واشنطن تنشئ موسوعة «إنتيلبيديا» للأسرار الاستخبارية

استلهمت الفكرة من نجاح «ويكيبيديا»

TT

أدى النجاح الذي حققته موسوعة «ويكيبيديا» للمعلومات على شبكة الإنترنت إلى تفكير أجهزة الاستخبارات الأميركية في إنشاء موسوعة مماثلة، ولكن يقتصر اهتمامها على الشؤون الاستخبارية والأسرار المتعلقة بأعمال التجسس ولا يطلع على صفحاتها سوى رجال الاستخبارات الذين يستطيعون أن يضيفوا إلى محتوياتها ما يشاءون من أسرار.

هذه الموسوعة الاستخبارية لم تعد مجرد فكرة على الورق بل أصبحت واقعا معيشا حيث أطلقتها بالفعل الوكالة الوطنية الأميركية للاستخبارات في الآونة الأخيرة تحت اسم «إنتيلبيديا».

وأصبحت الموسوعة تحتوي حاليا على أكثر من 28 ألف صفحة، ويشارك في تحريرها أكثر من 3600 مستخدم، جميعهم حائزون التصريح الأمني المطلوب للاطلاع على الأسرار بحكم انتماء كل منهم إلى إحدى وكالات الاستخبارات الأميركية البالغ عددها 16.

ومنذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 تعمل الوكالات المتعددة ليس على تنسيق التعاون بينها فحسب ولكن أيضا إشراك أجهزة استخبارات أجنبية صديقة في أعمال التنسيق، ولكن وصول التنسيق في تبادل المعلومات إلى درجة أن يضع كل ما في جعبته في موقع انترنت خاص مثل هذه الموسوعة يثير قلق بعض رجال الاستخبارات من أن تتمكن إحدى المنظمات الإرهابية من اختراق الموقع والاستفادة مما فيه من أسرار.

لكن مدير وكالة الاستخبارات الوطنية الأميركية، جون نيغروبونتي، يدافع عن فكرة الموقع، قائلا إنه سيتيح للمحليين الاستخباراتيين التعاون على إضافة وتحرير مضامين الموسوعة وخلق مصادر ومنافذ لرجال الاستخبارات للحصول على معلومات في منتهى السرية من المتعذر الحصول عليها بالطرق المعتادة بسبب وفرتها وكثرتها.

كما يرى المحلل في صحيفة «واشنطن بوست»، فرانك آهرينز، أن الموسوعة ستكون مفيدة في عمليات البحث والحصول على المعلومات السرية لمن يجوز له الاطلاع عليها ولن تكون متاحة لمن يشكل حصولهم عليها خطورة أمنية.

ويشير آهرينز في مقال نشر له أخيرا إلى أن السلطات الأميركية تستطيع التحكم في بعض الموضوعات مثلما يحدث بالضبط في موسوعة «ويكيبيديا» حيث قررت إدارة الموسوعة منع إضافة أو تحرير الموضوعات المتعلقة بإسرائيل أثناء حربها مع «حزب الله»، في إيران بسبب ما اعتبرته من تعديلات غير مسؤولة أدخلها بعض المستخدمين الناقمين على إسرائيل أو المؤيدين لها.

ومثلما هي موسوعة «ويكيبيديا» في طور الانشاء ولا تحتوي على كل معلومات الكون، فإنه من غير المتوقع أن تحتوي موسوعة «إنتيلبيديا» على كل أسرار أجهزة الاستخبارات الأميركية أو غيرها، فعالم الجاسوسية بحر من الأسرار العميقة لا قِبَلَ لأي موسوعة مهما كان حجمها أن تحتويه.