا ما قاله صاحب متجر صغير في وسط بيروت، وأضاف: «أعلنت تصفية عامة على البضائع وبأسعار متهاودة. سأبيع كل شيء وابحث عن دولة تمنحني وأولادي الاستقرار لأعيش فيها». هذا التاجر كان يحاول الاستفادة من عودة وسط بيروت الى حركته الطبيعية التي سمحت بها أمس «العطلة التشاورية» التي أعلن عنها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بصفته مديرا للجلسات الحالية بين الأكثرية الحكومية و«حزب الله». اليأس من وصول جلسات التشاور، التي تستأنف اليوم، الى نتيجة ايجابية لا يقتصر على تجار الوسط، فاللبنانيون فقدوا الثقة بإمكانية وصول أهل السياسة الى تسوية تضمن لهم مستقبلا آمنا. تقول الموظفة في أحد المصارف، سهى هاشم: «الوضع مخيف. لا أعرف كيف أخطط لمستقبل أولادي الذين وصلوا الى المرحلة الجامعية. أحدهم يدرس ويقيم في منطقة غالبية سكانها من المسيحيين. وعندما افكر بأن حربا اهلية ستندلع اصاب بالجنون. بعدما امضينا نصف عمرنا في جحيم الحرب. يظهر اننا سنعود اليها. ليتنا هربنا حين كانت الدول الاجنبية تستقبلنا وتحضننا».

لكن الخوف الذي يتملك سهى هاشم لا يقلق بعض اللبنانيين الغارقين في الصراع السياسي والطائفي. العكس صحيح. فالطالب الجامعي أحمد يقول: «يجب أن يأخذ الصراع مداه لنصل الى حل جذري. هناك فئة لبنانية متعاملة مع العدو الاسرائيلي وتتلقى تعليماتها من الاميركيين. ويجب منعها من الامساك بزمام البلاد». واعتبر ان الاكثرية البرلمانية ستكون «المسؤولة» عن أي خلل أمني في البلاد.

مؤيدو الاكثرية الموصوفة من معارضيها بالوهمية لهم خطابهم ايضا. يقول باسم صباغ من مدينة صيدا في الجنوب اللبناني إن «حزب الله لا يريد وفاقا او اتفاقا بين اللبنانيين. وجلوس نوابه الى طاولة التشاور ليس إلا مضيعة للوقت». ويضيف: «على الحريري وجنبلاط عدم التراجع عن موقفهما وعدم السماح بتغيير الحكومة، وإلا سيستولي الحزب وحلفاؤه على البلد ويعيدون السوري الى لبنان ومعه الايراني. التنازل غير مسموح ونحن حاضرون لندعم ونسند الحريري ورفاقه».