مصر: تصاعد أزمة الحجاب.. والحكومة تعتبر أنها ليست طرفا في السجال حول تصريحات فاروق حسني

الإسلاميون يطالبون بالتحقيق معه وكاتبة تؤيده ونائب يستشهد بحجاب سنغافورة

TT

تفاعلت أمس أزمة تصريحات وزير الثقافة المصري فاروق حسني حول الحجاب، والتى قال فيها «إن الحجاب عودة للوراء وموضة قديمة تعبر عن الرجعية».

وأعلن ممدوح إسماعيل محامي الجماعات الإسلامية في مصر، أنه سيتقدم اليوم السبت ببلاغ عاجل ضد الوزير إلى النائب العام يطالبه بالتحقيق مع «حسني»، فيما اتهمت الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين، الحكومة بمحاربة ارتداء النساء للحجاب.

وشن المتحدث الإعلامي باسم الكتلة الدكتور حمدي حسن هجوماً شديد اللهجة على وزير الثقافة فاروق حسني، وتقدم بطلب لرئيس مجلس الشعب، الدكتور أحمد فتحي سرور، لأخذ رأي شيخ الأزهر والمفتي في تصريحات الوزير، وقال في رسالة وجهها لرئيس المجلس، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها: «أرى أن (تصريحات الوزير فاروق حسني) لا يجب أن تمر مرور الكرام من دون مساءلة، وذلك لخطورتها، حيث اعتدى علي الدستور والشريعة وكل القيم والأخلاق والتقاليد».

من ناحيته، قال الدكتور مجدي راضى المتحدث باسم الحكومة المصرية ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط، إن الحكومة ليست طرفا في هذه القضية، ولا في السجال الدائر حول تصريحات الوزير.

إلى ذلك، واصل علماء الأزهر هجومهم على «حسني»، معتبرين رأيه في الحجاب «كلاما مؤسفا يجب أن يحاسب عليه». وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور عبد المعطى بيومي وكيل لجنة الشؤون الدينية السابق بالبرلمان لـ«الشرق الأوسط»: إن مكان محاسبة الوزير ومساءلته هو البرلمان وليس مجمع البحوث. وفي المقابل ساندت الكاتبة والصحافية إقبال بركة رئيسة تحرير مجلة حواء الوزير وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «أخيرا ظهر شخص لديه الشجاعة الكافية لمواجهة التخلف فى المجتمع المصري». وأضافت: «أن وزير الثقافة محق تماما في وصفه للحجاب بأنه عودة للوراء»، وتابعت: «ان الحجاب ردة الى مجتمع الجاهلية، ولا يناسب المرأة اليوم على الإطلاق».

وكشفت مصادر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أن المجمع صادر قبل فترة وجيزة كتابا لإقبال بركة عن الحجاب عنوانه «الحجاب.. رؤية عصرية»، إلا أن الكاتبة «بركة» والناشر مجدي الدقاق رئيس تحرير سلسلة كتاب الهلال التى أصدرت الكتاب قالا لـ«الشرق الأوسط» «لم نبلغ بشيء حتى الآن والكتاب يباع فى الأسواق»، وأشارا إلى «أن الكتاب صدر منذ عدة سنوات»، غير أن مصادر بالمجمع تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أكدت صدور قرار من المجمع بعدم صلاحية الكتاب «وأن الدكتور علي جمعة مفتي مصر، عضو مجمع البحوث كان رئيس لجنة مراجعة الكتاب، وهو الذى أوصى بعدم صلاحيته للتداول، وذلك لاحتوائه على العديد من المخالفات الشرعية والتى تؤكد فى مجملها على عدم مشروعية الحجاب الذى ثبتت فرضيته بنصوص قطعية من القرآن والسنة».

وطلب نائب الإخوان الدكتور حمدي حسن في رسالته إلى رئيس البرلمان، إلقاء بيان عاجل موجه إلى رئيس مجلس الوزراء في جلسة المجلس الذي يبدأ أعماله الرسمية يوم الاثنين المقبل، رافضا قول الوزير «إن وزارة الثقافة لا بد أن تكون حائط الصد الرئيسي أمام الأفكار التي تدعو لارتداء الحجاب، بهدف الدعوة للانفتاح والعمل المحترم».

وتابع النائب قائلاً «إن فاروق حسني استشهد بتقدم دول إسلامية لا ترتدي النساء فيها الحجاب مثل سنغافورة».

وقال الدكتور حسن «إن تقدم سنغافورة لم يكن بسبب خلعها الحجاب، ولكن لأنها خلعت لباس الدكتاتورية وتسمح بتداول السلطة وتحترم حقوق المواطنة».

من جانبه، قال ممدوح إسماعيل محامي الجماعات الإسلامية لـ«الشرق الأوسط»: إن حديث وزير الثقافة حول الحجاب يعتبر خروجا على مقتضيات وظيفته ومسؤوليته. وفي المقابل دعت إقبال بركة رئيس تحرير مجلة حواء وزير الثقافة الى تهيئة نفسه للهجوم.

على الجانب الآخر، أدانت الكاتبة صافي ناز كاظم تصريحات الوزير «حسني» وقالت في تصريحات لـ«الشرق الاوسط»: «الوزير بتصريحاته هذه يتحرش بالرأي العام ويتسبب في إثارة فتنة سمجة تؤدي الى ما لا يحمد عقباه».