قادة الجمهوريات السوفياتية السابقة يبحثون مستقبل «الكومنولث»

TT

توافد رؤساء بلدان «منظومة الكومنولث» الى عاصمة بيلاروسيا للاحتفال بذكرى تأسيس المنظمة، التي أعلنت إحدى عشرة جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق عن تشكيلها في 30 ديسمبر (كانون الأول) 1991 في مينسك، بعد الاتفاق حول تصفية الدولة السوفياتية.

ورغم مضي كل هذه المدة، فإن هناك اجماعا من قبل السياسيين والمحللين بأن الفترة الماضية ساهمت في دعم مواقع المنظمة التي لم تكن سوى اشبه بجهاز لتصفية التركة السوفياتية وتقسيم الإرث العسكري والاقتصادي، بل على العكس، شهدت السنوات الخمس عشرة الماضية، ورغم انضمام جورجيا الى الكومنولث في اعقاب تولى ادوارد شيفاردنادزه للحكم هناك، الكثير من الخلافات التي كاد بعضها يسفر عن نشوب عمليات قتالية، مثلما حدث بين روسيا وجورجيا، فضلا عن خلافات روسيا مع كل من اوكرانيا ومولدوفا مما دفع بعض الجمهوريات لإعلان رغبتها في الانسحاب من الكومنولث.

ورغم ان جدول اعمال القمة تضمن عشرين موضوعا، فإن الاهتمام الاكبر تركز حول قضيتين تبدوان من حيث الجوهر بعيدتين عن جدول الأعمال، الأولى العلاقات بين روسيا وجورجيا وامكانية استجابة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي بعقد لقاء ثنائي، بعد كان رفض مثل هذه المبادرة في اعقاب اعتقال جورجيا لعدد من العسكريين الروس بتهمة التجسس، وإن عادت وافرجت عنهم لاحقا. والقضية الثانية هي احتمال اجتماع الرئيس الاذربيجاني الهام علييف مع نظيره الأرمني روبرت كوتشاريان لبحث الأزمة التي تحتدم منذ اعلان ناغورني قره باغ انفصالها من جانب واحد عن اذربيجان، وانضمامها الى ارمينيا في 1989.

وتقول مصادر ان علييف يرغب في عقد اللقاء تحت رعاية روسية ويأمل في ان يمارس الرئيس بوتين الضغط على الرئيس الارمني مع اشارة غير مباشرة حول احتمالات تقارب روسي اذربيجاني وقرار قد تصدره باكو حول عدم امداد جورجيا بحاجتها من النفط والغاز حسب تقديرات صحيفة «كوميرسانت ديلي» الروسية الصادرة امس في موسكو.