فؤاد معصوم لـ الشرق الاوسط : الأكراد لن يقفوا متفرجين

رئيس الكتلة الكردية في البرلمان العراقي: هذه ملامح صراع طائفي ولا بد من لجمها

TT

أكد الدكتور فؤاد معصوم، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، رئيس الكتلة الكردية في مجلس النواب (البرلمان)العراقي، ان «ما يجري في العراق حاليا من أحداث هي ملامح صراع طائفي ليس من الممكن إهمالها ويجب معالجتها على الفور»، مشيرا الى انه «إذا لم يتفق رؤساء الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية لانهاء هذا الصراع، فسوف تخرج المسألة من أيديهم».

وقال معصوم لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من منزله في بغداد أمس «حتى الآن ما زال هناك نوع من السيطرة على الموقف، وإذا لم يلجموا الجماعات والأشخاص الذين يتحملون او حملوا مسؤولية هذا الصراع، فلن يستطيعوا السيطرة عليهم. وإذا لم تكن الحكومة قادرة على لجم مجموعة فعلى الاقل هناك من يستطيع فعل ذلك حاليا، لكن ان نترك ذلك للمستقبل او نتأخر، ففي ذلك خطورة على الموقف الأمني».

وحول دور المرجعيات الدينية والسياسية للسيطرة على الجماعات والأشخاص المسلحة، أوضح معصوم أن «الأمر يكاد أن يخرج عن سيطرة المرجعيات التي يتلخص دورها بتقديم النصح والإرشاد. ويبدو ان هذه المجموعات لا تلتزم بنصح المرجعيات سواء كانت دينية أو سياسية، شيعية أو سنية»، مشيرا الى ان «للحكومة سيطرة ليست كاملة على الوضع الأمني، بدليل انها عندما تأمر بحظر التجول يتم لها ذلك باستثناء خروقات من بعض الجماعات المسلحة التي لا تلتزم بأوامر الحكومة». وقال معصوم ان «على الحكومة ان تعيد النظر بالقوات المسلحة، كونها مخترقة من قبل الميليشيات من جهة ومن قبل المتعاملين مع الارهابيين». وأوضح رئيس كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي، ان «الكرد ليسوا طرفا في الصراع الطائفي الدائر حاليا ولن يكونوا طرفا في هكذا نوع من الصراعات، كوننا لا نؤمن بالتفرقة الطائفية. ولكن اذا استمر هذا الصراع فسوف نحترق بناره، يعني ذلك اننا لن نبقى متفرجين لأن نتائج هذا الصراع سوف تصل الينا ولهذا تحاول القيادة الكردية وبشتى السبل، ان يكون لها دور فاعل في تخفيف الصراع ثم إطفائه».

وكشف معصوم عن ان «القيادة الكردية بدأت ومنذ يومين اجتماعاتها في بغداد سواء اجتماعات ثنائية بين الرئيس طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الذي حضر الى بغداد للاسهام بإطفاء نار الصراع والقتال، أو من خلال مشاركة الأكراد في اجتماعات المجلس السياسي للأمن الوطني الذي تشارك فيه جميع القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية».

وعن احتمال مشاركة قوات البيشمركة الكردية في استقرار الأوضاع الامنية في بغداد أو باقي مناطق العراق غير الكردية، أكد معصوم أن «قوات البيشمركة ستشارك بأي مسألة تسهم بتحقيق الاستقرار للعراق، ولكن بشرط أن تطلب جميع القوى السياسية هذه المشاركة. وهذا أمر غير خاضع لنا وانما للقوى السياسية، وإذا ما طلبوا منا ذلك فان قوات البيشمركة ستكون جاهزة»، منوها بأن «القيادة الكردية تسمع بين فترة وأخرى مقترحات من قبل بعض القادة السياسيين غير الأكراد بصدد مشاركة البيشمركة، ولكنها تبقى مجرد مقترحات لن تنفذ ما لم تطلب الينا جميع القوى هذه المشاركة التي تحتاج الى عمليات فنية لإنجاح دورها». وأكد معصوم قائلا «لا بد أن تتفق الاطراف السنية والشيعية على وقف نزيف الدم بسبب الصراع الطائفي ويجب مواجهة اية جهة تحاول زيادة نيران هذه الازمة وبأية طريقة كانت، لأنها تتعرض لمستقبل العراق وشعبه».