اتحاد الكتاب المصري يقرر نشر رواية نجيب محفوظ «أولاد حارتنا» الممنوعة

في مفاجأة أثارت عاصفة من الجدل والارتباك

TT

بينما لم تنته بعد تداعيات أزمة تصريحات وزير الثقافة المصري فاروق حسني حول الحجاب، فجر محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب المصريين الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب، مفاجأة قد لا تقل إثارة عن أزمة الحجاب، حيث أعلن في حوار تلفزيوني لبرنامج «اتكلم» الذي بثه التلفزيون المصري مساء اول من أمس، أن رواية «أولاد حارتنا» الممنوعة للكاتب الراحل نجيب محفوظ ستنشر خلال أسابيع.

وكشف سلماوي أنه حصل على موافقة أسرة الكاتب الراحل، وأنه حصل كذلك على موافقة المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا أمين عام الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي سيشارك الدكتور أحمد كمال أبو المجد في كتابة المقدمة للرواية. وأثارت مفاجأة سلماوي عاصفة من الجدل والارتباك، خاصة أن نجيب محفوظ كان قد أعلن قبل رحيله، أنه لا يمانع في نشر الرواية بشرط إعلان الأزهر موافقته على ذلك، على اعتبار أن مجمع البحوث الإسلامية كان قد أصدر قرارا في الستينيات بمنع نشر الرواية. وفيما توقع بعض المثقفين والسياسيين أن تنتهز جماعة الإخوان المسلمين الفرصة لخوض مواجهة جديدة مع الحكومة، لكن المفاجأة أن رموزا في الجماعة كسروا هذه التوقعات بتصريحات دبلوماسية على غير المعتاد، وألقوا الكرة في ملعب مشيخة الأزهر، حيث قال الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام للجماعة، إنه لم يقرأ الرواية، وأن الأزهر هو المنوط به اتخاذ القرار بشأنها. ودعا حبيب إلى تشكيل لجنة من المختصين والنقاد لدراسة مدى ملاءمة الرواية لظروف وثوابت المجتمع المصري، وفي حالة نشرها فإن من حق من يراها مخالفة للثوابت التقدم بشكواه للقضاء، واختتم كلامه بالقول إنه لا يستطيع الحكم على رواية لم يقرأها. أما الدكتور حمدي حسن المتحدث الرسمي باسم كتلة الإخوان في البرلمان، فكان أكثر انفتاحا وحديثه أكثر مفاجأة، حيث قال إنه سيكون أول من يشتري الرواية فور صدورها، وأضاف أن الإخوان ليسوا ضد الإبداع الفكري والثقافي ولا المبدعين طالما ظل أداؤهم لا يمس ثوابت الأمة والدين.

وفي تلميح صريح للأزهر، قال حسن إن من قرر منع نشر الرواية في الستينيات هو المطالب باتخاذ الموقف نفسه حاليا، لأن الإخوان ليسوا طرفا في الموضوع، نافيا أن تكون الجماعة غيرت استراتيجيتها في الأداء بضغوط سياسية عقب الأزمة العنيفة مع وزير الثقافة في قضية الحجاب، لافتا إلى أن الإخوان سيمارسون عملهم بما يتفق مع الدستور ومصالح المواطنين الذين يمثلونهم في البرلمان دون أن يسمحوا لأحد بابتزازهم. وبينما كان البعض يتوقع أن يدخل الأزهر كلاعب أساسي في المواجهة، رفض الأزهر محاولات الإخوان للزج بهم في أتون معركة جديدة مع المثقفين المصريين، وبدا أن رأي المؤسسة الدينية إزاء هذه القضية غير واضح، فقد رفض أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر (وهو الجهة المعنية) التعليق.وقال مصدر بمجمع البحوث إن المسؤولين بالأزهر يتجنبون الحديث في مثل هذا الأمر، لأن المجمع قال رأيه في الرواية في عهد شيخ الأزهر الراحل الدكتور عبد الحليم محمود، نافيا عرض هذه الرواية على مجمع البحوث مرة أخرى في الوقت الحالي.

وأكد المصدر أن الأزهر ممثلا في مجمع البحوث ليس جهة مصادرة  للفكر أو محاربة الإبداع، وإنما رأي الأزهر استشاري ووظيفته هي إبداء الرأي فيما يعرض عليه من أعمال، وهناك جهات أخرى هي التي تتولى المصادرة من عدمه.

وحول إذا ما عرضت هذه الرواية على مجمع البحوث مرة أخرى ماذا سيكون الموقف، قال المصدر إنه ما زالت المسألة حرجة.