واشنطن: رسالة الرئيس الإيراني «علاقات عامة» لتحسين صورة نظامه

بيريس دعا إلى تحرك دولي في مواجهة طهران

TT

اعتبرت واشنطن أن الرسالة التي وجهها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى الشعب الاميركي، والتي يدعوه فيها الى رفض سياسات حكومته «نوع من العلاقات العامة» للرئيس لإيراني، من باب تحسين صورة نظامه، في وقت دعا نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمعون بيريس المجتمع الدولي الى تحرك موحد في مواجهة طهران. وفي أول رد فعل رسمي على رسالة أحمدي نجاد الى الشعب الأميركي، والتي تشكل سابقة من نوعها، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الاميركية توم كيسي ان الرسالة هي «نوع من مبادرات العلاقات العامة» من جانب الحكومة الايرانية، مضيفا انه من المخجل، الا يسمح أحمدي نجاد لشعبه بفرصة النقاش الحر والمفتوح في المجال السياسي، حسب ما نقلت وكالة اسوشييتد برس.

وكان أحمدي نجاد اتهم الادارة الاميركية في رسالته بأنها تحكم بـ«الارغام والقوة والظلم»، داعيا الشعب الاميركي الى الضغط من اجل المطالبة بخروج القوات الاميركية من العراق والاعتراف بالدولة الفلسطينية. ودعا الاميركيين الى رفض «الدعم الأعمى» الذي تقدمه ادارتهم لدولة اسرائيل، فضلا عن رفض «الأعمال اللاشرعية واللااخلاقية» لهذه الادارة في مجال محاربة الارهاب. وقال انه من الأحرى على الادارة الاميركية ان تسحب جنودها من العراق، وأن تحول المخصصات التي تنفقها على العراق لإنفاقها على مسائل داخلية، مشيرا الى «الضحايا الكثر» لإعصار كاترينا و«الاعداد التي لا تحصى» للفقراء في الولايات المتحدة. ولم تحمل الرسالة أي اشارة الى البرنامج النووي الايراني المثير للجدل، والذي تعتقد واشنطن انه يخفي طموحات ايرانية لتطوير سلاح نووي. وقد اعتبر شبلي تلحمي الاستاذ في جامعة ميريلاند والباحث في مهد بروكينغز في واشنطن، في حديث لصحيفة «لوس انجليس تايمز» ان الرسالة «تظهر ان أحمدي نجاد يتابع عن كثب السياسات الاميركية، وقد يكون يحاول ان يستبق استنتاجات مجموعة الدراسات حول العراق في توصياتها الحوار مع ايران. الا ان الرسالة تظهر ايضا سذاجة أحمدي نجاد، لاعتقاده ان الشعب الاميركي يمكن ان يشاركه وجهات نظره عن العالم». واعتبر محلل الشؤون الايرانية في مجموعة الازمات الدولية كريم سادجابور، ان أحمدي نجاد «لم يروج لقضية ايران، بل يمكن ان يكون أساء اليها» في رسالته، مشككا في امكان أن تؤثر هذه الرسالة على مواقف واشنطن من ايران. ومن المتوقع ان تدعو مجموعة الدراسات حول العراق، الى مباحثات مباشرة بين واشنطن وطهران في سبيل خفض العنف في العراق. ومن المتوقع ان يتضمن التقرير الذي سيكشف عنه الاربعاء القادم، اقتراحا بعقد مؤتمر اقليمي يضم الدول المجاورة للعراق، ويبحث في سبل وضع حد للعنف في العراق، بالإضافة الى حث بوش على التخلي عن تحفظاته في شأن اجراء محادثات مع ايران وسورية المجاورتين للعراق.

ورغم السرية التي تميز عمل المجموعة، الا ان تسريبات نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز»، كانت افادت بأن المجموعة متفقة على ضرورة إجراء محادثات مباشرة مع كل من سورية وايران، في ما يتعلق بالوضع في العراق. من جهة أخرى، دعا نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمعون بيريز، المجتمع الدولي الى تحرك موحد في مواجهة ايران، معتبرا ان طهران تقدم نفسها على انها اقوى مما هي عليه فعليا، بسبب انعدام الاجماع الدولي حول طموحاتها النووية. ولم يدع بيريز الى عمل عسكري ضد ايران، الا انه شدد على الحاجة الى مقاربة مشتركة للموقف من ايران، مثل فرض عقوبات اقتصادية. وقال بيزير في خطاب القاه في جامعة يال، «انا لا أقول إن هنالك حاجة للحرب مع ايران، لكنني اقول ان هنالك حاجة لسياسية مشتركة» حيال الملف الايراني. ووصف بيريز ايران بأنها «مشكلة عظيمة، وليست دولة عظيمة»، قائلا «اعتقد ان ايران دولة ضعيفة جدا بحكم الواقع، ولكن ما الذي يجعلها قوية الى هذا الحد؟ جوابي هو ضعف المجتمع الدولي».

وكان بيريز حذر طهران في مايو (ايار) الماضي، من انها قد تواجه خطر التدمير، في حال استمر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، يدعو الى ازالة اسرائيل من خارطة العالم. وفي موسكو، كشفت مصادر روسية عن بدء تنفيذ عقود توريد منظومات الدفاع الجوي من طراز «تور ـ ام1» الى ايران الموقعة في عام 2005. ورفضت مصادر مؤسسة «روس اوبورون اكسبورت» الروسية التعليق على هذه الاخبار، في الوقت الذي اكد فيه وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف في حديث لـ«الصحيفة المستقلة» حق روسيا في تصدير هذه الاسلحة، التي قال انها غير مخصصة للأغراض الهجومية. وأشار الى ان مداها لا يتعدى اربعين كيلومترا، قائلا ان روسيا تملك حق تصدير أية اسلحة غير مدرجة في القائمة التي حددتها معاهدة حظر انتشار الاسلحة، ومؤكدا الطابع الدفاعي لهذه المنظومات الصاروخية. ومن المعروف ان المنظومة الواحدة من طراز «تور ـ ام1» مزودة بثمانية صواريخ قادرة على اصابة اي اهداف سواء كانت طائرات او مروحيات او صواريخ قبل وصولها الى مرماها، كما تستطيع اكتشاف 48 هدفا في وقت واحد على مسافة اربعين كيلومترا. وتقول مصادر روسية ان عددا من هذه المنظومات سوف يكون مخصصا لحماية محطة بوشهر النووية التي قالت موسكو ان تشغيلها يبدأ مع حلول صيف العام المقبل. وتتزامن هذه التطورات مع حملة أطلقها الاصلاحيون الايرانيون لرص الصفوف، تمهيدا للانتخابات البلدية المرتقبة في منتصف الشهر المقبل، في محاولة للعودة بقوة الى الساحة السياسية بعد الفشل الذي منوا به في الانتخابات الاخيرة. ويتنافس 1249 مرشحا على المقاعد الـ15 للمجلس البلدي في طهران، والتي تعتبر الباروميتر للقوة السياسية للاحزاب وقدرتها على استقطاب الشارع.

ويتشارك اكثر من عشرين حزبا اصلاحيا، بينها ثلاثة احزاب نافذة في لائحة موحدة للمجلس البلدي في طهران، كما نقلت وكالة رويترز للانباء عن مرتضى حاجي المتحدث باسم تحالف الاحزاب الاصلاحية، الذي دعا الناخبين للتصويت بقوة.

وقال سعيد لايلاز المسؤول السابق في ادارة الرئيس محمد خاتمي، ان الاصلاحيين «يريدون العودة الى الساحة السياسية، ويمكن ان تكون انتخابات ديسمبر نقطة الانطلاق في هذا الاتجاه».

وقد تسجل حتى الآن 250 الف مرشح لـ130 الف مقعد في المجالس البلدية للقرى والمدن، في ثالث انتخابات من نوعها منذ ان ارسى الرئيس السابق محمد خاتمي الانتخابات البلدية عام 1990 في مسعى لتعزيز الديمقراطية.