المعارضة تلوح باقتراب «ساعة الصفر» والأكثرية تقترح هدنة تمهد لاتفاق على القضايا الخلافية

الجميل حمل اقتراح حل إلى بري لم يحظ بموافقة حزب الله

TT

نشطت الوساطات لبنانيا في محاولة لإيجاد حل للأزمة السياسية قبل «ساعة الصفر» التي أعلنت المعارضة أمس أنها اقتربت. وسعى الوسطاء الى ايجاد حل ما يسمح على الأقل بتجميد تحرك المعارضة التي تطالب بحكومة وحدة وطنية تتمثل فيها بثلث عدد الوزراء على الأقل وإلا فإنها ستنزل الى الشارع لإسقاط الحكومة «غير الدستورية»، كما لوحت وسائل اعلام «حزب الله» أمس.

وكانت آخر المحاولات تلك التي قام بها الرئيس السابق أمين الجميل، والد الوزير الراحل بيار الجميل، الذي حمل الى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري اقتراح حل يقضي وفق المعلومات الأولية بإعلان «هدنة» جديدة تقضي بتعليق قرار التظاهر لعشرة أيام مقابل تعليق أعمال الحكومة خلال هذه الفترة تمهيدا لإيجاد حل يقضي بالاتفاق على المحكمة الدولية أولا ثم الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية ثم تأليف حكومة وحدة وطنية. غير ان مصادر «حزب الله» أبدت اعتراضها على هذه الصيغة.

وكان الجميل التقى أمس الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي الذي زاره للتعزية بنجله، وقال كرامي بعد اللقاء: «تشاورنا مع فخامته وتوصلنا الى خطة طرحناها عليه، ونوقشت، وهو بدوره سيطرحها اليوم على الرئيس بري». وأضاف: «هناك ثلاث نقاط خلافية في البلد وهي: موضوع رئاسة الجمهورية والمحكمة (الدولية) وموضوع حكومة الثلث الضامن. وجدنا حلولا نرجو أن تلاقي القبول وان تكون وسيلة لخلاص لبنان». وتابع: «ان التطرف والعناد والاستئثار لن توصل البلاد الى بر الأمان، هذا هو لب الموضوع ونرجو لفخامته التوفيق». وسئل عن الحلول التي اقترحها على الجميل فأجاب: «نحن نقول هناك دستور يجب ان يحترم. اننا نسمع آراء كثيرة وخصوصا من أناس غير قانونيين. هذه الاعتداءات على الدستور لها أخطار هائلة على المستقبل ونرجو ألا تفتح الأبواب على ما لا تحمد عقباه. ثانيا، ان هذا البلد لا يحكم إلا بالاعتدال والتفاهم والحوار. انطلاقا من هذه المبادئ نقول إن هناك فريقا كبيرا في لبنان يتوجس من ان هناك ألغاما موجودة في الورقة التي أتت من اجل انشاء هذه المحكمة، ولا بد من تأليف لجنة قانونية من الفريقين لدرسها والوصول الى تنقية هذه الورقة من كل الألغام». وأضاف: «في ما يتعلق برئاسة الجمهورية، قلنا انه لا يمكن انتخاب رئيس جمهورية إلا بالتوافق، فلنتوافق على اسم والجميع يمشي في ذلك. وفي موضوع الحكومة، نحن نقول إن هذه الحكومة كان فيها الثلث الضامن، ولماذا لا يكون هذا الثلث الضامن موجودا في الحكومة الجديدة؟ خصوصا انه عندما كان الثلث الضامن في هذه الحكومة، لم تحصل مشكلات، على العكس كان التفاهم سيد الموقف في كل الأمور».

وانتقل الجميل بعدها الى عين التينة حيث التقى بري لنحو ساعة رفض بعدها أن يعطي «آمالا في غير موضعها»، لكنه أمل «نقل هذا الصراع من جو التشنج السائد الى جو الكلام السياسي، فربما هذا الكلام السياسي يؤدي الى حلحلة أعتقد ان كل اللبنانيين في حاجة اليها».

وتابع: «من المؤكد انه كفانا شهداء وعلينا في الوقت نفسه ان نفكر في الشهيد الحي الذي هو صاحب المصنع أو المتجر أو الفندق أو العامل الذي صرف من الخدمة أو الذي لا سمح الله يمكن أن يصرف بسبب الظروف التي يعيشها البلد. نحن قلبنا على الإنسان اللبناني، وبقدر ما نسرع في وضع الأمور في نصابها الطبيعي، نكون قد خدمنا أنفسنا».

والتقى بري أيضا رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد الذي قال بعد اللقاء: «لدى الرئيس بري الخبر اليقين ووقت المعارضة قد شارف النفاد. وطالما ان المعارضة لم تتحرك بخطوات متوقعة فالفرص متوافرة لبقية الوقت حتى تكون هناك مبادرات جدية تعالج الأزمة السياسية التي محورها الشراكة الحقيقية في القرار السياسي الضامن لمستقبل البلاد وللتوازن الوطني فيها. نحن نترقب أن نستمع الى شيء جديد في هذا المجال، لكن للأسف كل ما يطرح من أفكار هو دون المعالجة الحقيقية لأسباب الأزمة الراهنة». وأضاف: «المعارضة ماضية في خيارها وفي تحركها، والحكومة التي يستولي عليها فريق مستأثر ومتفرد سيتحمل المسؤولية الكاملة عن التطورات». سئل: هل أطلعكم بري على ما قيل من أفكار جديدة طرحها عليه الجميل؟ أجاب: «استمعنا الى بعض هذه الأفكار التي في رأينا لم ترق بعد الى مستوى المعالجة الحقيقية»، مشيرا الى أن «ساعة الصفر للتحرك تحددها قيادة المعارضة».