صفير: بعض اللبنانيين أصبحوا سلعاً في يد غيرهم وحل المشاكل يكون بالتشاور لا بالنزول إلى الشارع

TT

قال البطريرك الماروني في لبنان نصر الله صفير: «ان الاضرابات والاعتصامات والنزول الى الشارع لا تحل المشكلات بل تعقدها. وما رأينا يوماً ان الشارع حل مشكلة بل ان حل المشكلات يكون بالتفاهم والتشاور.. واللبنانيون برهنوا منذ زمن بعيد ان باستطاعتهم، على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، ان يعيشوا بسلام متآخين.. وبعض اللبنانيين اصبحوا سلعاً في يد غيرهم وهناك من يتاجر بهم».

واعتبر البطريرك صفير الذي كان يتحدث امس أمام حشد من «الحركة النسائية في قوى 14 آذار»، نظم اعتصاماً في مقر البطريركية المارونية في بكركي عشية الاعتصام الذي ستنفذه المعارضة اللبنانية اليوم وسط بيروت «ان المؤسسات الرسمية في لبنان معطلة، من رئاسة الجمهورية الى الحكومة الى المجلس (النيابي)». واضاف: «لا نرضى ان يهجر اللبنانيون لبنان. لبنان لنا وسيبقى لنا ولأولادنا وأحفادنا.. وهو بلد نادر لأن المسلمين والمسيحيين يعيشون فيه متآخين».

استهل البطريرك صفير كلمته قائلاً: «كفى، كفى اغتيالات، كفى إجراما. نحن لا نريد ان نعود الى الثلاثين سنة التي مضت.. ظننا اننا فتحنا صفحة جديدة هي صفحة من السلم والأمان والاستقرار في لبنان، ولكن يبدو ان هناك من لا يريد لهذا البلد استقرارا، والدليل على ذلك ما نشهده كل يوم.. نستقبل كل يوم مختلف طبقات الناس. وكان عندنا اليوم الذين يتولون الاقتصاد فقالوا لنا ان الاقتصاد اصبح بائرا، والموظفون يسرحون، والفنادق لا تستقبل إلا القليل القليل من الذين يزورون لبنان، واللبنانيون يهاجرون بالعشرات لا بل بالمئات. وهذا غير مقبول. اننا لا نرضى ان يهجر اللبنانيون لبنان ليذهبوا الى سائر اصقاع الارض ليبحثوا عن بلد بديل له، ولكنهم لن يجدوا هذا البديل. لبنان لنا وسيبقى لنا. لبنان لنا ولأولادنا ولأحفادنا من بعدنا. وان ما يتميز به لبنان انه بلد تعيش فيه 18 طائفة من كل الاديان. وهذا ما يجعل لبنان نادرا لأن المسلمين والمسيحيين يعيشون متآخين في بلد اسمه لبنان وسيبقى كذلك، بلد المسلمين والمسيحيين». واضاف: «لكل شيء حد. ونقول معكم كفى. يظنون ان حل المشاكل يكون بالنزول الى الشارع. ما رأينا يوماً ان الشارع حل مشكلة من مشكلات الدنيا. ان حل المشكلات يكون بالتفاهم ويكون بالتشاور ويكون بالحديث الذي يجب ان يكون ودياً وصادقا».