فاروق حسني يعود إلى عمله ويحضر افتتاح مهرجان السينما

مظاهرات في الإسكندرية.. واتهامات داخل الحزب الحاكم.. وبلاغات للنائب العام

TT

فيما تواصلت المظاهرات في الجامعات المصرية حتى أمس ضد تصريحات وزير الثقافة فاروق حسني حول الحجاب، قال مصدر مقرب من الوزير إن اعتكاف «حسني» بمنزله تم بناء على تعليمات أمنية خوفا على حياته، لكنه أصبح من المقرر أن يحضر افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي يوم الثلاثاء المقبل، مضيفا أن الوزير يعتقد أن طرفا حكوميا بعينه ساعد على تغذية الموقف المعادي له في البرلمان من جانب نواب في الحزب الوطني الديمقراطي(الحاكم)، فيما التقى الوزير بعدد من الوزراء والفنانين في منزله، وقام بالتجول في منطقة سكنه بالجيزة (غرب القاهرة). وكشف رئيسا لجنتين في البرلمان عن تدخل قيادات في الحزب الحاكم والحكومة لتأجيل موعد انعقاد اللجنة المكلفة النظر في تصريحاته، وفيما اعتبر مؤشرا على قرب انفراج الأزمة، قرر فاروق حسني إنهاء اعتكافه بمنزله والتوجه لمكتبه اليوم الأحد ولمبنى البرلمان بحلول يوم الأحد المقبل.

وفي غضون ذلك استمعت النيابة العامة لمقدمي البلاغات ضد وزير الثقافة، فبعد يومين من استماع المكتب الفني للنائب العام المصري، لأقوال الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري، في بلاغه و12 محاميا ضد فاروق حسني، بدأ «المكتب الفني» أمس الاستماع إلى محامي الجماعات الإسلامية، ممدوح إسماعيل بشأن بلاغ مماثل، حيث اتهم في بلاغه للنيابة فاروق حسني بارتكاب ثلاث مخالفات جسيمة ضد الإسلام، مطالبا بمعاقبته وفق قانون ازدراء الأديان والسب والقذف والخروج عن الدستور، مطالبا بالاستماع لرأي شيخ الأزهر، ومفتي الجمهورية، ومجمع البحوث الإسلامية، في الحكم الشرعي لقائل التصريحات المنسوبة لوزير الثقافة.

وعن سبب تأجيل انعقاد اللجنة المشتركة التي كان مقررا أن تستمع للوزير يوم أمس السبت قال الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس لجنة الشؤون الدينية والاجتماعية والأوقاف، وهي اللجنة الرئيسية في اللجنة المشتركة، إن رئيس مجلس الشعب (البرلمان) الدكتور أحمد فتحي سرور، ووزير الشؤون القانونية والنيابية الدكتور مفيد شهاب، اتصلوا به وطلبوا منه تأجيل عقد الاجتماع إلى وقت لاحق لم يتم تحديده، مشيرا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تأجيل اجتماع اللجنة، قائلا إنه كان قد أجرى اتصالا بأعضاء اللجنة لعقد اجتماع عقب الجلسة العاصفة التي شهدت الهجوم على وزير الثقافة يوم الاثنين الماضي، إلا أن الوزير شهاب طلب منه التأجيل ليوم السبت، ثم تقرر التأجيل لوقت غير محدد على أن يتولى رئيس المجلس، الدكتور سرور، رئاسة اللجنة المقترحة، بحضور وزير الثقافة. وحتى يوم أمس لم تنقطع زيارات لشخصيات رسمية ووزارية وبرلمانية عن منزل الوزير، في محاولات لاحتواء الأزمة. وتلقي الوزير اتصالات ورسائل من مفكرين ومثقفين من داخل مصر وخارجها تؤكد دعمها لموقفه، معتبرين أنه موقف منحاز لحرية التعبير. وحسب مصادر مقربة من الوزير، الذي رفض الإدلاء بأي تصريحات صحفية طوال اليومين الماضيين، فإن فاروق حسني سيحضر خلال أيام اجتماعا موسعا للحزب الحاكم بحضور أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب، قبيل توجهه لاجتماع «اللجنة المشتركة». وقال مصدر مقرب من الوزير إن وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية كان في مقدمة عدد من الوزراء زاروا فاروق حسني الذي قام مساء أمس (أول من أمس الجمعة) بالتجول تحت الحراسة الأمنية حول منزله بمنطقة منيل شيحة بالجيزة، وقررت نقابة المهن التمثيلية إرسال وفد من أعضائها لزيارة الوزير بمنزله الليلة الماضية، برئاسة كل من نقيب الممثلين أشرف زكي، ونقيب السينمائيين ممدوح الليثي، إضافة إلى الفنانين السيد راضي، وسميحة أيوب، قائلين إنهم لا يقصدون من زيارتهم للوزير تأييد موقفه أو معارضته، ولكن لمساندة حرية التعبير عن الرأي، مؤكدين إن الوزير(حسني) شخصية ذات ثقل ثقافي وله العديد من الإنجازات التي لا يمكن إغفالها. وقال رئيس لجنة «الثقافة والإعلام والسياحة»، اللواء أحمد أبو طالب لـ«الشرق الأوسط» إن الوزير أصبح عليه أن يأتي ويوضح مقاصده، لأن الحجاب يمس عددا كبيرا من المصريين. وأضاف: «الشعب المصري شعب متدين وكل ما يمس الدين له حساسية. حديث الوزير عن الحجاب محفوف بالمخاطر وتصحيح الوضع يتطلب منه أن يعتذر أو يوضح موقفه بطريقة يقتنع بها النواب».

وفيما شهدت القاهرة وبعض المحافظات خلال اليومين الماضيين احتجاجات على تصريحات الوزير، نظمت نحو ألف طالبة محجبة تظاهرة في جامعة الإسكندرية، حيث وقفن أمام مبنى الجامعة ورفعن شعارا يقول «نحن كالورود بحجابنا الجميل يا سيادة الوزير»، في إشارة لما نشر على لسان الوزير من أن «النساء بشعرهن الجميل كالورود التي يجب عدم تغطيتها وحجبها عن الناس»، وحاصرت قوات الأمن التظاهرة، وطالبت الطالبات في بيان لهن بـ«إقالة (فاروق حسني) وتقديم اعتذار رسمي عن تصريحاته».