رويال: أول امرأة تخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية

أطلقت حملتها للوصول إلى «الإليزيه».. بعدما طرحت «الفيلة» الاشتراكيين أرضا

TT

بعد فوزها الكاسح على منافسيها لوران فابيوس، رئيس الوزراء السابق، ودومينيك شتوس خان، وزير الاقتصاد السابق، بنسبة واضحة لا تقبل الطعن أو التشكيك، اذ فاقت نسبة الستين في المائة في الانتخابات الداخلية للحزب الاشتراكي التي شارك فيها أعضاء الحزب بنسبة 82 في المائة، أرست سيغولين رويال «شرعيتها» لخوض غمار المنافسة ضد المرشح اليميني الذي سيكون على الأرجح وزير الداخلية نيكولا سركوزي. وبعد لحظات النشوة التي طبعت تصريحاتها عقب انتصارها، دعت سيغولين رويال أمس الاشتراكيين الى قلب صفحة التنافس الداخلي، وحثت الفرنسيين بكل فئاتهم على التصالح والتوحد من أجل بناء مستقبل جديد.

ودعت سيغولين رويال وهي تتحدث من مدينة ميل، جنوبي غربي باريس، «جميع الفرنسيين رجالا ونساء الى التجمع والتعبئة». وحثت الاشتراكيين واليسار «بكل تنوعاته» على الاتحاد والفرنسيين على تكوين أكثرية تعمل «للمستقبل»، وقالت: «لنتصور معا بلدنا فرنسا وقد توافرت لها الشجاعة لمواجهة التحولات (العالمية) دون أن تفقد مثالها في الحرية والإخاء والمساواة». وذهبت المرشحة الاشتراكية للانتخابات الرئاسية في الربيع القادم، الى استعارة جملة للرئيس الأميركي جون كينيدي في حملته الانتخابية التي قادها البيت الأبيض عندما قال للأميركيين: «لا تسألوا ما الذي تستطيعه بلادكم أن تفعله لكم. أنظروا ما الذي تستطيعون فعله لها». ومع فوز رويال، تكون فرنسا قد حققت «ثورة بيضاء» مزدوجة: داخل الحزب الاشتراكي واليسار بالدرجة الاولى وعلى المستوى الوطني بالدرجة الثانية. ذلك أنها المرة الأولى التي تتأهل فيها امرأة للمنافسة الرئاسية وتكون لها حظوظ فعلية بالوصول الى قصر الاليزيه. ووفق آخر استطلاعات للرأي، فإن رويال يمكن أن تحصل على خمسين في المائة من أصوات الفرنسيين والخمسين الأخرى لمنافسها المرجح نيكولا سركوزي.

ورغم مقترحاتها التي أثارت السخرية أحياناً والاستهجان أحيانا أخرى، مثل إنشاء لجان شعبية لمراقبة عمل الهيئات الرسمية أو تأطير المراهقين، الذين يقومون بأعمال عنف، عسكريا في مخيمات، فإن رويال صمدت واستطاعت ان تكسب تأييد الاشتراكيين. وردت أمس على ذلك بقولها: «إن العالم تغير وفرنسا تغيرت، ولذا يتعين تغيير السياسة». وأضافت في خطاب اعتبر بأنه انطلاقة للحملة الرئاسية: «علينا ألا نخاف من الأفكار الجديدة ولننهل أفكارنا من حياة الفرنسيين اليومية ومن آلامهم ومشاكلهم ولنستفد من المواهب والطاقات».

ولكن المنافسة داخل الاشتراكيين شيء والمنافسة مع اليمين ومع نيكولا سركوزي بالذات شيء آخر. غير أن رويال التي لم يكن أحد يتصور قبل عام أنها ستكون مرشحة الحزب الاشتراكي وأنها ستنجح في طرح «الفيلة» الاشتراكيين، أي بارونات الحزب وشخصياته القوية أرضا، فاجأت الجميع. وليس مستبعدا أن تعيد الكرة وتفاجئ الفرنسيين هذه المرة بالفوز بالكرسي الرئاسي وعبور عتبة قصر «الاليزيه».