ثلث نساء العالم يتعرضن للعنف حتى في الدول المتقدمة

صور من الإرهاب المنزلي ضد المرأة في يوم المكافحة العالمي

TT

أحيى العالم أمس اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء اللواتي يتعرضن للضرب والقتل في جرائم شرف والاغتصاب والزواج القسري وغير ذلك من أساليب العنف والإرهاب المنزلي. وجرى في هذه المناسبة تنظيم مظاهرات وندوات وطاولات مستديرة وحملات توعية في مختلف أنحاء العالم. وجاء في تقرير للامين العام للامم المتحدة كوفي انان أن امرأة واحدة من كل ثلاث نساء تتعرض لاعمال عنف في حياتها، من بينها الضرب والاغتصاب وأشكال اخرى من سوء المعاملة. وشارك صندوق الامم المتحدة من اجل السكان مع منظمات دولية اخرى في جذب الانتباه حول انتهاك حقوق النساء والتقدم بتوصيات خصوصا في مجال التشريع. وفي هذا السياق قالت مديرة صندوق الامم المتحدة من اجل السكان ثريا احمد عبيد في بيان صادر عن المنظمة الدولية «نعمل من أجل معاقبة مرتكبي جرائم العنف ضد المرأة وحماية حقوق النساء وتشجيع المساواة في الفرص ومشاركة النساء في اتخاذ القرار».

ومن ناحيتها، اشارت لويز اربور، المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة، الى الصعوبات التي تواجهها النساء المهاجرات اللواتي غالبا ما يتعرضن للرق او لأشكال اخرى من الاستغلال.

وقالت في رسالة بمناسبة اليوم العالمي ان «اشكال العنف المحلية ضد النساء مثل الختان او الزواج بالاكراه اصبحت عالمية ايضا وهي تنتقل مع الضحايا أينما هاجرن»، واضافت ان «هذه الانتهاكات لحقوقهن ليست يمكن السيطرة عليها في حال التزمت الدول فعلا بحماية النساء المهاجرات من العنف والرق والاستغلال من دون حرمانهن من خيار الهجرة بشكل شرعي».

وكان قد ورد في تقرير الأمين العام للامم المتحدة أن 40 الى 70 في المائة من النساء اللواتي يتعرضن للقتل، يحصل لهن ذلك من قبل الزوج او الرجل الذي يعشن معه في استراليا وكندا واسرائيل وجنوب افريقيا والولايات المتحدة. وفي فرنسا تتعرض امرأة للقتل كل ثلاثة ايام من قبل زوجها او الرجل الذي تعيش معه حسب الحكومة الفرنسية، ولا تتوافر ارقام حول روسيا والعديد من الدول الاخرى. وفي البرازيل تتعرض امرأة للضرب كل 15 ثانية اي 1،2 مليون كل سنة حسب منظمة «اجندا» غير الحكومية. وفي افريقيا تتراوح اعمال العنف في حق النساء بين الختان الذي تعاني منه نحو130 مليون فتاة في العالم حسب الامم المتحدة، والارقام القياسية للنساء اللواتي يصبن بالايدز بسبب رفض الرجال استخدام الواقي. أما في دول جنوب آسيا فإن جرائم الشرف تنتشر بكثرة ولا تجد النساء في افغانستان مخرجا من الزيجات القسرية سوى احراق انفسهن على ما افادت منظمة «ميديكا مونديال» الالمانية غير الحكومية. وتفيد اللجنة الافغانية المستقلة لحقوق الانسان في افغانستان ان الزيجات القسرية تمثل 60 الى 80 في المائة من اجمالي الزيجات. واشادت الامم المتحدة الاربعاء الماضي بقيام حوالي ستين دولة باعتماد قوانين تركز على مكافحة العنف الاسري في مقابل 45 دولة عام 2003. ومن المتوقع ان ينفق صندوق التنمية للنساء التابع للامم المتحدة والذي يتخذ من نيويورك مقرا له نحو 5 ملايين دولار اي ضعف المبلغ الذي انفق العام الماضي لمكافحة اعمال العنف التي تستهدف النساء. وستنفق هذه الاموال خصوصا على محامين في الكاميرون يعملون على وضع مدونة سلوك للاسرة، والى نساء في بلغاريا يعملن على وضع قانون لمكافحة العنف الاسري، والى جمعية في ساحل العاج تشدد على الرابط بين اعمال العنف التي تذهب النساء ضحيتها وبين الايدز.

وفي اوروبا تتخذ نشاطات مكافحة اعمال العنف ضد النساء اشكالا متعددة. وبعدما كانت من الدول المتأخرة في هذا المجال، وضعت اسبانيا قانونا شاملا يحمل اجوبة لما تتعرض له النساء من قمع ويوفر وسائل للوقاية والاحاطة بالضحايا وملاحقة الفاعلين.