تعهد رئيس الوزراء البريطاني امس بإجراء تحقيق كامل في ظروف وفاة الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليفينينكو الذي قتل بمادة سامة مشعة الاسبوع الماضي، مؤكدا انه سيثير شخصياً القضية مع الرئيس فلاديمير بوتين اذا اقتضت الحاجة.
وقال بلير في مؤتمر صحافي بكوبنهاغن بعد محادثات مع نظيره الدنماركي اندرز فوغ راسموسين: «لم اتحدث الى الرئيس بوتين لكنني سأفعل ذلك في أي وقت أجده مناسباً. ليس هناك أي حاجز سياسي او دبلوماسي يحول دون التحقيق الجاري». واضاف قائلا: «انها قضية جادة جدا، ونحن مصممون على معرفة ما وقع واكتشاف الجهة المسؤولية».
وكان ليفينينكو قد لقي حتفه الخميس الماضي في أحد مستشفيات لندن متأثرا بتسمم إشعاعي بمادة تعرف باسم «بولونيوم 210». وعثرت الشرطة البريطانية على آثار المادة في العديد من الاماكن التي كان مر بها ليفينينكو في لندن ومنها مكاتب الملياردير الروسي بوريس بيريزوفسكي الذي يعيش ايضا في لندن. واثر ذلك، اتهم نيكولاي كوفاليوف الرئيس الأسبق لوكالة الاستخبارات الروسية، بوريس بيريزوفسكي، بضلوعه في وفاة الجاسوس الروسي السابق. وقال كوفاليوف الذي يرأس لجنة شؤون المحاربين القدماء في مجلس الدوما الروسي في تصريح نقلته وكالة «ريا ـ نوفوستي» ان هذه الأدلة هي «اثباتات جديدة للرواية القائلة بضلوع بوريس بيريزوفسكي» في حادثة وفاة ليتفينينكو. وافترض كوفاليوف ان بيريزوفسكي وليفينينكو كانا يتعاونان في تحضير عملية ما يستخدم فيها البولونيوم 210. واعتبر ان «الهدف النهائي لتلك العملية تمثل في زيادة التهويل والتخويف من وكالة الاستخبارات الروسية وإظهار روسيا وكأنها تحكم من قبل ابناء الوكالات السرية».
كما عثر على آثار المادة في مطعم بلندن كان اجتمع فيه ليفينينكو مع الاكاديمي الايطالي ماريو سكاراميلا الذي كان يحقق في نشاطات جهاز المخابرات الروسي في إيطاليا. وتردد ان ليفينينكو اجتمع مع سكاراميلا في الاول من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وهو نفس اليوم الذي اصيب فيه الجاسوس السابق بوعكة ناجمة عن التسمم. وقالت مصادر أمنية في لندن امس أن الشرطة البريطانية تعتزم استجواب سكاراميلا.
وتردد ايضاً ان اللقاء كان في اطار جمع معلومات حول مقتل الصحافية الروسية المعارضة أنا بوليتكوفسكايا الشهر الماضي في موسكو. وحول هذه القضية، قالت صحيفة «نوفايا جازيتا» الروسية التي كانت تعمل فيها بوليتكوفسكايا، ان اثنين من موظفيها تلقيا تهديدات بالقتل احدهما فيما يتصل بالتحقيق في اغتيالها. وقالت الصحيفة في موقعها على الانترنت ان «موظفين في نوفايا غازيتا تلقيا تهديدات بالقتل يوم 24 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي».
وأضافت «في احدى الحالتين كان التهديد يتصل بنشر مقال عن المشكلات في شمال القوقاز وفي الاخرى يتصل بالتحقيق في اغتيال أنا بوليتكوفسكايا». وكانت بوليتكوفسكايا قامت بتغطية انتهاكات حقوق الانسان في الشيشان وانتقدت الرئيس فلاديمير بوتين. وقد قتلت رميا بالرصاص في شقتها السكنية في وسط موسكو في السابع من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.