الرئيس بوش يؤكد دعمه لحكومة المالكي ويعلن: إنه رجلنا في العراق

رئيس الوزراء العراقي: لن نسمح بأي نفوذ لأي طرف خارجي.. وسنواجه الخارجين على إرادة الدولة

TT

 أعلن الرئيس الاميركى جورج بوش تأييده لرئيس الوزراء العراقي نورى المالكي وحكومته في استكمال مسيرتها ودعمها لضبط الوضع الأمني في العراق وقال ان المالكي «رجلنا في العراق».  وأضاف الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي في ختام مباحثاتهما في عمان أمس «انني  في كل اجتماع أتعرف على المالكي أكثر فأكثر وهو قائد قوي وشديد يريد عراقا حرا وديمقراطيا ناجحا»، مؤكدا تصميم الولايات المتحدة على مساعدته في تحقيق هذا الهدف. وقال «إن هناك مبادئ أساسية وراء استراتيجينا في العراق تبقى صارمة وثابتة ونحن نؤمن بأن نجاح المالكي وحكومته هو أساس النجاح في العراق وهي منتخبة من قبل الشعب العراقي في انتخابات حرة». وتابع «أبلغت المالكي بأن هدفنا في العراق هو تعزيز حكومته ومساندة جهوده في بناء عراق حر يمكن أن يحكم نفسه ويدافع عن نفسه وحليف في الحرب ضد الإرهاب.. أجمعنا على النقاط التي وضعتها اللجنة المشتركة لتسريع نقل المسؤوليات الأمنية من خلال الإسراع في تدريب أجهزة الأمن والتأكد من أن لدى رئيس الوزراء قوات ذات قدرات تحت سيطرته لمواجهة الإرهابيين ومجموعات القتل وتوفير الاستقرار والأمن لبلاده».

وقال الرئيس الأميركي «ان النجاح في العراق يتطلب عراقا موحدا يمكن من خلاله صيانة الديمقراطية وسيادة القانون وحماية حقوق الأقليات». وأردف أن المالكي نقل اليه «ان تقسيم العراق الى أجزاء كما طرحه البعض ليس كما يريد الشعب العراقي وان تقسيمه يؤدي الى زيادة العنف الطائفي، وأنا أوافقه في ذلك». وأضاف أن الأمن في العراق «يتطلب المصالحة بين المجموعات الدينية والعرقية وهذا ما تريده شريحة كبرى من العراقيين، وناقشنا مراجعة استراتيجيتنا وهي الآن قد وصلت الى  النهاية من أجل تعزيز قدرة الحكومة العراقية لتحقيق أهدافها والتي نتشارك معها في تلك الأهداف.. طلبت من القادة العسكريين في البنتاغون والميدان في العراق بالتقدم بتوصياتهم الفضلى من أجل هذه الاستراتيجية». وقال «أود أن أسمع توصيات السياسيين في هذا الشأن قبل أن أعقد العزم على التعديلات الاستراتيجية لمساعدة حكومة المالكي على النجاح». ورأى بوش انه إذا نجح المتطرفون في العراق «فانهم سيؤثرون على الحكومات المعتدلة في المنطقة وسيحاولون وضع ملاذاتهم الآمنة وصب كراهيتهم على الملايين». وقال «اذا نجحنا في إقامة دولة حرة في الشرق الأوسط فان ذلك سيعزز من القوى الحرة والمعتدلة في المنطقة». من جانبه قال المالكي إن العراق «لن يعود الى الوراء ولن يكون ملاذا للإرهابيين ولدينا تصورات كثيرة عن عملية الانتقال ونحن مصممون على النجاح في مواجهة التحديات التي نعتقد إنها لا بد وان تكون في الحالة التى يمر بها العراق والمنطقة وهي تحديات غير خارجة عن المعقول». وأكد «اننا متحالفون مع المجتمع الدولي في مواجهة التحديات التي يمكن ان يتعرض لها العالم وفي مقدمتها الإرهاب الذي هو خطر ليس على العراق فقط وإنما على العالم»،  مؤكدا «ضرورة التصدي لكسر الإرهاب». وأبدى المالكي استعداده للتعاون مع الذين يؤمنون بضرورة التواصل والتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية من دول الجوار الإقليمي «وأبوابنا مفتوحة ورغبتنا شديدة بأن تكون بيننا وبينهم علاقات على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». وقال «ان العراق للعراقيين وحدوده مصونة لا يمكن ان نسمح لأحد بالتجاوز عليها أو التدخل في شؤوننا الداخلية». وأضاف «ان كل من يفكر ان يجعل العراق ساحة نفوذ أو حركة على حساب مصلحة الشعب العراقي فهو مشتبه ينبغى عليه مراجعة حساباته، وهو ما أجمعت عليه القوى السياسية في لقاءاتها لتأسيس قاعدة سياسية لدعم حكومة الوحدة الوطنية». وقال «لدينا تصورات في العراق ونحن على أبواب الانتقال الى مرحلة جديدة تتعلق بخطط أمنية.. نعتقد انها ستكون فاعلة وتحقق المطلوب بشكل أكيد إضافة الى تصورات أخرى تهدف الى بناء الدولة بمفهومها الشامل». وردا على سؤال حول مذكرة مستشار الأمن القومي الأميركي، ستيفن هادلي، التي تحث المالكي على الانشقاق عن مقتدى الصدر، قال بوش «تحدثنا عن الوضع الأمني في العراق وأعربت عن قلقي حيال تدهوره» ، مشيرا الى أن المالكي ناقش وضعه السياسي.

ومن جانبه قال المالكي ان تحالفه ليس مع جهة واحدة وان حكومته متحالفة مع جميع القوى السياسية المشاركة فيها «وهذا التحالف يعبر عن مسؤولية وطنية وان التيار الصدري هو أحد المكونات السياسية التي تشترك في البرلمان والحكومة، وأنا افهم ان التحالف مسؤولية والتزام مشترك ينبغي ان يعبر عنه من يشترك ويتحمل المسؤولية وفي أولياتها حماية الحكومة الوطنية والدستور والقانون وعدم الخروج عنه».

وأكد أن الحكومة هي «في مواجهة كل من يخرجون على إرادة الدولة لأن المبدأ الأساسي وإرادة الدولة هي التي تتحمل المسؤولية الأمنية والسياسية بشراكة الذين يرغبون أن يكونوا شركاء في هذه الحكومة».

وردا على سؤال حول تدريب حزب الله لعناصر تابعة لمقتدى الصدر، قال المالكي إن «حزب الله عبر عن نفسه»، مؤكدا أنه ليس من حق أحد ان يتدخل في الشأن العراقي على مستوى الوضع الأمني، وقال «ندعو الجميع الى مبدأ التعاون»، وأردف «ان حزب الله نفى ذلك وهو مسؤول عن نفيه». وكرر بوش التأكيد على أن القوات الأميركية ستبقى في العراق «حتى ننجز المهمة وذلك بطلب من حكومة انتخبها الشعب العراقي». وقال «اذا غادرنا العراق قبل انجاز المهمة فاننا سنقوي من عزائم الإرهابيين والمتطرفين وسيزيل ذلك آمال الملايين الذين يرغبون في العيش في مجتمع حر». وردا على سؤال حول تحديد جدول زمني لخروج القوات الأميركية من العراق، قال بوش «سنخرج من العراق في أقرب وقت ممكن، ولكن أنا واقعي وافهم ان الحكومة العراقية تقوم بالتصدي للإرهابيين وتنظيم «القاعدة»، ونريد مساعدتها على ذلك وإن الخطة في بغداد أن نمنع المجرمين من قتل الأبرياء وتسريع نقل المسؤوليات الأمنية للعراقيين».

وردا على سؤال عن النفوذ الإيراني في العراق وما تم بحثه بهذا الشأن مع الرئيس بوش، قال المالكي «هذه المعلومات مبالغ بها وتستخدم كواحدة من أساليب الترويج لإذكاء شحنة التنافس أو الصراعات الموجودة إقليميا حتى تشتد الى ذروتها،  مؤكدا «عدم السماح لأي أحد لفرض سيطرته على أي جزء من أجزاء العراق، وان هناك حديثا عن تدخلات، وان بلاده تريد علاقات طيبة مع دول الجوار. من جانبه قال بوش ان الإيرانيين «يخشون الديمقراطية ولهذا السبب يزعزعون استقرار لبنان وهم قلقون من إقامة دولة فلسطينية». وردا على سؤال حول عملية السلام والقضية الفلسطينية قال بوش إن حل القضية الفلسطينية ـ الإسرائيلية سيساعد على الاستقرار في المنطقة وإن الحكومة الأميركية تركز على المساعدة في حل إقامة الدولتين «وهو في مصلحة الفلسطينيين في أن تكون لهم دولتهم، ومن مصلحة إسرائيل ان تكون هناك ديمقراطية على حدودها، ونحن نعمل لتحقيق هذا الهدف».