وزير العدل اللبناني يكشف عن خلاف «عميق» مع لحود حيال المحكمة الدولية المقترحة للنظر في اغتيال الحريري

TT

اعترف وزير العدل اللبناني شارل رزق بوجود «خلاف عميق» بينه وبين رئيس الجمهورية اميل لحود حول المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه التي يعترض عليها لحود، وتجميد الاخير مرسوم التشكيلات القضائية ما يعطّل عمل القضاء. وأبدى رزق، الذي كان دخل الحكومة ضمن فريق لحود، استغرابه حيال اعتراض رئيس الجمهورية على قيام المحكمة الدولية. وسأل: «اين مصلحته ومصلحة لبنان في تعطيل مثل هذه المحكمة التي ستحاكم مرتكبي اخطر جريمة في تاريخ لبنان؟». وقال: «انا صديق للرئيس لحود، لكنني منذ مدة اختلفت معه حول الكثير من المسائل وخصوصاً في موضوعين رئيسيين هما: تجميده التشكيلات القضائية ما ادى الى تعطيل القضاء اللبناني وعمله، على رغم ان هذه التشكيلات صدرت باجماع مجلس القضاء الاعلى الذي هو رأس السلطة القضائية، واعتراضاته المفاجئة على المحكمة الدولية بصورة غير مبررة».

ورداً على سؤال عن سبب انقلابه على رئيس الجمهورية الذي اتى به وزيراً للعدل، افاد رزق: «انا لست محسوباً على احد. فاذا كان وزير العدل محسوباً على هذا الزعيم او ذاك يصبح وزير اللاعدل. انا اقوم بواجبي وفق ما يمليه عليّ ضميري ومسؤولياتي. ولا اتلقى اوامر من اي جهة كانت وان كنت على علاقة طيبة بكل الفرقاء السياسيين». واضاف: «اما بشأن المحكمة الدولية فإني كلفت اعداد نظامها بالتعاون مع الامم المتحدة من مجلس الوزراء مجتمعاً. وانطلقت بهذه المهمة من اجماع اللبنانيين حول طاولة الحوار حول ضرورة قيام هذه المحكمة وبتفويض المتحاورين بدءا من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنائب سعد الحريري وكل القوى الاخرى. وتوصلنا الى صيغة هذه المحكمة. وبحسب علمي فإن ثمة توافقاً حولها في مجلس الأمن الذي سيرسل مشروعها الى لبنان في غضون ايام قليلة، واعتقد انه سيكون توافق لبناني حولها. وبعد كل ما قطعناه فوجئت بموقف رئيس الجمهورية المعترض عليها».

وعما اذا كان يقبل باطاحته في اطار حل للازمة السياسية القائمة وخصوصا ان رئيس الجمهورية مصر على استبداله، قال الوزير رزق انه يحتكم الى الشعب اللبناني والرأي العام. واضاف: «اذا كان الشعب اللبناني يتخلّى عن المحكمة ذات الطابع الدولي في اخطر جريمة شهدها لبنان ويقبل بتعطيل السلطة القضائية وشل عملها، فأنا لا مشكلة لدي. وليست لدي رغبات، لكنني اعتقد جازماً بان اللبنانيين لن يفرطوا بالسلطة القضائية او بالمحكمة الدولية التي ستحاكم قتلة الرئيس الحريري ورفاقه».

ورداً على سؤال اذا كانت لقاءاته ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع تثير غضب الرئيس لحود، قال رزق: «الدكتور جعجع هو احد القيادات السياسية وله حزبه وثقله الشعبي.