كبير وسطاء مفاوضات سلام دارفور يبدأ مهمة شاقة في السودان

واشنطن تنفي دعوة زعيم فصيل دارفوري منشق لزيارتها

TT

بدأ الدبلوماسي التنزاني المخضرم سالم أحمد سالم كبير وسطاء مفاوضات السلام في دارفور بين الحكومة والحركات المسلحة في الاقليم، مهمة شاقة في العاصمة السودانية الخرطوم أمس، لتسريع عملية التفاوض بين الحكومة والمسلحين الرافضين لاتفاق أبوجا لسلام دارفور، وستكلفه المهمة قضاء أسبوع كامل في السودان. وفي غضون ذلك نفى مبعوث الرئيس الاميركي للسودان اندرو ناستيوس، ان تكون الادارة الاميركية قد وجهت الدعوة لرئيس الفصيل المنشق في حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور لزيارة واشنطن والاجتماع مع المسؤولين في البيت الابيض. فيما قال وزير الدفاع التشادي بشارة عيسي جاد الله، ان نفي الرئيس السوداني عمر البشير دعم بلاده للمتمردين التشاديين «مثير للضحك». وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» من انجامينا «نحن لم ننف وجود مشاكل في بلادنا لكن لدينا ما يثبت تدخل السودان في شؤوننا الداخلية وبدعم المتمردين بالسلاح».

وقالت مصادر مطلعة فى الاتحاد الافريقي في الخرطوم لـ«الشرق الاوسط» إن سالم احمد سالم يسعى خلال مهمته الى توحيد كل المبادرات المطروحة للتفاوض مع رافضي ابوجا تحت مظلة الاتحاد الافريقي، والتعجيل بالتفاوض بين الطرفين قبل نهاية العام.

ومن ابرز المساعي للتفاوض مع رافضي ابوجا المبادرة الاريترية، والاتصالات التى تقوم بها الحكومة الليبية بين الحكومة والمسلحين في دارفور في هذا الخصوص، فضلا عن الاتصالات المباشرة التى تقوم بها الحكومة السودانية عبر مدير جهاز الامن والمخابرات الفريق صلاح عبد الله مع المسلحين في اسمرة وطرابلس وميدانيا في دارفور. واجرى سالم مباحثات مع الرئيس السوداني عمر البشير حول القضايا العالقة في ملف دارفور من بينها الحل السياسي والتفاوض مع رافضي ابوجا، وشملت مباحثاته حتى امس: مني اركو مناوي كبير مساعدي الرئيس البشير وزعيم حركة تحرير السودان الموقعة على اتفاق ابوجا، الدكتور مجذوب الخليفة مستشار الرئيس، والدكتور لام اكول وزير الخارجية السوداني. ونقل سالم في مباحثاته تعهد الاتحاد الافريقي بإيجاد حل لمشكلة دارفور وبذل كل ما في وسعه لدعم السلام والاستقرار فيه باعتبار ان السودان جزء من القارة الافريقية لا يمكن التخلي عنه. وقال ان الجهود ما تزال جارية لضم رافضي اتفاق ابوجا، مشيرا الي ان زيارته للسودان ترمي الى تحقيق هذا الهدف. وأضاف قائلا «انا متفائل بأنه بالامكان استيعاب عدد كبير من هؤلاء الرافضين ان لم يكن كلهم».

وفي رده على سؤال حول مصير القوات الافريقية بعد 31 من الشهر القادم، قال ان اجتماع مجلس الامن والسلم الافريقي على مستوى الرؤساء الذي يعقد في الثلاثين من هذا الشهر في ابوجا، سيقرر في هذا الجانب ولا داعي لاستباق الاحداث.

وجدد البشير في المباحثات موقف السودان الثابت من تحويل مهام قوات الأتحاد الافريقي في دارفور إلى قوات دولية. وأكد حرص السودان على تعزيز الامم المتحدة لقوات الاتحاد الافريقي فنيا ولوجستيا وزيادة عددها افريقيا ودعمها بالخبراء، بجانب حرصه على تحسين العلاقات مع تشاد وتطبيق اتفاق طرابلس والرقابة المشتركة للحدود بين البلدين منعا لاعتداءات المعارضة على كليهما. الى ذلك قال ناستيوس في بيان صحافي تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، انه اجتمع مع نور في باريس في الفترة الاخيرة، مشيرا الى ان الادارة الاميركية والمبعوث الخاص للسودان نفسه سيواصلون عقد اللقاءات مع كل فصائل دارفور لتشكيل الدعم لإنهاء أزمة الاقليم.

وقال ان اتفاقية سلام دارفور تحتاج للدعم من ابناء الاقليم الموجودين في الخارج. وأضاف «سندعم مؤتمر القادة الميدانيين الذي سيعقد في الفترة القادمة وفي ذات الوقت سندعم بقوة مبادرة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في عقد الاجتماع مع الذين لم يوقعوا على اتفاق سلام دارفور». وأشار ناستيوس الى انه سيزور السودان مستقبلا وينتظر ان يعقد اجتماعات مع كل الاطراف في دارفور.

وقال وزير الدفاع التشادي «ان ما قاله البشير يضحك حتى الأطرش»، مشيرا الى عبور أكثر من 400 سيارة الحدود السودانية ودخولها ابشي ومناطق اخرى، وان تلك السيارات تحمل راجمات ومضادات للطائرات «وما يقوم به السودان معروف لكل العالم».