أمير الكويت يدعو في باريس لإعطاء الأولوية للملف الفلسطيني ويحذر من حرب أهلية بالعراق

توقيع اتفاقات عسكرية بين البلدين

TT

دعا امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح المجتمع الدولي الى اعطاء الاولوية للملف الفلسطيني، وحذر من ان انسحابا اميركيا من العراق في الظروف الحالية سيقود الى حرب اهلية، ولكنه اشار في الوقت ذاته، الى فائدة انسحاب هذه القوات من المدن والتجمع خارجها، واعتبر من جهة اخرى ان البرنامج النووي الايراني يشكل تهديدا لأمن الخليج.

وكان أمير الكويت قد باشر نشاطاته، في زيارته الرسمية لفرنسا، ظهر أمس، بلقاء قمة مع الرئيس جاك شيراك في قصر الاليزيه، أتبع بغداء عمل لاستكمال المناقشات، التي دارت عن العلاقات الثنائية والمواضيع الإقليمية، التي تشغل الشرق الأوسط والخليج والعالم العربي بشكل عام. وفيما تحدث الرئيس الفرنسي، وفق الناطق باسمه جيروم بونافون، عن «الدينامية الجديدة للعلاقات الممتازة تقليديا» بين العاصمتين، عبر الشيخ صباح، في تصريح قصير للصحافة عقب الاجتماع، عن أمله في أن تكون زيارته خطوة الى الأمام وبابا نحو المستقبل. ووقع وزيرا دفاع البلدين في قصر الاليزيه، اتفاقين دفاعيين، علما بأن البلدين يرتبطان باتفاق دفاعي منذ عام 1993. وينص الاتفاق الأول على وضع إطار للتعاون في ميدان الاستخبارات العسكرية، بحيث تقوم الأجهزة الفرنسية المختصة بتأهيل مجموعة من الضباط الكويتيين ما يتطلب وجود ضباط فرنسيين لدى القوات المسلحة الكويتية. أما الاتفاق الثاني، فينص على تغيير قواعد التعاون العسكري، وتحديدا شراء الكويت معدات وأسلحة فرنسية، بحيث تتم الصفقات مستقبلا من دولة الى دولة وليس بين الكويت والشركات الفرنسية. وأفادت مصادر فرنسية بأن الطرفين بصدد بحث مجموعة من العقود، من بينها تحديث طوافات من صناعة فرنسية يملكها الكويت.

ونقل بونافون عن الرئيس شيراك قوله، إن توقيع الاتفاقين الدفاعيين الجديدين يتواءم مع التوجهات الجديدة لعلاقات البلدين. وشكر شيراك الشيخ صباح للدعم المالي، الذي قدمه لقسم الإسلاميات في متحف اللوفر ولمعهد العالم العربي. وقلد شيراك أمير الكويت وسام جوقة الشرف، ووجه الشيخ صباح دعوة لزيارة الكويت، وقبل شيراك مبدأها شاكرا. وبموازاة ذلك، أبدت مصادر فرنسية رغبتها في ان يتوثق ويتعمق حضور الشركات والمؤسسات الفرنسية في الكويت، علما بأن فرنسا تحتل الموقع التاسع أو العاشر بين الدول المصدرة اليه. وفي حديثه الى الصحافة، قال الشيخ صباح إنه تناول مع الرئيس شيراك مسائل المنطقة من لبنان الى العراق والملف الفلسطيني والملف النووي الإيراني. وأفاد بونافون بأن شيراك عرض على الشيخ صباح المراحل، التي توصل اليها التحضير لمؤتمر باريس 3، لدعم لبنان ماليا واقتصاديا. وعلم أن شيراك كان قد وجه دعوة رسمية الى أمير الكويت بخصوص المؤتمر. وفيما تتحضر المعارضة لتحركها الهادف الى إسقاط الحكومة، قال شيراك إنه يأمل في أن تتغلب في لبنان روحية الوفاق الوطني. ووصف وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح السالم الصباح لقاء أمس، بأنه كان مهما للغاية، وأنه يأتي قبل أيام من قمة مجلس التعاون الخليجي، وأن ثمة تشاورا قائما بين شيراك والشيخ صباح، حول كل قضايا المنطقة وعلى رأسها الموضوع الفلسطيني. وفي حديث لصحيفة «لو فيغارو» الفرنسية نشر أمس، قال الشيخ صباح إن أولوية المجموعة الدولية يجب أن تعطى للموضوع الفلسطيني. وأعرب الشيخ صباح في الحديث نفسه، عن قلقه على الوضع في العراق، واعتبر أن «حصول حرب أهلية في العراق سينعكس على الكويت». ورأى الشيخ صباح أن انسحاب القوات الأميركية في الظروف الحالية سيفضي الى حرب أهلية واسعة سيدفع العالم ثمنها. وإذ أشار الشيخ صباح الى فائدة أن تنسحب القوات الأميركية من المدن والتجمع خارجها، جدد دعم بلاده لمشروع المصالحة الوطنية في العراق، الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي. وفي سياق قمة أمس، شدد الرئيس الفرنسي على أهمية المحافظة على وحدة العراق وضرورة اتباع سياسة انفتاح ومصالحة وطنية في الداخل. ورغم التمديد للقوة الدولية في العراق لعام جديد، ذكرت مصادر فرنسية بموقف باريس الداعي الى وضع أفق للانسحاب الأميركي من العراق. وقالت مصادر فرنسية إنها تعي صعوبة المطالبة بانسحاب القوات الأميركية. لكنها ذكرت أن القوات الأميركية الدولية أصبحت جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل.

وفي تصريح لصحيفة «لو فيغارو»، حث أمير الكويت الأميركيين والإيرانيين على التحاور وإلا فالمواجهة مستمرة. وأكد الشيخ صباح أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا للأمن في دول الخليج، حيث أن الكويت لا تبعد سوى 150 كلم عن موقع مفاعل بوشهر. وأضاف: أننا نتخوف من كارثة بيئية، لكنه اعتبر أن اللجوء الى القوة ليس الحل وستكون له نتائج خطيرة على استقرار المنطقة.