البشير: اغتيال الصحافي طه «مؤسف وفردي» والانفلات الأمني في الخرطوم سيحل نهائيا

قال إن حكومته أغريت للتطبيع مع إسرائيل.. وعدد قتلى دارفور لم يصل 9 آلاف

TT

وصف الرئيس السوداني عمر البشير اغتيال الصحافي محمد طه محمد احمد رئيس تحرير صحيفة «الوفاق» في سبتمبر (ايلول) الماضي بأنه مؤسف وفردي وتعهد بأن لا يتكرر مثل هذا الحادث مرة أخرى.

وأضاف البشير ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» عن الانفلات الأمني في العاصمة السودانية في مؤتمر صحافي عقده مساء اول من امس، وشارك فيه صحافيون من 10 عواصم، بينها لندن ونقل عبر الاقمار الاصطناعية، أن الأجهزة المختصة ألقت القبض على كل المشاركين في الجريمة.

وعزا البشير حوادث الانفلات الامني في الخرطوم التي قال انها واحدة من المشاكل التي تواجه الحكومة، الى وجود قادة ميليشيات مسلحة جنوبية في الخرطوم تعاني من مشاكل داخلية ومن مشاكل بينها وبين الحركة الشعبية ايضاً، مؤكدا ان الامور تسير في طريق الحل النهائي، مشيرا الى ان هناك معاناة في التعامل مع الحركات المسلحة التي انضمت الى الحكومة ولم تخرج من ذهنية الحرب.

ودحض الرئيس السوداني التقارير التي تروج بان عدد القتلى في احداث دارفور 200 الف شخص ووصفها بأنها «كذب صريح»، وقال «كل احصائياتنا حتى الآن عن قتلى دارفور لم تصل الى 9 آلاف شخص».

وشدد على رفض الحكومة لأي حوافز لموافقة السودان على القوات الدولية، وقال ان الحكومة لن تسمح بـ(بريمر) آخر في دارفور لإشاعة الفوضى كما حدث في العراق. وقال ان الحكومة لن توافق على قوات مختلطة وتتمسك بالقوات الأفريقية ذات القبعات الخضراء تحت قيادة أفريقية.

ورداً على اتهام مني اركوي مناوي رئيس حركة تحرير السودان بان الحكومة تدعم الجنجويد، قال «اركوي جزء من الحكومة، وإذا كنا نسلح الجنجويد فهو مساعد رئيس الجمهورية».

وكشف البشير لأول مرة عن اغراءات تعرضت لها الحكومة للتطبيع مع اسرائيل، وقال ان هناك جهات تحاول اقناع السودان بالتطبيع مع اسرائيل، مبينا ان هذه الاتصالات لم تتوقف في هذا الشأن، وأشار الى ان زعيما قال انه كان رئيسا للوزراء اكد له ان التطبيع مع اسرائيل سيحل كل مشاكل السودان.

واتهم البشير الرئيس التشادي ادريس ديبي بأنه قدم دعماً كبيراً جداً لجبهة الخلاص، وكشف ان تشاد جندت عناصر من معسكرات اللاجئين السودانيين في تشاد وانضمت الى جبهة الخلاص. وقال ان تشاد تحاول ان تستفيد من موقف الغرب المعادي للسودان وتتخذ من السودان شماعة، واتهمها بدعم المتمردين بالسلاح والمال، موضحا ان انجمينا قدمت اسلحة متطورة للمتمردين مثل صواريخ سام 7 التي لا يملكها حتى الجيش السوداني. ونفى تقديم السودان أي دعم للمتمردين التشاديين.

وأكد البشير الالتزام بإقامة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والولائية في 2008 وقال «من ينتخبه الشعب سيتولى المهمة وسأسلمه». وأضاف «نحن قعدنا بما فيه الكفاية». وشدد البشير على ان الحكومة ستبذل كل ما في وسعها للوحدة بين الشمال والجنوب، لكنه عاد وقال انه اذا ما قرر شعب الجنوب الانفصال في استفتاء تقرير المصير «فإن اول جهة ستعترف به هي حكومة السودان، ونشارك في احتفالاتها، وان التداخل والتواصل لن ينقطع بقيام دولة الجنوب».

وأبدى البشير، استعداد السودان الكامل للتعاون مع الامم المتحدة والمجتمع الدولي لحل ازمة دارفور، لكنه جدد معارضته لنشر قوات دولية في الاقليم، متهما دولا اجنبية باتخاذ المنظمة الدولية مطية لتمرير اجندتها لاستعمار البلاد. وقال ان السودان لن يسعى للمواجهة مع الامم المتحدة والمجتمع الدولي، ولكن هناك خطوطا حمراء، وإذا فرضت علينا المواجهة لن نقف مكتوفي الايدي وسندافع عن انفسنا.