«ساعة الصفر» للمعارضة اللبنانية بعد ظهر اليوم .. والأكثرية البرلمانية تتمسك بحكومة السنيورة

بري لـ«الشرق الاوسط»: ذاهبون لنتظاهر... وغدا أمر آخر

TT

أخيرا، أعلنت المعارضة اللبنانية «ساعة الصفر» للنزول الى الشارع بهدف اسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وأفرجت عن بعض برنامج تحركها المفتوح الذي سينطلق بدءا من الثالثة من بعد ظهر اليوم بتوقيت بيروت.

«مسلسل» إطلاق التحرك بدأت ليل اول من امس بكلمة متلفزة لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون. واستكملت أمس بكلمة للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، لتتوالى كلمات زعماء القوى المعارضة مع تحديد توقيت التحرك وعناوينه.

وتحدثت معلومات عن وساطة اللحظات الأخيرة في منزل رئيس مجلس النواب نبيه بري ليلا، غير ان الاخير نفى ذلك وقال لـ «الشرق الأوسط»: «في الوقت الحاضر نحن ذاهبون لنتظاهر». غير انه لم يقفل الأبواب أمام إمكانية معاودة الحوار، قائلا: «اليوم أمر، وغدا من يعلم».

وفي المقابل، تلقت قوى «14 آذار» التي تمثل الأكثرية النيابية والحكومية الخبر بإعلان ثباتها على مواقفها والتأكيد على وقوفها خلف حكومة السنيورة، جازمة بأن الشارع «لن ينتج حكومة وحدة وطنية» وان المظاهرات لن تفلح في إسقاط الحكومة.

وكان سيناريو إطلاق التحرك بدأ صباح أمس بكلمة وجهها نصر الله الى اللبنانيين استهلها بالقول انه ثبت أن الحكومة «عاجزة وفاشلة وغير قادرة على الوفاء بوعودها وعلى تحقيق أي إنجاز يذكر»، معتبرا «ان السبب الحقيقي لعجز الحكومة وفشلها أنها حكومة الفريق الواحد. صحيح أن حركة أمل وحزب الله كانا مشاركين، إلا انه لم يتح لهما فعلا المشاركة الجدية والفعلية لأن الحكومة كانت مجرد إطار ظاهري لتمرير القرارات التي تؤخذ في إطار خياري غير الحكومة وهي قيادة قوى 14 آذار». وقال: « لبنان بتركيبته، بتنوعه، بطبيعته، بخصوصيته، لا يمكن ان يدار من خلال فريق واحد. ولا يمكن ان يدار من خلال تحالف معين وتحل أزماته وخصوصا في ظل أوضاع داخلية صعبة وإقليمية أصعب ودولية خطيرة جدا. لذلك نحن دعونا وندعو الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، لأنه إذا أردنا أن نحافظ على استقلال لبنان وسيادته ونمنع وقوع لبنان في ظل أي وصاية خارجية، ولأننا إذا كنا نريد أن نثبت دعائم الأمن والاستقرار الأهلي في لبنان... يجب ان نتعاون ونتضامن وان تتضافر جهودنا. وهذا لا يمكن ان يتحقق الا من خلال حكومة وحدة وطنية حقيقية». وأضاف:«عندما نتحدث عن حكومة وحدة وطنية، نحن نتحدث عن التكامل والتضامن والتعاون والتكافل ولا نتحدث عن الإلغاء والشغب والاستئثار والتفرد. في كل الأحوال وجدنا ان كل المساعي السياسية من خلال الحوار والتفاوض والتشاور اصطدمت بالحائط المسدود لأن الفريق الحاكم مصر على الاستئثار بالسلطة على خلاف المصلحة الوطنية الحقيقية، وبالرغم من عجزه وفشله وعدم قدرته على تحقيق أي إنجاز على أي صعيد، لذلك لم يبق أمامنا وأمام جميع القوى الوطنية المعارضة التي تنشد إيجاد صيغة قانونية دستورية كفيلة معالجة هذه الأزمات سوى التحرك الشعبي الضاغط لتحقيق هذا الهدف».

ودعا نصر الله الى «تحرك شعبي سلمي حضاري نعبر من خلاله عن قناعتنا ورؤيتنا وندفع الأمور سلميا ومدنيا وسياسيا في اتجاه هذا الخيار»، معلنا عن «التجمع الجماهيري الشعبي السلمي والاعتصام المفتوح الذي سيبدأ بعد ظهر (اليوم) الجمعة في وسط بيروت، في بيروت عاصمة لبنان التي يتسع قلبها لكل لبنان واللبنانيين، بيروت عاصمة العروبة والعرب التي يتسع قلبها وكان يتسع قلبها وسيبقى لكل قضايا امتنا، بيروت التي تحتضن أهلها وأبناءها وأحباءها الآتين من كل المناطق اللبنانية لتكبر بهم وتعتز بهم ولتعبر من خلالهم عن طبيعة الحياة السياسية الديمقراطية وقدرة اللبنانيين في التعبير عن آرائهم وإن اختلفت، وعن اتجاهاتهم السياسية المتفاوتة وإن تناقضت». وختم قائلا: «نحن مدعوون لنلتقي هناك جميعا من كل انحاء لبنان، من اجل لبنان وعزة لبنان وقيامة لبنان ووحدة لبنان ومستقبل لبنان».

ووجه رئيس «تيار المردة» النائب والوزير السابق سليمان فرنجية الى اللبنانيين وأنصاره كلمة قال فيها: «اليوم هو يوم انطلاقة نحو التغيير الفعلي، يوم مفصلي في تاريخ الوطن لأن الشعب اللبناني سيقول كلمته ولو استغرق الأمر أياما أو شهورا. الشعب سيقول كلمته بعدما عطلت الأكثرية كل حوار أو تشاور». ودعا الجميع الى «ضبط النفس وعدم الانجرار الى اي ردة فعل أو الرد على أي استفزاز لأن في ذلك خدمة للفريق الذي يسوق للفتنة وللحكومة غير الدستورية». وبدوره دعا رئيس الحكومة السابق عمر كرامي الى المشاركة في التجمع، وقال: «كنا نتمنى ألا تصل الأمور الى ما وصلت اليه، أي أن لا ننزل الى الشارع. ولكن، مع الأسف الشديد، الفريق الآخر لم يأخذ كل الإشارات وكل المبادرات وكل الأخطار بالحسبان. كان يعتقد أن الأمور كلها تهويل بتهويل. لقد قلنا ونكرر القول إن لبنان لا يحكم إلا بالتوافق والتفاهم. ولا يمكن لأي فريق ان يحكم لبنان بالهيمنة والاستئثار... لذلك لا بد من انقاذ هذا البلد. والانقاذ لا يكون الا عن طريق التحرك في الشارع، لان كل الأمور الأخرى والوسائل الأخرى لم تجد نفعا».

وطمأن كرامي اللبنانيين الى «ان قرار المعارضة ككل هو ان تستعمل كل الوسائل الديمقراطية والحضارية والدستورية والقانونية والحفاظ برموش العين وحبات القلوب على السلم الأهلي».

ودعا رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب والوزير السابق طلال أرسلان محازبيه وأنصاره الى المشاركة في النزول الى الشارع. وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس: «اننا نقترب من الساعة لاستعادة سيادة الوطن واستقلاله وقراره الحر من أيدي السفراء الأجانب ومندوبي الأجهزة الأمنية الغربية الذين يديرون شؤون الدولة من خلال نقابة الجريمة المنظمة التي عاثت في لبنان فسادا وإفسادا ورشوة وتسلطا ونهبا ومديونية عامة فاقت الاربعين مليار دولار». وأصدرت حركة «امل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري بيانا دعت فيه الى المشاركة في التجمع «انطلاقا من الثوابت الوطنية التي حرصنا عليها طوال تاريخنا السياسي». وأكدت ثقتها بأن هذه المشاركة «ستكون تعبيرا سلميا حضاريا عن موقف سياسي وستعطي الصورة المشرقة عن الممارسة الديمقراطية المنسجمة مع الدستور والقانون».

كما دعت «القوى السياسية والنقابية وهيئات المجتمع المدني في الشمال» الى المشاركة، معتبرة «ان الأكثرية النيابية لا تستطيع ان تستمر بحكمها المنفرد لأن نصف التحالف الرباعي الانتخابي الذي أتى بها قد ذهب»، فيما دعت حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون ـ الى الاعتصام غدا «لحماية مصالح البلاد والعباد».

وفي خضم التأزم، واصل السفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز خوجة تحركه متمسكا بالأمل بإمكانية إيجاد «الحلول الممكنة». وقد زار امس رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقال عقب اللقاء: «نحن أولا في بلد ديمقراطي، عصري، متطور. ويجب ان نتفاءل دائما ان نجد الحلول. ودولة الرئيس نبيه بري في لقائي معه، ودائما اللقاءات مفيدة ومثمرة وممتازة رغم هذه المظاهر والوعد بالنزول الى الشارع غدا (اليوم) وكل هذه المظاهر سواء الديمقراطية او سمها كما شئت، ما زال باب الحلول مفتوحا. وأنا أعتقد ان الرئيس بري يسعى مع زملائه وجميع الافرقاء من اجل ايجاد الحلول المناسبة للخروج من هذا المأزق الكبير». وأضاف: «لا اعتقد ان احدا من هؤلاء الفرقاء جميعا يؤمن بأي شيء آخر غير ذلك.