الجزائر تعتزم إقامة مراقبة إلكترونية على حدودها «لمكافحة الإجرام»

وزير الداخلية الفرنسي يبحث في الجزائر تسهيل التأشيرات والهجرة

TT

تعتزم الجزائر اقامة مراقبة الكترونية على حدودها «بهدف مكافحة الاجرام»، حسبما افادت مصادر رسمية. ونقلت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية امس عن ضابط بالدرك الوطني قوله خلال منتدى حول تكنولوجيات الإعلام والاتصال، نظم الليلة قبل الماضية في وهران (غرب)، ان الرقابة الالكترونية للحدود ستقوم على مجموعة من اللاقطات تتيح تمرير المعلومات بشكل فوري الى قيادات متحركة مما يمكنها من التدخل لملاحقة اي مشبوهين محتملين. واضاف المسؤول ان مشروعا ثانيا مكملا «للشبكة الوطنية الموحدة للمعلومات والاتصالات» سيقام في 2010 وسيتم ربط هذه الشبكة بكافة كتائب الدرك الوطني الجزائري. وبفضل هذه الشبكة سيكون بإمكان قاضي التحقيق الاستماع الى مشبوه بالصورة والصوت، انطلاقا من اي مكان في الجزائر. من ناحية اخرى بدأ وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي امس زيارة الى الجزائر مدتها يومان وتهدف الى احياء الحوار السياسي بين البلدين.

وجاءت هذه الزيارة عشية مطالبة وزير الحكومة الجزائرية عبد العزيز بلخادم لفرنسا «بضرورة اعترافها بما اقترفته من جرائم» خلال فترة استعمارها للجزائر، قبل أي تطبيع للعلاقات بين البلدين. لكن ساركوزي رفض امس الاستجابة لهذا المطلب، وقال لصحافيين امام مقبرة «سانت اوجين» (مقبرة مسيحية في العاصمة الجزائرية): «ينبغي ان نتفادى جرح بعضنا البعض. آلامنا مشتركة. هناك موتى من جانب الجزائريين وموتى من جانب الفرنسيين والاوروبيين». واعتبر ان زيارته لمبنى «مقام الشهيد» في العاصمة الجزائرية (برج عال يرمز لقتلى ثورة الاستقلال الجزائرية) يعد بمثابة «موقف قوي مني باتجاه إزالة التوتر في العلاقات بين البلدين».

وكان بلخادم قد قال ليل السبت الاحد الماضي عشية وصول ساركوزي «إن الجزائر مستعدة للتعامل مع فرنسا بصورة طبيعية، شريطة أن تعترف بما اقترفته من جرائم في حق الشعب الجزائري». واضاف قائلاً: «لقد زار السيد شيراك (رئيس فرنسا) تركيا أخيرا وحدث الأتراك عن الجرائم التي تكبدها الأرمن، فحريٌ بالدولة الفرنسية أن تعترف بجرائمها في الجزائر. أما أن يمجد الفرنسيون الاستعمار فهذا لا يحق لهم»، في إشارة إلى القانون الفرنسي الذي صدر العام الماضي، ويتحدث عن «جوانب إيجابية لوجود فرنسا في شمال أفريقيا». ووصف جيرار لونغي مستشار ساركوزي السياسي هذه المطالب الجزائرية بانها «مؤسفة». وقال في مقابلة اذاعية اول من امس، معلقا على تصريحات بلخادم: «كلما صدرت تصريحات من هذا النوع تزداد الهوة وتتصاعد العنصرية واعتبر ذلك مؤسفا». واضاف المستشار «اتمنى ان يذهب نيكولا ساركوزي (الى الجزائر) ليقول هناك ان امام فرنسا والجزائر امورا يمكنهما القيام بها معا لكن ذلك يتطلب وقف حرب لم تعد قائمة منذ 44 عاما».