جهادي مغربي اخترق «القاعدة» لمدة 7 سنوات يروي قصته في كتاب

زعم أن «القاعدة» أغرت واشنطن بغزو العراق

TT

كشف عضو سابق في تنظيم «القاعدة» أنه تعاون بشكل مزدوج مع أجهزة استخبارات فرنسية وبريطانية وألمانية أثناء وجوده في صفوف الجهاديين وتولى كذلك نقل رسائل متبادلة بين قادة «القاعدة» وشيوخ إسلام مقيمين في أوروبا.

وروى العميل الجهادي السابق المقيم حاليا في ألمانيا قصته مع الإرهاب والمخابرات في كتاب صدر هذا الأسبوع ويوزع حاليا بشكل واسع في الولايات المتحدة تحت عنوان «الجهاد من الداخل.. حياتي مع «القاعدة».. قصة جاسوس» استخدم فيه اسما مستعارا هو عمر الناصري.

وقال صاحب الاسم المستعار (عمر الناصري) إنه رافق القيادي في «القاعدة» ابن الشيخ الليبي قبل أن يعتقله الأميركيون مؤكدا أن ابن الشيخ الليبي خدع الأميركيين بأن الرئيس العراقي صدام حسين كان يملك أسلحة نووية وأن «القاعدة» في طريقها لوضع يدها على تلك الأسلحة.

وأضاف قائلا في مقابلة نشرتها محطة (سي. إن. إن) الأميركية في موقعها على الإنترنت «لقد كنا مدربين على الكذب، وإبلاغ الأميركيين ما يريدون أن يسمعوه».

وفي مقابلة أخرى مع صحيفة «نيويورك تايمز» قال الإرهابي السابق إنه من مواليد المغرب والتحق بإحدى الجماعات الجهادية في أوروبا في منتصف التسعينات وانضمت جماعته إلى تنظيم «القاعدة» في وقت لاحق.

وتابع قائلا إنه تدرب على استخدام الأسلحة وصنع المتفجرات في أفغانستان وقابل معظم قادة «القاعدة» وحمل إليهم ومنهم رسائل إلى رموز إسلامية في أوروبا.

وقال الجهادي المغربي إنه بعد ذلك بدأ يتعاون مع أجهزة الاستخبارات الأووربية، مشيرا إلى أنه يشعر بالذنب بسبب عمله كجاسوس، لكنه لم يكن لديه من خيار غير ذلك. وتابع قائلا «ربما يعتقد من يقرأ كتابي أني كذاب أو ضارب ودع، ولكني لست كذلك ولا فرق بيني وبين أي مسلم». وقال الجاسوس لمحطة «بي بي سي» إنه قام بإخطار ضباط الاستخبارات، الذين كانوا يتولون توجيهه، إن شبكة «القاعدة» كانت أفضل تنظيما مما كان معتقدا من قبل. وقال ان ايا من عناصر «القاعدة» لا يقول الحقيقة تحت التعذيب. غير ان ابن الشيخ الليبي الذي اعتقل في افغانستان بعد اعتداءات 11 سبتمبر/ايلول 2001 وأكد انه قريب من اسامة بن لادن وايمن الظواهري، وافق على الادلاء بأقواله. لكنه تعمد تقديم معلومات خاطئة لدفع الولايات المتحدة الى غزو العراق. وأوضح العميل نفسه ان ابن الشيخ الليبي «كان بحاجة الى النزاع في العراق».

وأضاف «سمعته قبل ذلك بأشهر يرد على سؤال طرح في نهاية صلاة العشاء في مسجد «ما هو افضل بلد لممارسة الجهاد؟، موضحا ان ابن الشيخ الليبي رد قائلا «نحتاج قبل كل شيء الى اعادة بلد مسلم الى عهدتنا والأضعف اليوم هو العراق».

الى ذلك وصف أصوليون في لندن الجاسوس الذي اخترق «القاعدة» لمدة 7 سنوات، بأنه «مرتزقة يبحث عن بطولة وهمية ويلعب في الوقت الضائع، والدليل على ذلك انه بالرغم من ادعائه اختراقه «القاعدة» لمدة سبع سنوات، الا ان تنظيم بن لادن ازداد قوة، ولم يتهاوى حتى الان. وقال الدكتور هاني السباعي مدير «مركز المقريزي للدراسات» بلندن، ان معلومات الجاسوس لم يستفد منها احد، ولم تؤد الى اعتقال أي من الشخصيات الكبيرة في «القاعدة». وأوضح الاسلامي المصري ان قصة جاسوس «القاعدة» شبيهة بقصة الجاسوس المصري رأفت الهجان الذي اخترق اسرائيل، لكن المخابرات المصرية لم تستفد بمعلوماته قبل نكسة 1967، مشيرا الى ان جاسوس «القاعدة» لن يستفيد من معلوماته احد لأنها تعتبر قديمة، لأن هناك الكثير من قيادات «القاعدة» اختفت من على المسرح، عبر الوقوع في الاسر او القتل. وقال ان التجسس على الاصوليين امر معروف، منذ نجاح الجاسوس عماد سالم في الايقاع بشخص الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لـ«الجماعة الاسلامية» المصرية وتوريطه في تفجيرات نيويورك عام 1993. وأفاد ان ضباط المخابرات البريطانية عرضوا على اصوليين ولاجئين سياسيين في لندن منحهم حق الاقامة والجنسية البريطانية مقابل اختراق مساجد الأصوليين مثل فنسبري بارك الذي كان يشرف فيه على الامامة أبو حمزة المصري المحتجز حاليا في سجن بيل مارش. وأوضح ان هناك في لندن اسلاميا مغربيا وآخر جزائريا عرض عليهما الامن البريطاني التعاون من أجل اختراق الحركات الاصولية في بريطانيا، لكنهما لم يستجيبا لاغراءات الامن. وقال الجهادي المغربي إنه بعد ذلك بدأ يتعاون مع أجهزة الاستخبارات الأوروبية، مشيرا إلى أنه يشعر بالذنب بسبب عمله كجاسوس، لكنه لم يكن لديه من خيار غير ذلك.

وتابع قائلا «ربما يعتقد من يقرأ كتابي أني كذاب أو ضارب ودع ولكني لست كذلك ولا فرق بيني وبين أي مسلم».

وقالت لارا هيميرت المسؤولة في دار «بيسك بوكس» التي تولت توزيع الكتاب في أميركا إنها على ثقة بأن قصة عمر الناصري حقيقية مشيرة إلى أنها تحققت من صحة الحادثة الرئيسية في الكتاب وهي مداهمة الشرطة في بروكسل عام 1995 لشقة الناصري واعتقال ثلاثة من اخوانه.

واستشهدت هميريت بما بثته هيئة الإذاعة البريطانية وصحف كبرى في أوروبا عن المداهمة وقت حدوثها، وكانت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي بثت الخميس الماضي كذلك فيلما وثائقيا مدته 45 دقيقة عن الناصري.

وفي كتابه «الطائرة الشبح» يقول مؤلفه سيفن غراي ان ابن الشيخ الليبي اقتيد بعد أسره الى القاهرة حيث أخضع للتعذيب في سجن مصري. ويوضح غراي في الكتاب الذي يضم تحقيقا حول السجون السرية الاميركية التي يعتقد ان سجناء نقلوا اليها في عدد من دول العالم، ان ابن الشيخ الليبي قدم معلوماته تحت التعذيب.

ويضيف ان شهادة ابن الشيخ الليبي وفرت مسوغا للغزو الاميركي للعراق في 2003. وكان وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول اكد امام مجلس الامن الدولي في فبراير (شباط) 2003 قبل أسابيع من غزو العراق ان نظام صدام حسين سهل تدريب عناصر من «القاعدة». وأوضح باول انه يستطيع «تتبع مسيرة أحد زعماء الشبكة الارهابية». وقال غراي ان هذا الشخص هو ابن الشيخ الليبي».