اعتقال «عربي» في تفجيرات مدينة الصدر وجلسة طارئة للبرلمان .. ورفع حظر التجول جزئيا

10 وزراء خارجية عرب يبحثون «وقف حمامات الدم» في العراق .. والتيار الصدري يتهم الأميركيين و«القاعدة» والبعث بـ «ضرب الشيعة»

TT

حذرت مصادر أمنية عراقية أمس من تفجر الاوضاع في بغداد بين السنة والشيعة بعد المذبحة التي وقعت اول من امس في مدينة الصدر، وراح ضحيتها مئات الاشخاص بين قتيل وجريح.

وأعلن أمس انه سيتم رفع حظر التجول جزئيا اليوم على ان يتم رفعه بصورة كاملة غدا في بغداد. وقال بسام رضا الحسيني، مستشار رئيس الحكومة نوري المالكي لوكالة الصحافة الفرنسية، انه سيتم فتح المطار اعتبارا من السادسة صباحا (00،03 ت غ) اليوم. وسيسمح للموظفين الحكوميين والعسكريين بالتجول فقط. وكانت السلطات قد فرضت حظرا شاملا للتجول «حتى إشعار آخر» عقب التفجيرات الدامية التي استهدفت مدينة الصدر الخميس موقعة اكثر من 200 قتيل بهدف منع اعمال عنف انتقامية.

وأكدت أن الاجهزة الامنية ألقت القبض على أحد منفذي العملية وهو عربي الجنسية، كما تم اعتقال قادة من «جيش عمر» الذي يشتبه بالتورط. وفيما اتهم التيار الصدري أمس مجددا القوات الاميركية بـ«التعاون والتنسيق» مع تنظيم القاعدة وحزب البعث المنحل بغية «ضرب الشيعة» في العراق، قالت جبهة التوافق السنية، ان جيش المهدي يوزع أسلحة في مدينة الصدر على المواطنين. وتستعد الجامعة العربية لعقد اجتماع يضم وزراء خارجية 10 دول في الخامس من ديسمبر (كانون الاول) المقبل في القاهرة، بهدف وقف حمام الدم في العراق. وقال محمد العسكري، المتحدث الرسمي في وزارة الدفاع العراقية، ان «الصداميين والتكفيريين في تنظيم القاعدة هم وراء تفجيرات مدينة الصدر، بالإضافة الى المجموعات الارهابية التي جاءت من خارج الحدود والذين وجدوا حاضنة لهم في بعض المناطق ببغداد».

وذكرت مصادر مطلعة في وزارة الداخلية العراقية لـ«الشرق الاوسط» أن «هناك مخاوف كبيرة من اندلاع معارك مسلحة بين ميليشيات شيعية وسنية داخل العاصمة»، مشيرة الى ان لديها معلومات تشير الى ان «عصابات الخطف الجماعي لموظفي الدولة ربما ستنشط لزعزعة الأمن العام، ولذلك سيتم غلق المنافذ المؤدية لدوائر الدولة وحراستها بشكل دقيق». وذكرت مصادر من داخل مجلس النواب العراقي، أن جلسة طارئة ستعقد فور إعلان رفع حظر التجوال، وسط مخاوف من نشوب صراع بين جبهة التوافق العراقية والكتلة الصدرية داخل البرلمان حول الأوضاع الاخيرة.

واتهم التيار الصدري امس مجددا القوات الأميركية بـ«التعاون والتنسيق» مع تنظيم القاعدة وحزب البعث المنحل بغية «ضرب الشيعة» في العراق. وقال الأمين العام لمؤسسة «شهيد الله» صاحب العامري للصحافيين ردا على سؤال حول قصف مروحية أميركية منصة صواريخ في مدينة الصدر الجمعة «أصبح واضحا التعاون بين قوات الاحتلال وتنظيم القاعدة وحزب البعث المنحل، وهناك شواهد تدل على ذلك».

وقد أكد شهود عيان في الضاحية الشيعية، معقل جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أن مروحية أميركية أطلقت النار من رشاشات ثقيلة على مكان انطلقت منه صواريخ باتجاه أحد الأحياء المجاورة ليل الجمعة. وأضاف العامري أن «قوات الاحتلال دهمت مكتب الشهيد الصدر في بعقوبة واعتقلت العاملين قبل ان تنسحب وسمحت للعناصر البعثية والتكفيرية بالدخول وحرقه وسرقة موجوداته». وتابع العامري «في يوم التفجير الدامي في مدينه الصدر كانت مجموعات الارهاب تتعرض لسيارات الأسعاف التي تقل الجرحى والشهداء أمام أنظار القوات المحتلة». وعلى الصعيد ذاته، أعلنت مصادر في وزارة الداخلية، ان حظر التجوال سيستمر في العاصمة بغداد رغم السماح ببعض التحركات الضرورية في بعض المناطق كنوع من «جس النبض للشارع.. وفي حال عودة الهدوء ستكون هناك اجراءات ستتخذ حينها»، فيما تم إيقاف حركة السير من والى بقية المحافظات الاخرى، إلا الوقائية منها مثل سيارات الاسعاف وتحركات الأجهزة الأمنية. وفي القاهرة، أكد الامين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي امس، أن اللجنة الخاصة للجامعة العربية حول العراق التي تضم عشر دول، ستعقد اجتماعا في الخامس من ديسمبر المقبل على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة. وقال مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية هاني خلاف للصحافيين عقب اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين، إن الوزراء العرب العشرة «أمامهم مطالب قوية من الدول العربية الى كافة الفصائل والقوى العراقية بوقف حمامات الدم في العراق، التي تعرقل كل تصور لبناء بلد آمن ومستقر». وتضم اللجنة الخاصة بالعراق وزراء خارجية العراق والكويت والسعودية والأردن وسورية ومصر والبحرين والإمارات والسودان والجزائر، اضافة الى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.

من جهة ثانية، أعلن الجيش الاميركي والشرطة العراقية مقتل أكثر من 45 مسلحا خلال مداهمات ومواجهات أمس في التاجي ومنطقة أخرى شمال بغداد وبعقوبة، أسفرت عن اصابة امرأة حامل بجروح ومقتل شخص آخر. وأوضح بيان للجيش ان «القوات الاميركية تعرضت لإطلاق نار لدى اقترابها من الهدف في بلدة التاجي، فردت على مصادر النيران واشتبكت مع المتمردين فقتلت عشرة منهم». وفي بيان منفصل آخر، أعلن الجيش «مقتل 12 ارهابيا» صباح امس شمال بغداد ايضا. وأعلن مصدر أمني أمس العثور على 21 جثة تعود لأفراد عائلتين خطفوا مساء اول من امس من منازلهم في بلدروز (شرق بغداد) المختلطة.