بريطانيا تطالب سورية وإيران بالعمل على استقرار العراق

دعوة لـ«حل سياسي» للأزمة وتطوير قدرة بغداد على الحكم

TT

طالبت بريطانيا سورية وإيران أمس مجددا بالتعاون على استقرار العراق، مؤكدة عزمها على حل الوضع المتأزم في العراق بالتعاون مع دور الجوار. وكان من المرتقب ان يدعو رئيس الوزراء البريطاني توني بلير دمشق وطهران مجدداً للتعاون مع «المجتمع الدولي لاستقرار العراق ومنطقة الشرق الاوسط برمتها» مساء أمس. وقال ناطق باسم بلير لـ«الشرق الاوسط» أمس: «لا يمكن ان يكون هناك حل عسكري من دون حل سياسي» للأوضاع في العراق. ولفت الناطق الى ان بلير يشدد على: «حاجتنا الى استراتيجية شاملة للشرق الاوسط، وأمام سورية وإيران خيار استراتيجي للعمل معنا». وأضاف انه «على الحكومة العراقية ان تطور خطط المصالحة الوطنية، وان نطور قدرة الحكومة على الحكم الصالح والتخلص من الفساد». وقال ناطق باسم بلير، ان رئيس الوزراء البريطاني طالب الدولتين للتعاون في السابق، إلا ان ذلك لم يلق استجابة حتى الآن. وكان من المتوقع ان يلقي بلير خطابا في وقت متأخر من مساء أمس حول سياسة بلاده الخارجية «يركز بشكل كبير على العراق، وضرورة بلورة استراتيجية شاملة لحل أزمات الشرق الاوسط».

ويأتي خطاب بلير أمس في «غيدهول»، مقر الحياة الاقتصادية البريطانية في اطار بذل لندن وواشنطن المزيد من الجهود في معالجة الملف العراقي.

وأكد الناطق أن بلير سيتشاور اليوم مع اعضاء «مجموعة دراسة العراق»، المهتمة بتقديم اقتراحات جديدة لحل الأزمة في العراق برئاسة وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر، عبر الأقمار الصناعية. وكان كبير موظفي البيت الابيض جوش بولتون رد اول من امس على اقتراح ديمقراطي بعقد مؤتمر دولي بشأن العراق يضم ايران وسورية بأن «جميع الخيارات ستدرس». وقال مصدر في وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» أمس ان «على سورية وإيران الاختيار بين لعب دور ايجابي في المنطقة أو رفض هذا المطلب الذي يقدمه المجتمع الدولي برمته، وليس فقط بريطانيا». وكان من المتوقع ان يحدد بلير العواقب التي قد تواجه دمشق وطهران في حال رفضتا تلبية هذه الدعوة. إلا ان الناطق باسم بلير قال: «علينا التوصل الى استقرار المنطقة من خلال عملية حوار صريح ومناقشة المصالح المشتركة». ويعرض بلير في خطابه السبل المتاحة للدولتين في التعاون على استقرار العراق، بالاضافة الى التوصل الى حل سلمي للنزاع العربي ـ الاسرائيلي. وبحسب مقتطفات من خطاب بلير سربت الى وكالات الانباء أمس، كان من المتوقع ان يشمل ذلك وقف دعم الدولتين للمسلحين في العراق. وشدد الناطق باسم بلير ان التعاون مع دول الجوار لحل المشاكل في العراق يعتمد على تعاون الحكومة العراقية «وبناء قدراتها على الحكم والتخلص من مشاكل الفساد». وأضاف انه من الضروري «التوصل الى تعهد سياسي قوي في بغداد مبني على المصالحة السياسية». وكان مبعوث بلير، جون سورس، في العراق أول من امس، حيث التقى بالرئيس العراقي جلال طالباني وسلمه خطابا من بلير. وجاء في بيان من الرئاسة العراقية ان بلير «ثمن الجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس العراقي لتحقيق المصالحة الوطنية، وإنجاح العملية السياسية في العراق من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد».

وأضاف البيان أنه تم خلال اللقاء الذي حضره كل من نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح ووزير الخارجية هوشيار زيباري والسفير البريطاني لدى العراق دومنيك اسكوايث، مناقشة آخر التطورات التي تشهدها البلاد، والسبل الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار فيه.

من جهته، قال وزير الدفاع البريطاني ديس براون للصحافيين في بروكسل أمس: «قلنا على الدوام ان ايران وسورية عليهما ان تواجها مسؤولياتهما»، مضيفاً: «كنا ندعو ايران وسورية للتفاعل مع الحكومة العراقية وقبول مسؤولية السلام والتطور وسنواصل عمل ذلك».

ونفى براون في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية ان يطرأ تغير على الاستراتيجية البريطانية في العراق بسبب نتائج الانتخابات الاميركية. وقال: «إن الحكومة العراقية نفسها أجرت اتصالات مع جيرانها وكانت هناك زيارات للوزراء».