أبو مازن وهنية سيقومان بجولة عربية مشتركة لو نجحت مفاوضات الحكومة

دحلان يحذر: لن نتفاوض إلى ما لا نهاية

TT

وعد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن)، رئيس وزرائه، اسماعيل هنية، بالقيام بجولة مشتركة معه الى العالم العربي، في حالة نجاح المفاوضات، حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، المؤلفة من تكنوقراطيين. وقال مصدر فلسطيني رفيع، إن أبو مازن قرر الاقدام على هذه الخطوة في اطار مساعدة حماس على كسب الشرعية العربية وتصفية الأجواء بينها وبين عدد من الدول، مثل الأردن وبعض دول الخليج. لكنه اشترط لذلك أن يتم التقدم في المحادثات وانجازها على وجه السرعة، حتى يتمكن من فك الحصار الدولي عن الشعب الفلسطيني. وكانت أنباء قد ذكرت ان أبو مازن وهنية لم يتوصلا، أمس، الى اتفاق بخصوص اسم رئيس الوزراء الذي سيحل محل هنية. فقد تبين ان أبو مازن رفض تسمية البروفيسور محمد شبير، الذي أسمته حماس لهذا المنصب. وهنية رفض الأسماء الثلاثة التي عرضها أبو مازن، وأبرزها وزير المالية السابق، سلام فياض. وقال مصدر في حركة فتح ان الهوة بين الطرفين ما زالت كبيرة. واتهم حماس بأنها تحاول الافادة من الوقت للمماطلة. فيما قال مصدر من حماس ان فتح هي التي تحاول فرض اتفاق متسرع، حيث انها تشترط لتشكيل الحكومة اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شليط. وتريد جعلها حكومة تكنوقراط مجردة لا يوجد فيها أي عنصر من حماس، وانها لا تقدم أية ضمانات جدية للالتزامات الاسرائيلية بوقف اطلاق النار واطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.

وحسب مصدر محايد، يسعى للتوسط بين الطرفين، فإن حماس تصر على الاحتفاظ بمنصبي وزير الداخلية ووزير الاعلام. وفتح تصر على تسلم وزارات الخارجية والاعلام والداخلية.وصرح النائب محمد دحلان، رئيس لجنة الداخلية والأمن في المجلس التشريعي عن حركة فتح، بأن حماس تتكلم بصوتين مزدوجين. فهي من جهة تدعي انها مستعدة للتخلي عن السلطة وعن رئاسة الوزراء، في سبيل المصلحة الوطنية، وفي غرفة المفاوضات تطالب بالتمسك بالسلطة. وقال دحلان، في لقاء مع التلفزيون الفلسطيني، ان فتح لن توافق على الاستمرار في المفاوضات بلا نهاية. فالوضع الحالي يتسبب في تدمير المجتمع الفلسطيني واقتصاده. وكل يوم اضافي يزيد المعاناة أكثر. ورفض مصدر في الرئاسة الفلسطينية، أمس، تصريحات قائد حماس، خالد مشعل، في العريش، التي قال فيها ان هناك ضبابية في موضوع فك الحصار. وأكد ان التوصل الى اتفاق واقعي لتشكيل الحكومة الفلسطينية الوحدوية سيؤدي الى فك الحصار الدولي عن السلطة وتحرير مئات ملايين الدولارات المخصصة لها من الدول العربية والغربية، وربما أيضا الأموال المحتجزة لدى اسرائيل. وأكد أيضا ان هناك مفاوضات جادة يديرها المصريون من أجل ترتيب صفقة تبادل الأسرى، بحيث يتم اطلاق سراح النواب والوزراء الذين اعتقلوا في الشهور الأخيرة، وألف أسير فلسطيني مقابل الأسير الاسرائيلي، وجميع الأسرى المعتقلين قبل اتفاقات أوسلو، وعددهم 367 أسيرا، و425 أسيرا من الأطفال والقاصرين والنساء، بمن في ذلك أولئك الذين تطلق عليهم اسرائيل لقب «أيديهم ملطخة بالدماء». وقال المصدر ان هناك خلافا حادا مع اسرائيل في عدد من الأسماء، التي يطالب الفلسطينيون بها، مثل مروان البرغوثي، عضو المجلس التشريعي وقائد فتح في الضفة الغربية، الذي تتهمه اسرائيل بالمسؤولية عن تنفيذ حوالي ثلاثين عملية قتل لمواطنين وجنود اسرائيليين، وأحمد سعدات، قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي تحمله اسرائيل مسؤولية اغتيال وزير السياحة فيها، رحبعام زئيفي.