رايس: تطوير جيش بكين غير متكافئ مع دورها في آسيا والمحيط الهادي

برنامج كوريا الشمالية النووي يخيم على محادثات قمة «أبيك» في فيتنام

TT

أعربت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس عن قلقها بشأن تطوير الجيش الصيني، معتبرة انه «غير متكافئ» مع دور بكين في آسيا والمحيط الهادي. وجاءت تصريحات رايس على هامش القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في فيتنام الذي وصل اليها الرئيس الاميركي جورج بوش، ليصبح رابع رئيس اميركي يزور البلاد التي غرقت فيها الولايات المتحدة بحرب دامية قبل اكثر من 40 عاماً. وكان من المتوقع ان تخيم المخاوف من البرنامج النووي الكوري الشمالي على محادثات القمة التي تستمر اسبوعاً.

وفي مقابلة مع شبكة «سي ان بي سي ـ آسيا»، عرضت رايس عدداً من «المخاوف» الاميركية حول الصين، بينها نموها الاقتصادي المتسارع وقيمة العملة الصينية «اليوان» وحقوق الملكية الفكرية وحقوق الانسان وحجم الجيش الصيني.

وقالت رايس: «هذه هي المخاوف التي لدينا. بالطبع هناك مخاوف حول بناء الجيش الصيني الذي يبدو مبالغاً فيها مقارنة بدور الصين في المنطقة». واضافت: «الصين تمر بمرحلة انتقالية، ولا يزال في سجلها لحقوق الانسان وحول الحريات الدينية مسائل يمكن بحثها». واعتبرت رايس انه «من مصلحة العالم ان توجه طاقات ونمو الصين بطريقة تساهم في تعزيز النظام الدولي».

والتقى الرئيس الاميركي جورج بوش بمسؤولين فيتناميين قبل مشاركته في قمة «أبيك» في زيارته الاولى الى هانوي. وكانت سنغافورة اول محطة في جولة اسيوية تستمر اسبوعاً يقوم بها بوش لدعم الديمقراطية وتعزيز التعاون في مجال الأمن وكذلك تعزيز العلاقات التجارية مع المنطقة.

وبالاضافة الى تقييم القوة الصينية في المنطقة، تسعى الولايات المتحدة الى بناء جبهة ضد تسلح كوريا الشمالية نووياً في قمة هانوي. ويشارك في القمة التي تستمر أسبوعاً نحو 10 الاف من المسؤولين ورجال الاعمال والصحافيين، حيث بدأت بقمة للرؤساء التنفيذيين لشركات من المقرر أن يتحدث خلالها كثير من الزعماء السياسيين.

ولدى وصوله الى فيتنام، قال بوش انه وجد «شعوراً جديداً بالامل في البلاد». واضاف: «ذلك يظهر مدى الامل الذي يمكن أن يسود العالم وكيف يمكن للناس أن يتصالحوا ويلقوا وراءهم بمصاعب الماضي من أجل الصالح العام». ورداً على سؤال بشأن ما اذا كان يجد تعاونا كافيا من كوريا الجنوبية لمنع كوريا الشمالية من تصدير تكنولوجيا مرتبطة بالاسلحة النووية، قال بوش انه سيتحدث مع الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون «بشأن تنفيذ قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة» الذي يفرض عقوبات على بيونغ يانغ. واضاف: «لدينا فرصة لحل تلك القضية بشكل سلمي ودبلوماسي. ومن المهم بالنسبة للعالم أن يرى أن قرارات مجلس الامن التي تصدر تنفذ»، موضحاً: «جانب من مناقشاتي سيدور حول كيفية تنفيذ تلك العقوبات التي طالب بها العالم». واعتبر بوش ان قمة هانوي «فرصة لترتيب الاوضاع جيدا حتى تنجح المحادثات السداسية» الخاصة ببرامج كوريا الشمالية النووية. ويشارك بالقمة زعماء الدول الخمس التي تحاول اقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية. ورجح دبلوماسيون اصدار الدول الخمس بيان مشترك بشأن بيونغ يانغ بعد اجتماعها اليوم.

ومن جهته، قال المفتش السابق للامم المتحدة هانس بليكس امس، ان تجربة كوريا الشمالية التي اجرتها في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي كانت على الارجح غير ناجحة، ولكنه توقع ان تطور بيونغ يانغ هذه التكنولوجيا في المستقبل. وشدد بليكس في طوكيو أمس ان التجربة كانت «كافية» لاظهار قدرات كوريا الشمالية وحذر من «تجاهلها». وتعلق اليابان آمالاً كبيرة على قمة هانوي لمواجهة البرنامج النووي الكوري الشمالي، والتي تعارضه طوكيو بشدة. وقال رئيس الوزراء الياباني الجديد شينزو آبى: «أنوي توضيح موقف اليابان من مشاكل كوريا الشمالية النووية والصاروخية خلال منتدى ابيك وفي محادثات ثنائية منفصلة». وكان من المرتقب ان يعقد آبي لقاءات ثنائية مع بوش والرؤساء، الصيني هوجينتاو والروسي فلاديمير بوتين وربما الكوري الجنوبي روح مو-هيان. ويذكر ان هذا اهم حدث دولي يحضره ابي منذ تولي منصبه في سبتمبر (ايلول) الماضي. وتعليقاً على لقائه الاول ببوش منذ رئاسته حكومة اليابان، قائلاً: «التحالف الياباني ـ الاميركي هو اساس امن اليابان ودبلوماسيتها، وانوي بناء علاقة ثقة مع الرئيس بوش».

ومن جهته، قال الرجل الثاني في بعثة بيونغ يانغ الى الامم المتحدة أول أمس، ان المحادثات السداسية حول برنامج بلاده النووي سيعتمد على موقف واشنطن. وقال كيم ميونغ-غيل لوكالة «اسوشييتد بريس» ان التقدم في المحادثات ممكن «اذا تحلت الولايات المتحدة بموقف صادق وكانت لديها الرغبة بتحسين علاقتها» مع كوريا الشمالية.