القوات اللبنانية تتهم طلاب حزب الله بجمع معلومات مخابراتية عن مناصريها

TT

أضحى المشهد الجامعي في لبنان صورة شبه مصغرة عن البلاد الغارقة في أزمة سياسية حادة، فقد وقعت في كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة اليسوعية مشكلة بين طلاب القوات اللبنانية وآخرين من حزب الله على خلفية قيام أفراد من الحزب بجمع معلومات مخابراتية عن بعض الطلاب لاسيما القواتيين منهم، بعدما انتحلوا صفة الهيئة الطالبية، بحسب ما أفاد البيان الصادر عن مصلحة الطلاب في «القوات».

ومعلوم ان الهيئة مكونة من 10 أعضاء يتوزعون مناصفة بين «القواتيين» و«التيار الوطني الحر» أما الرئاسة فللتيار. وقد سارعت لجنة الشباب والشؤون الطالبية في التيار للرد على بيان «القوات». فأوضحت ان «الاوراق التي ادعى البيان انها تحمل معلومات مخابراتية عن طلاب الجامعة وعن ناشطي القوات اللبنانية هي بالفعل لوائح فارغة وزعت علانية على الطلاب ليسجلوا اسماءهم وارقام هواتفهم بهدف التواصل والتلاقي، وذلك بملء ارادة الطلاب. وقد سحبت الاوراق من الطالب حسن عسيلي عنوة». وأكدت ان «رئيس الهيئة الطالبية إدمون المر لم يكن على علم بهذه الاوراق وبالتالي لم يحاول تغطية أحد كما زعم البيان».

ورأت اللجنة في الامر «محاولة لتحوير النظر عن المشكلات التي يفتعلها افراد القوات اللبنانية في الجامعات والمناطق، ناهيكم عن سلسلة التوقيفات التي شهدتها مناطق كسروان والشمال لعناصر مسلحة تابعة تنظيميا للقوات اللبنانية. كما انها تجد في هذا البيان قدحا وذما لسمعة طلاب التيار الوطني الحر، وخصوصا بعد النجاح الساحق الذي حققه طلاب التيار في الانتخابات الطالبية في هذه الجامعة».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» أوضح مسؤول «القوات» في الجامعة، نديم يزبك، ان «المشكلة تكمن في أننا ضبطنا بعض الطلاب المنتمين الى حزب الله يجمعون معلومات عن جميع الطلاب لاسيما المنتمين منهم الى القوات. وهذه المعلومات تتضمن الاسم الثلاثي، عنوان السكن، العنوان البريدي ورقم الهاتف. والخطير في الامر انهم يدعون القيام بالمهمة بتكليف من هيئة الجامعة. وحين راجعنا الهيئة نفت علمها بالامر».

ورأى يزبك أن الامر ينطوي على «ابعاد خطيرة في ظل الشحن الاعلامي الذي يحلل هدر دمنا ويواصل تخويننا. لقد ذكَّرنا الامر بمقتل (رئيس مصلحة الطلاب في القوات) رمزي عيراني و(القواتي) بيار بولس اللذين قتلا ايام الوصاية السورية. وحين ضبطناهم بدأوا يرسلون لي تهديدات بعدم التطاول على الحزب. لكن أقول لهم إننا لسنا خائفين وسنتصدى لهم بالوسائل الديمقراطية المشروعة وبمنطق الدولة».