كوبا تحتفل بعيد ميلاد قائدها العليل

1300 شخصية من 70 بلدا تشهد الاحتفالات.. وتساؤلات حول ظهور صاحب المناسبة

TT

تحتقل كوبا طيلة الأسبوع الحالي بعيد ميلاد رئيسها العليل فيدل كاسترو، بمشاركة نحو 1300 شخصية من اكثر من 70 بلدا، في حين يظل السؤال الأكثر إلحاحا ما اذا كان صاحب المناسبة نفسه، الذي يطفئ شمعته الثمانين، سيظهر علنا، وذلك بعد اربعة اشهر من خضوعه لعملية جراحية ارغمته على تسليم صلاحياته الى شقيقه راؤول.

واختصر دبلوماسي غربي الترقب بتعليق ساخر على ظهور الزعيم الكوبي المحتمل اذ تساءل «هل سنراه باللباس العسكري او بثياب النوم؟». واعتبر هذا الدبلوماسي الذي نقلت تصريحه وكالة الصحافة الفرنسية، ان الزعيم الكوبي سيعطي في كلتا الحالتين مؤشرات ذات مغزى حول مستقبل النظام الذي يعيش منعطفا منذ مرض كاسترو.

ومن المقرر ان يشارك في الاحتفالات الكاتب الكولومبي غابريال ماركيز، والرئيس البوليفي ايفو موراليس، والممثلة المكسيكية ماريا روجو، والرئيس الاكوادوي السابق رودريغو بورجا، ونجم كرة القدم السابق الارجنتيني دييغو مارادونا.

واعدت السلطة التنفيذية الكوبية لأسبوع زاخر بالاحتفالات لتبديد الشكوك المخيمة على مستقبل البلاد، بدأ بحفل افتتاح امس تضمن ندوة دولية حول «الذاكرة والمستقبل: كوبا وفيديل» واستعراضا عسكريا في سانتياغو (جنوب) بعد غد وحفلا موسيقيا ضخما مساء في هافانا. غير ان الحدث الابرز سيتمثل السبت باستعراض عسكري بمعدات «ثقيلة» في هافانا هو الاول منذ عشر سنوات. وبعد اربعة اشهر على خضوعه لعملية جراحية، لا يزال وضع فيدل كاسترو الصحي الذي اعتبر من «اسرار الدولة» موضع تكهنات وافتراضات متواصلة سواء في كوبا او في الخارج فيما تصدر بصدده بانتظام تصريحات مطمئنة من المسؤولين المكلفين السلطة بالوكالة. غير ان احدا لم يعد يخفي ان احتمال ظهور كاسترو علنا هذا الاسبوع منوط بقرار اطبائه. وعكس آخر ظهور تلفزيوني للزعيم الكوبي المسن في 28 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي صورة رجل هزيل وضعيف وقد صور وهو يقوم ببعض التمارين الرياضية امام الكاميرا ويتحدث بشيء من التلعثم انما بوعي على ما بدا. واطل كاسترو آخر مرة على الكوبيين في 26 يوليو (تموز) الماضي يوم العيد الوطني وفي اليوم التالي خضع لعملية جراحية عاجلة في سرية تامة نتيجة اصابته بنزيف في الامعاء. وفي 31 يوليو الماضي اعلن في بيان تلي على لسانه تسليم السلطة «مؤقتا» الى شقيقه راؤول (75 عاما) الذي كان وزير الدفاع والمسؤول الثاني في البلاد. وبعد ان تخطى الكوبيون المفاجأة والذهول، باتوا مترددين ما بين اللامبالاة الظاهرية والخوف من المستقبل في ظل زعامة حريصة على السرية والخفاء بدءا براؤول كاسترو نفسه، بقدر ما كان فيدل حاضرا في حياة البلاد اليومية منذ ما يقارب نصف القرن. وقال مهندس اربعيني طلب مثل كل الذين تحدثوا عدم كشف اسمه «اننا نتكيف مع الامر وننتظر. سنرى ما يعده لنا راؤول. لكن طالما ان شقيقه على قيد الحياة، اشك في ان يكون في وسعه القيام بشيء مهم». ورأى دبلوماسي غربي انه «بين السلطة بالوكالة وانتقال السلطة، من المتوقع ان نعرف المزيد هذا الاسبوع. لكن لا يمكننا حتى الان استبعاد عودة فيدل بعد بضعة اشهر ولو بخفض نشاطاته».

وستبلغ الاحتفالات ذروتها في الاستعراض العسكري السبت في ساحة الثورة في هافانا حيث سيصل عدد المشاركين فيه الى نحو 300 الف وسيظهر خلاله بالتأكيد راؤول كاسترو الذي سيكون تحت الاضواء في حين انه يفضل الاحتجاب عن الانظار. ويرى المراقبون انه من غير المرجح حضور فيدل كاسترو لا سيما وان الاستعراض سيستمر بضع ساعات في الهواء الطلق. غير ان مصدرا كوبيا افاد بان «فيدل سيجد وسيلة ما للحضور بدون ان يحضر» من خلال شاشة عملاقة يتوجه عبرها مباشرة الى القوات المسلحة.