مشعل: هناك فرصة تاريخية.. وإذا لم تستغل خلال 6 أشهر سنشعل انتفاضة فلسطينية ثالثة

قال إن إسرائيل استعانت بالعفاريت لإطلاق شليط.. وتحفظ على حكومة تكنوقراط

TT

أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ثلاث مفاجآت؛ أبرزها منح المجتمع الدولي مهلة لمدة ستة اشهر، قال إنها يجب أن تكون كفيلة للتوصل إلي حل للقضية الفلسطينية، ملوحا في نفس الوقت بإشعال الموقف سياسيا وأمنيا في الأراضي المحتلة وإطلاق ما سماه «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة».

وقال مشعل في الندوة التي عقدها أمس في مقر نقابة الصحافيين المصريين في القاهرة في ثالث أيام زيارته لها، إنه سيتم قريبا اغلاق ملف استكمال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وليس معقولا أن نظل غارقين في تفاصيل صغيرة لذا يجب إغلاقه والتفرغ للمصالحة الوطنية».

وأضاف ما نصه: «هذه الحكومة إذا انطلقت قريبا بإذن الله. نحن نعطي المجتمع الدولي والإدارة الاميركية وأوروبا ونعطي كل من يعنيه إنجاز خطوة سياسية حقيقية في المنطقة في إدارة الصراع العربي ـ الإسرائيلي ومن يريد أن يختم حياته السياسية مثل تونى بلير (رئيس الوزراء البريطاني) بخطوة إيجابية يكفر فيها عن أخطائه في العراق وغيرها. ومن يريد تحسين أوراقه الداخلية والخارجية يتفضل، نعطيهم ستة أشهر، ويُفتح الأفق السياسي الحقيقي، شعبنا لن يبقى في دوامة التفاصيل، الآن فيه فرصة تاريخية».

ولفت مشعل إلى أن القوى الفلسطينية أجمعت في وثيقة الوفاق الوطني على دولة في حدود الرابع من يونيو (حزيران) وكذلك أجمع العرب والمسلمون بمختلف تياراتهم على أن يتم إنهاء الاحتلال من كل الأراضي الفلسطينية والعربية.

وهدد مشعل بتصعيد الموقف سياسيا وأمنيا في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقال بلهجة حازمة: «تفضلوا استغلوا هذه المدة، أكثر من ذلك لن نصبر ولا بد من أفق سياسي حقيقي».

وقال انه إذا لم تتم الاستجابة لمطلبنا الفلسطيني، وإذا ظل البعض بسياسة فرض الحصار والتسويف والوعود الكاذبة وإدخالنا في أنفاق مظلمة مثل خارطة الطريق ومتطلباتها الأمنية هذا سيطفش الفلسطينيين ويتغير المزاج الفلسطيني وستقوى حماس وقوى المقاومة وقد يؤدي ذلك كنتيجة ثانية إلى انهيار السلطة. والنتيجة الثالثة أن الشعب الفلسطيني سيغلق كل الدفاتر السياسية وينطلق في مشروع انتفاضة ثالثة وسيكون الصراع مفتوحا على مصراعيه ولتتحمل اميركا وأيُّ دولة أوروبية هذه المسؤولية».

وبعدما شدد على أن الصراع المفتوح نتيجته ستكون لصالح حماس والشعب الفلسطيني، اعتبر أن لإسرائيل أزمة داخلية وفقدت جيل التأسيس، مشيرا إلى وجود فرصة أمام الأمة. وطالب القادة العرب بأن يعيدوا تقدير الموقف ويعرفوا أنه أمامنا أفق حقيقي لاستعادة حقوق هذه الأمة.

وطالب القادة العرب بإعادة تقدير الموقف، و«أن يعوا بأننا أمام أفق حقيقي لانتزاع حقوقنا الوطنية لأن الولايات المتحدة لم تعد تستطيع أن تثق بمستقبلها في منطقة الشرق الأوسط هي وإسرائيل بعدما أصابها أخيرا.

وأضاف مطلبنا الوطني وليس حماس فقط هو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة على حدود ما قبل الرابع من يونيو (حزيران) 1967 بما فيها القدس الشرقية وحق العودة بدون مستوطنات صغيرة أو كبيرة مع سيادة للدولة فوق الأرض وتحتها وعلى المعابر، ولن نقبل بإعلان مبادئ أو خطوات مرحلية لأن الشعب لن يساوم، ولن يتخلى عن حقوقه، وان لم نحصل على ذلك بالتفاهم سيحصل عليه بالمقاومة».واعتبر مشعل أن الجريمة الإسرائيلية هي الفعل، والمقاومة الفلسطينية هي رد الفعل، مضيفا: «نحن شعب مُعتدَى علينا ومن حقنا الدفاع عن أنفسنا».

وأشار إلي أن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية التقى مع كل الفصائل الفلسطينية بالتوافق مع الرئيس محمود عباس (أبو مازن) واتفق معهم على مبادرة لوقف الصواريخ مقابل أن يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة.

وقال إن إسرائيل ردت باستعلاء موهوم وكاذب على هذه المبادرة ولم يستثمرها المجتمع الدولي أو يحسن التعامل معها.

ونفى مشعل بشكل غير مباشر التكهنات بوجود فتور في العلاقات بين حماس والسلطات المصرية. كما نفى ما تردد عن رفضه زيارة مصر أو تأجيلها. وقال «ليس مثلى من يأبى أن يزور القاهرة وأهل فلسطين جميعا يقدرون الدور المصري».

وقال إن «حماس حريصة على حسم الموقف لصالح الوحدة الوطنية ورفع الحصار ورص الصفوف والتفاهم مع محيطنا العربي لننطلق بعد ذلك إلى الهدف الأساسي، وهو إقامة الدولة وعاصمتها القدس وتحقيق حق العودة وإزالة المستوطنات والإفراج عن الأسرى وإدارة المقاومة من اجل فتح الأفق السياسي الذي يبلغ الفلسطينيين الحرية والسيادة والدولة التي ينشدونها».

وأضاف «أن إسرائيل واميركا وبعض القوى تحاول أن تشغلنا بأمور بسيطة مثل تشكيل الحكومة والحصار وغيرهما من المشاكل الصغيرة، لكن قضيتنا الجوهرية هي كيف ننجز مشروعنا الوطني.. وان لم يفسح لنا المجتمع الدولي المجال لتحقيقه سننتزعه بالقوة». ووصف المباحثات والحوارات التي أجراها مع عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية وكبار المسؤولين المصريين بأنها كانت ناجحة ومتميزة، مشيرا إلى أنه ناقش معه ثلاثة هموم؛ هي تشكيل الحكومة ورفع الحصار والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية.

وحول موضوع الأسرى، قال «إن إسرائيل كانت تماطل وتريد أن يسلم لها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بدون أن تكترث بعشرة آلاف أسير؛ بينهم المرضى والنساء والقيادات».

ولفت إلى «أن إسرائيل كانت تراهن على أن العدوان والحصار سيركعان الشعب الفلسطيني ثم سنقوم بإطلاق الجندي. وكذلك راهنت على أنها ستصل إليه سواء عن طريق عيونها وعملاها أو عن طريق العرافين والعرافات»، مشيرا إلى «أن هذه الدولة الحديثة لجأت للعرافين لمعرفة مكان الجندي ولم يكفها التعامل مع عفاريت البشر بل لجأت إلى عفاريت الجن لمعرفة مكان الجندي ولم تصل إليه».

وقال إن «إسرائيل عندما تأكدت أن ملف الأسرى مجمعٌ عليه من كافة الشعب الفلسطيني ومن قبل الجهود المصرية التي تبذل، رضخت وبدأت تتعامل بجدية مع هذا الملف. وتم الاتفاق على أن يكون الحوار في هذه القضية عن طريق مصر».

ومازح مشعل أحد الصحافيين عندما سأله عن حالة الجندي الإسرائيلي شليط وما إذا كان يتمتع بصحة جيدة الآن بقوله: «صحته جيدة ويسلِّم عليكم».

وأضاف: «نعمل على إطلاق الأسرى وليس هناك مجال للتفريط فيهم».

وفيما يتعلق بتشكيل الحكومة الفلسطينية، قال «سنتفاهم فلسطينيا وقلوبنا مفتوحة مع فتح وجميع القوى لأننا شعب واحد». وأشار إلى أنه تحدث بصراحة مع أحمد قريع، القيادي البارز في حركة فتح ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق، وقال له بصراحة لا تستطيع حماس إقصاء فتح أو العكس.

وقال انه لا توجد أية ضمانات برفع الحصار، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي أرسل بعض الاشارات إلى أنه سيتخذ إجراءات واضحة لرفع هذا الحصار بل يقوم حاليا بتقديم مساعدات لقطاعي التعليم والصحة.وحذر مشعل من ربط مسار تشكيل حكومة الوحدة الوطنية مع مسار صفقة تبادل الأسرى، وقال إن الربط سيضر أحدهما بالآخر، ويعيق مسيرته.وأضاف أن خطوات مهمة اتخذت في القاهرة، حيث أصدر وزراء الخارجية العرب قرارا بكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، وبعده بأيام اتخذ وزراء الدول الإسلامية قرارا مماثلا».

واعتبر «أن المطلوب الآن هو ترجمة هذه القرارات وعدم انتظار أي ضوء أخضر من الولايات المتحدة أو غيرها»، موضحا أن رفع الحصار هو مسئولية على المؤسسات المالية العربية التي يجب أن تتعامل مع هذه القرارات جديا خلال الفترة المقبلة.

وردا على سؤال حول ما إذا كان إطلاق الفصائل الفلسطينية للصواريخ على أهداف إسرائيلية هو السبب في العدوان الإسرائيلي، قال «إذا كان هذا صحيحا بالنسبة لشمال قطاع غزة في بيت حانون، فلماذا العدوان الإسرائيلي المستمر على جنين ونابلس وطولكرم والضفة الغربية وليس فيها إطلاق صواريخ».

وقال «إننا شعب يدافع عن نفسه.. والصواريخ والمقاومة هي رد فعل طبيعي للعدوان. وإذا توقف هذا العدوان سيتم بالتالي وقف إطلاق هذه الصواريخ».

ووصف مشعل، محمد شبير مرشح حماس لرئاسة الحكومة الفلسطينية الجديدة، بأنه أهم الأسماء المطروحة ولا اعتراض لأحد عليه وليس موضع خلاف، وهو من الكوادر الفلسطينية المتميزة وأدار الجامعة الإسلامية أكثر من 13 سنة، وهو أكاديمي ومثقف.وشرح مشعل أسباب تحفظ حماس على تشكيل حكومة تكنوقراط، معتبرا أن الساحة الفلسطينية لا تصلح فيها مثل هذه الحكومة وقال: «نحن شعب مسيّس قائم على نظام فصائلى ولا بد أن تحترم نتائج الانتخابات ونستطيع أن نجمع بين دور الفصائل في تشكيل الحكومة وبين اختيار الوزراء على أساس الكفاءة والنزاهة. حماس أول من سيلتزم بتطبيق هذه المعايير أمام حكومة تكنوقراط لا علاقة لها بالفصائل ستكون عاجزة وستكون في واد والعمل على الأرض في واد آخر ولا نريد أن نأتي بحكومة ضعيفة لمجرد أن أطرافا خارجية تريد ذلك».

وردا على سؤال بشأن الاتهامات الإسرائيلية له بالتشدد والتسبب في عرقلة عملية السلام تمهيدا لوصوله إلى منصب رئيس السلطة الفلسطينية، قال إن (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات) أبو عمار كان متهما بالتشدد، وانه عقبة أمام السلام وبعد إزاحته وتسميمه إسرائيلياً لم يحدث أي شيء وتولى أبو مازن الحكم سنة كاملة دون مزاحمة من حماس، ولم يعطوا له شيئا وبعد أن جاءت حماس قالوا إن مشعل هو العقبة وأنا أتشرف مع غالبية الشعب الفلسطيني أن أخدم هذا الشعب.. وقال أؤكد لكم أنني سأموت شهيدا (بإذن الله) وأنا اعلم أنني مستهدف من قبل الإسرائيليين ومن في مثل موضعي لا يفكر في السلطة، من يمهد هو ضامن حياته وأنا لا أضمن أميركا أو أوروبا أو أي نظام في العالم يحميني. أنا ضامن إن الله سبحانه يحميني».

وأضاف: «أنا أضع روحي ودمى على كفي وقد أقتل أو أموت غدا والسلطة ندوسها بأقدامنا كما داسها إسماعيل هنية». وحول العلاقة مع إيران، قال انه بينما التزمت كثير من الدول العربية بالتحويلات للفلسطينيين عبر القنوات الرسمية والبنكية التي كانت مرصودة، فان إيران لم تلتزم وأعطت حماس الأموال بشكل مباشر، لكنه لم يكشف عن حجم هذه الأموال أو كيفية دخولها إلي الأراضي المحتلة. وشدد على أن حماس «لن تكون إلا فلسطينية وعربية، نحن أوفياء للجميع ولسنا في جيب أحد أو محسوبين على أحد، نحن محسوبون على الأمة وقرارنا وطني ولكننا لسنا مع محور ضد محور. حماس تتشرف أنها تقدم نموذجا، وأنها لا تخضع لابتزاز أحد ولا تدفع ثمنا لدعم أحد».

وطالب بمنع التدخل الاميركي ودخول الأموال الأميركية الى الداخل الفلسطيني، مشيرا إلى أنها تستخدمُ لتسليح أطراف معينة وليس لدعم المقاومة ولكن لغرس الانقسام لصالح بعض الفصائل.