حارث الضاري لـ«الشرق الأوسط» : لا مشروع سياسيا وراء لقاءاتي مع القادة العرب

رئيس هيئة علماء المسلمين: لن أتشرف بمصافحة بوش ولن ألتقي المالكي في عمان

TT

نفى الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين، ان يكون هناك أي مشروع سياسي وراء جولته العربية التي كان قد استهلها بلقاء مع القيادة السعودية واختتمها بلقائه مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في عمان أول من امس، سوى «كشف الحقائق فيما يتعلق بقضية العراق وشعبه»، مضيفا «لن أتشرف بمصافحة بوش لأن يديه ملطختان بدماء العراقيين وانتهاك حرماتهم».

وقال الضاري في حديث لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من عمان أمس «ليس عندنا غير قضية العراق وكل عملنا يصب في موضوع العراق، لنا رأي خاصة فيما يتعلق بالاحتلال وما يترتب عنه في العملية السياسية، حيث أكدت الأحداث صدق توقعاتنا وبعض توقعاتنا لا سيما في العملية السياسية».

وأوضح الضاري أن «العملية السياسية في العراق هي ليست الطريق السليم لانتشال العراق من ورطته التي وقع فيها بعد الاحتلال، اذ جاءت كل العمليات الثانية أسوأ من الاولى»، مشيرا الى ان «الظروف التي يعيشها العراقيون في ظل الحكومة الاخيرة هي أسوأ من التي مرت بهم خلال الحكومة التي سبقتها، فالأوضاع لا تبشر بخير والأمور ساءت أكثر فأكثر ومن كل الجوانب، بل ازدادت عمقا واتساعا وشرا على العراقيين».

وقال رئيس هيئة العلماء المسلمين «حسب تقييمنا في الهيئة فانه ليست هناك في العراق اليوم حكومة، وانما هناك رئيس وزراء وعناوين وزارية لا تقدم ولا تؤخر، محكومة من قبل فئات معينة ومعروفة وتحكم العراق وفق رغبات الاجندات الخارجية ولصالح الاحتلال، وان الحكومة عبارة عن غطاء لكل ما يجري من خراب وتدمير ونهب وسلب».

وعن جولته العربية الاخيرة أوضح الضاري «قدمت لنا السعودية مشكورة دعوة رسمية لأداء مناسك العمرة ولقاء القيادة السعودية، رحبنا واستجبنا للدعوة، فنحن لا نتآمر وهذا معروف عنا وكذلك عن الاخوة في السعودية، حيث ليس من عادتهم التآمر، ولا تدخل السعودية في مشاريع على حساب العراق وأبنائه». وأضاف الضاري قائلا «في مصر لبينا دعوة من منظمة الدعوة العالمية للشباب الاسلامي، حيث شاركنا للمرة الاولى في ندوة تقيمها هذه المنظمة عن مستقبل الشباب الاسلامي، وهناك (في مصر) قابلنا أحد كبار المسؤولين المصريين، حيث تحدثنا عن الوضع العراقي وكيفية الخروج من المأزق».

وعن لقائه مع العاهل الاردني قال رئيس هيئة علماء المسلمين «في اعتقادي كان الاردن يريد الاطلاع على اوضاع العراقيين استباقا لزيارة الرئيس الاميركي واستحضار المعلومات لعرضها على الجانب الاميركي والتحدث عن الوضع العراقي المأزوم، ثم ان الاردن بلد جار للعراق وقضيتنا تهمه»، مؤكدا أنه لم يلمس ان «هناك برنامجا سياسيا مشتركا سوى اهتمام هذه الدول ومعها دولة الامارات بالقضية العراقية وحرصهم على أمن واستقرار ووحدة العراق، وقد تتفق هذه الدول فيما بينها بهذا الاهتمام، اما اذا كانت هناك اجندة مشتركة فلا أعرف عنها شيئا ولم اطلع عليها او كيفية تحقيق هذه الاجندة، فكل ما مطلوب مني هو التعريف بالوضع العراقي».

وعن امكانية اللقاء بالرئيس بوش خلال زيارته الى عمان، قال الضاري «لم يطلب مني الحضور الى أية مناسبة مع الرئيس الأميركي لمناقشة أي موضوع او برنامج، ولن أتشرف بمصافحة بوش الذي تلطخت يداه بدماء العراقيين وانتهاك حرماتهم، إلا اذا أعلن (الرئيس بوش) عن استعداده وببيان محدد بأنه سيرحل من العراق وعلق هذا الرحيل بلقاء حارث الضاري عند ذاك سألتقيه من أجل العراق والعراقيين وسأكون سعيدا ومسرورا ألا يطلب ذلك وان لا ألتقيه».

ونفى الضاري ان يكون هناك أي مشروع للقاء نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية، وقال «ان حكومة المالكي فاقدة للشرعية والمطلوب هو ان تنتهي هذه الحكومة وان تنتهي المحاصصة الطائفية.. لنعود الى ترميم العملية السياسية». وأكد الضاري عدم مشاركتهم في العملية السياسية، وقال «نحن ندعم العملية السياسية من غير ان نشارك فيها شرط ان تسير هذه العملية في الطريق الصحيح، وإذا انحرفت فسنعارضها، فنحن ليس لنا أي طمع في السياسة لا قبل اليوم ولا بعده لكننا لن نتخلى عن واجبنا ازاء شعبنا ونتركه بأيادي جلاديه الذين يغامرون بمستقبله»، موضحا بقوله «نحن لا نعارض أشخاصا بعينهم او لجهات معينة، بل نحن نعارض سلوكيات ومن يقود هذه السلوكيات».

وكشف الضاري عن وجود لقاءات مع أشخاص في القائمة العراقية الوطنية (برئاسة اياد علاوي)، وقال «كان لنا لقاء مع فلاح النقيب من القائمة العراقية اول من امس. نحن ندعو الى العودة الى الصواب وما مضى قد مضى، ويجب ان يكون العراق للعراقيين من غير أي اقصاء لأحد». وأوضح الضاري قائلا ان «إنقاذ العراق يجب أن يتم من خلال إنهاء الحكومة الحالية والمجيء ببديل يضع برنامجا يتفق عليه الجميع .. بديل حاسم يقود البلد لفترة معينة حتى يتم إجراء انتخابات نزيهة تخضع لمراقبة لجان عربية وإسلامية ودولية محايدة».