استمراراً لمسلسل المواجهات بين نادي القضاة المصري والحكومة اشتعلت أزمة جديدة بين النادي والجهاز المركزي للمحاسبات، فيما تبادل الطرفان الاتهامات عبر التصريحات الصحافية. فبينما أعلن مسؤولون بالجهاز أن نادي القضاة الرئيسي في القاهرة والأندية الفرعية بالمحافظات يرفضون استقبال لجان المراقبة المكلفة فحص ميزانياتها بدعوى أن رقابة الجهاز على اندية القضاة هو تدخل في شؤونهم، وينال من استقلال السلطة القضائية، أعلن المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادي القضاة في القاهرة أن ناديه الرئيسي والأندية الفرعية التابعة له بالمحافظات ليس لديها أي تحفظ على استقبال لجان المراقبة التابعة للجهاز المركزي للمحاسبات.
وقال عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط» إن ناديه أرسل خطابات عديدة الى المسؤولين بالجهاز يدعوهم فيها الى إرسال لجانهم لفحص ميزانية النادي، مؤكدا أن رقابة الجهاز على الاعمال المالية ليست رقابة على القضاة أو تدخلا في شؤون القضاء، إنما هي رقابة على الموظفين الاداريين. وقال «أبوابنا مفتوحة لأي جهة رقابية لأننا نعمل في العلن وليس لدينا ما نخفيه».
واعتبر قضاة بارزون أن تصعيد الجهاز المركزي للمحاسبات لأزمته مع النادي يأتي في إطار المواجهات بين القضاة والحكومة. وقالوا لـ«الشرق الأوسط» ان التصعيد ضد النادي يتم بناء على تعليمات من «جهات حكومية كبيرة» استمرارا لمحاولات السيطرة على نادي القضاة وتخويف أعضائه.
وربط القضاة بين التصعيد الحالي والازمة المستمرة بين النادي والمستشار ممدوح مرعي وزير العدل الذي يتجه لتصعيد المواجهة مع النادي منذ توليه منصبه قبل عدة شهور .
وكان الجهاز المركزي للمحاسبات قد أصدر مذكرة أول من أمس ردا على تصريحات رئيس النادي التي قال فيها إن الجهاز لم يرسل لجانه لمراجعة ميزانية النادي. وقالت المذكرة إن اندية القضاة رفضت استقبال لجان الفحص المرسلة من قبل الجهاز. واستشهدت المذكرة بخطابين من رئيسي ناديي قضاة الفيوم وبني سويف الفرعيين قالوا فيهما ان الرقابة على النادي تنال من استقلال السلطة القضائية وتعد تدخلا في شؤون القضاة لأن الاندية تخضع لرقابة جمعياتها العمومية فقط. واعتبر المستشار أحمد صابر وكيل نادي القضاة أن القضية لا تستحق الضجة المثارة حولها. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان المسؤولون بالجهاز المركزي للمحاسبات يقولون اننا نرفض رقابتهم فلماذا لا يرسلون لجانهم بشكل رسمي ليتأكدوا عما إذا كنا نرفض الرقابة أم لا»، مؤكدا أن ناديه ليس لديه ما يخفيه ومستعد لاستقبال أي لجان يرسلها الجهاز المركزي للمحاسبات.