رئيس «القيادات العربية الشابة»: القائد الناجح من يقبل رأي الآخر

العاهل الأردني ورئيس الوزراء التركي يفتتحان الملتقى السنوي الثاني للمنظمة اليوم

TT

يشارك حوالي مائتي قائد عربي رائد في مجالات مختلفة من السياسة الى التجارة الى الاعلام، في الملتقى السنوي الثاني لمنظمة «القيادات العربية الشابة» اليوم، تحت عنوان «تبادل الحوار العربي». ويأتي هذا المنتدى في وقت تشهد فيه الساحة العربية الكثير من المنتديات، التي تسهم في تطوير الحوار وتكريس مفاهيم تقبل رأي الاخر. الا ان رئيس مجلس ادارة منظمة القيادات العربية الشابة، الرئيس التنفيذي لشركة «تطوير» سعيد المنتفق شرح لـ«الشرق الأوسط»، ان ما يجعل المنظمة فريدة من نوعها هو عملها على بناء القيادات للمستقبل، وانها تعمل على «الاهداف الصغيرة»، بما فيها عقد لقاءات، مثل لقاء اليوم وتبادل الحوار بين المهنيين العرب، من اجل التوصل الى الاهداف الكبيرة، وهي تأهيل كوادر شابة قادرة على دفع المستقبل العربي باتجاه ايجابي وفعال. وقال المنتفق، قبل يوم من اطلاق الملتقى، الذي يستمر يومين ويرعاه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، ان منظمته تعمل من أجل تأهيل القيادات العربية الشابة، وتحديد مواصفات هذه القيادات، وفي مقدمتها «تبادل الاراء وتقبل رأي الآخر والنظر بايجابية الى الحياة». واضاف ان هناك اهدافا عدة للملتقى، وفي مقدمتها التشاور حول افضل سبل تطوير المبادرات الخمس، التي تعتبر اساس المنظمة. ويذكر ان المبادرات هي: التعليم والقيادة وتبادل الحوار والشباب وتشجيع القطاع الخاص. ويلقي المنتفق اليوم كلمة الافتتاح للملتقى، يليه الملك عبد الله الثاني، ثم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وعن اختيار مشاركة اردوغان، قال المنتفق: رئيس الوزراء التركي قائد عالمي وسيشاركنا رؤيته في كيفية بناء اساس للمحاور الخمسة. وأضاف ان مشاركة قائد تركي تعبير عن حرص القيادات العربية الشابة لبناء جسور الحوار مع جميع انحاء العالم، سواء كانت تركيا او اسيا أو اوروبا أو الولايات المتحدة.

ولفت المنتفق الى ان مهمة بناء القيادات العربية تأتي لمواجهة تحد كبير يواجه العالم العربي، وهو تحديد ما هي المهارات والخصائص التي نحتاجها بعد عام 2012. واضاف ان على المؤسسات العربية ان توضح ما تحتاجه من الشباب لقيادتها مستقبلا، وتأهيلهم بتلك المهارات. وتابع تقع على الشباب العربي مسؤولية اظهار مهارته للشركات العربية والاجنبية وان ينشط بتطوير نفسه. وحرص المنتفق على توضيح ان اهداف المؤسسة غير سياسية، مما يجعل بحث موضوع تبادل الحوار بعيدا عن الحساسيات السياسية. وشدد على لقائه مع قادة عرب في جميع الدول التي لديها فروع لـ«القيادات العربية الشابة»، موضحاً «لم يعبر اي رئيس او رئيس وزراء أو وزير عربي التقيته مآخذ على عملنا، فهم يعون الحاجة الى التغيير وانه لا يمكن استمرار الوضع على ما هو عليه». وأضاف: «يتقبلون اراءنا ونقاشاتنا لأن استنتاجاتنا موضوعية». ويأتي ملتقى اليوم الذي يواصل اعماله حتى الغد بعد منتدى عقدته المنظمة في نيويورك في سبتمبر (ايلول) الماضي بالتعاون مع قادة اميركيين، تحت عنوان «الملتقى التفاعلي العربي ـ الاميركي». واكد المنتفق امس ان من بين 26 مبادرة اقترحت في ذلك المنتدى، تقرر تنفيذ 4 منها، برأسمال 6 ملايين دولار. وتتصدر هذه المبادرات، تأسيس مركز لـ«الملتقى التفاعلي العربي ـ الاميركي»، يكون مقره الدائم في نيويورك ويعمل من اجل تطوير الحوار العربي – الاميركي، والعمل على جعل المنتدى السنوي هناك من الاحداث الناجحة في رزنامة اعمال نيويورك. وستكون المبادرة الثانية مع مؤسسة سوروس العالمية لتأسيس صندوق استثمار يجمع مستثمرين من العالم العربي والولايات المتحدة. وترتكز المبادرة الثالثة على برنامج بين جامعة هارفارد والجامعة الاميركية في دبي، الذي سيركز على تدريب الشباب العربي من اجل تأهيله للادارة. اما المبادرة الرابعة فتركز على «تبادل الحوار» على مستوى الشباب، وهي وضع برنامج لاختيار مجموعة من القيادات العربية الشابة وبعثها الى جامعات ومدارس اميركية، لعرض الشكل العربي الجديد وشرح صفات العرب واهدافهم. وأضاف: سيرى الشباب الاميركي ان اهدافنا لا تختلف كثيراً عن غيرنا، وهي تحقيق الاستقرار والأمن والعمل الناجح وتأمين 3 وجبات في النهار. ولدى المنظمة حالياً 15 فرعا، ومن المرتقب تأهليها وتقويتها عام 2007، قبل النظر لفتح فروع جديدة عام 2008. ولفت المنتفق الى حرص المنظمة حتى لا تصبح منظمة ارقام تطلق المبادرات ولا تحقق الاهداف. ولذلك، من غير المتوقع ان تفتح فروع جديدة العام المقبل. ومن المرتقب ان يطلق فرع فلسطين عصر اليوم. وعبر المنتفق عن سعادته لذلك قائلا: على الرغم من الصعوبات التي تواجه فلسطين، استطعنا اختيار مجلس ادارة للفرع وان نجعله فعالا لمساعدة القيادات الشابة الفلسطينية.