خادم الحرمين الشريفين والأمير سلطان يستقبلان سفراء السعودية في الخارج

الملك عبد الله التقى وفودا قبلية من الباحة ونجران

TT

دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سفراء السعودية في الخارج إلى ضرورة انتهاج سياسة الباب المفتوح لجميع المواطنين المغتربين خارج الوطن، مبيناً أنها «إحدى الركائز السياسية التي تنتهجها الدولة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود».

جاء ذلك خلال استقباله أمس في الديوان الملكي، الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وسفراء خادم الحرمين في الخارج، بمناسبة انعقاد اجتماعهم الدوري الموسع في الرياض، حيث تمنى للسفراء التوفيق وقال «أشكركم وأتمنى لكم التوفيق في مهمتكم الإنسانية ومهمتكم الأخلاقية ومهمتكم العقلانية، لأنكم تمثلون شعب المملكة العربية السعودية، شعب الوفاء، شعب الإخلاص، شعب العقيدة، ولهذا مطلوب منكم قبل كل شيء عقيدتكم ووطنكم وشعبكم».

وأوصى خادم الحرمين السفراء بتقوى الله وخدمة الشعب، إذ قال «لأنكم مسؤولون عن شعب المملكة العربية السعودية في كل وطن يوجد فيه أحدكم، فلا تهملوهم ولا تغلقوا الأبواب دونهم بل قابلوهم بالرحب والسعة لأن هؤلاء هم أبناؤكم وإخوانكم ورجال المستقبل».

وأضاف «أتمنى أن تشرحوا لمن تقابلونهم نهج حكومتكم ومملكتكم، مملكة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأن يكون الحرمان الشريفان نبراسكم الأول، وقد فضلكم الله على العالم بأن تكونوا خداماً للحرمين الشريفين، وخدمة الحرمين الشريفين ليست لعبد الله فقط، ولكنها لكم جميعاً، لكل الشعب السعودي، والشعب السعودي هو خادم الحرمين الشريفين».

وقال الملك عبد الله «كونوا منصفين وأنتم تمثلون دولتكم الإسلامية تمثيلاً حقيقياً، وكونوا رحبي الصدور لمن يأتيكم من أبناء شعبكم، وأرجو أن يكون نبراسكم الصبر لأنكم ستجدون أناساً يخطئون أو لا يعرفون الأنظمة، وكونوا معهم عوناً واختاروا لهم المحامين الجيدين ولا يهمكم في ذلك أي شيء، كما أرجوكم أن تبصروا إخوانكم السعوديين الذين يأتون إليكم بالهدوء والسكينة واتباع الأنظمة في أي بلد أنتم فيه، وأنتم إن شاء الله وجوه خير، أنتم وجه المملكة العربية السعودية، فاحرصوا على سمعة المملكة، وأنتم من أبناء المملكة ومن خيار الناس إن شاء الله، أتمنى لكم التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله».

وقد ألقى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية كلمة عبر فيها عن سعادته والسفراء للقاء مليكهم وقائد مسيرة الوطن، مبيناً أن الاستقبال «يشعرهم جميعاً بثقل المسؤولية وحجم الأمانة التي يحملونها في أعناقهم ليمثلوا سياستكم وليمثلوا بلدهم التي حباها الله بأن تكون مهبط الوحي ومكان قبلة المسلمين من جميع أصقاع العالم».

إلى ذلك استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس في مكتبه بالديوان الملكي بقصر اليمامة الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز بمناسبة تعيينه رئيساً لجمعية الهلال الأحمر السعودي، حيث أعرب الملك عبد الله عن تهنئته للأمير فيصل داعياً الله عز وجل أن يوفقه لخدمة دينه ووطنه.

من جهته عبر رئيس جمعية الهلال الأحمر عن شكره وتقديره لخادم الحرمين على الثقة الملكية الكريمة داعياً الله عز وجل أن يوفقه ليكون عند حسن الظن به.

وكان خادم الحرمين قد استقبل أمس في الرياض الأمراء وكبار المسؤولين وجمعاً من المواطنين، كما استقبل مشايخ منطقة الباحة الذين ثمنوا زيارات خادم الحرمين الشريفين التفقدية لكل أرجاء الوطن، وعدَّ الوفد، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنهم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن رقوش شيخ قبيلة بني عامر زهران ومحافظ المندق بمنطقة الباحة، زيارة الملك للمنطقة إحدى تلك الزيارات الميمونة التي تفضل خلالها بوضع حجر الأساس لعدد من المشروعات العملاقة.

كذلك استقبل الملك عبد الله نواب مشايخ قبائل منطقة نجران الذين أعربوا له عن شكرهم على ما قدمه من مشاريع بناءة للمنطقة أساسها مصلحة المواطنين، وأكدوا في كلمة ألقاها نيابة عنهم سعيد بن محمد آل رشيد نائب آل محمد من آل رشيد وقوف جميع أبناء المنطقة يداً واحدة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن هذه البلاد الطاهرة. من جانبه أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره وثقته بأهالي المنطقتين، الباحة ونجران. وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد قد استقبل أمس في قصر العزيزية الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وسفراء خادم الحرمين الشريفين في الخارج بمناسبة انعقاد اجتماعهم الدوري الموسع في الرياض، حيث وصف ولي العهد السفراء السعوديين بأنهم دعاة الاسلام والعروبة خارج البلاد، وقال في كلمة مرتجلة ألقاها خلال اللقاء «انتم تمثلون الصفاء والاخلاق التي يتمتع به هذا الوطن والمواطن، تمثلون القيادة. آباؤكم مثلوا الدولة في عهد الملك عبد العزيز وعهد الملك سعود وعهد الملك فيصل وعهد الملك خالد وعهد الملك فهد، رحمهم الله».

وأضاف الأمير سلطان «ايها الاخوة، لا أقول زملاء بل أقول اخوة، انتم اليوم في رعاية خادم الحرمين الشريفين أيده الله، الرجل الذي بذل نفسه لخدمة دينه اولا ثم لوطنه ومواطنيه، ولم يدخرا وسعا ليلا ونهارا كما نعلم جميعا إلا ويعمل لخدمة هذا البلد وفي صالحه».

وقال «أنتم مرآة البلد، وأحب ان اؤكد لكم تأكيدا قاطعا لو نعلم ان في احد منكم أي قصور او شيء تقال له لقلناها له فورا، لكن نعلم منكم الاخلاص ونعلم منكم التفاني ونعلم منكم الاجتهاد ولكل مجتهد نصيب».

واستطرد القول «أنتم دائما تسمعون وتقرأون ما يقال عن بلدكم، يقولها الحاسد والحاقد وهذا لا قيمة له عندنا ابدا، اما أي كلام يقال فيه الحقيقة وفيه النقد البناء فنحن نتحمل ذلك ونرجو ان تبلغوه لجهاتكم ونحن كلنا خدام لوطننا ولأمتنا».

وشدد على القول «يجب ان نقبل النقد البناء النزيه، أما الخرافات والكلام الذي يقال لمصالح ولاغراض ومذهبيات فنحن لسنا فيها ونبرأ الى الله منها ونترفع عنها كذلك». كما دعاهم إلى خدمة الشعب والالتفات الى الشباب السعودي والمواطن السعودي، خاصة المرضى الذين يتلقون العلاج في الخارج.

فيما ألقى وزير الخارجية السعودي كلمة عبر فيها عن شكر وتقدير الجميع للأمير سلطان على استقباله السفراء، وقال «إن مكانة المملكة ودور قيادتها يضعنا جميعا على المحك الصعب ويطوق أعناقنا بأمانة ثقيلة ومسؤولية جسيمة تحفزنا الى ان نكون على مستواها» وبين ان من مهام السفراء تحقيق الرسالة السامية للمملكة العربية السعودية من خلال ترجمة سياساتها الخارجية المعتدلة والمتزنة بأداء دبلوماسي مهني فاعل وراق وكذلك ابراز الوجه الحضاري المشرف للمملكة في جوانبه الثقافية والاجتماعية».

كما استقبل الأمير سلطان بن عبد العزيز أمس في قصره بالعزيزية الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز، رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي، حيث هنأه بمناسبة توليه منصبه الجديد، مؤكدا قدرة الامير فيصل وكفاءته لمثل هذه المهام التي تعتبر ركيزة مهمة في العمل الانساني النبيل.

وعبر الأمير فيصل عن شكره وتقديره لولي العهد واعتزازه بالثقة الملكية، داعيا الله أن يوفقه لتنفيذ توجيهات ولي العهد لما فيه تطور هذا المرفق وما يقدمه من خدمات إنسانية داخليا وخارجيا.