لقاءا رايس مع أبو مازن وأولمرت يتمخضان عن رعاية أميركية لقمة إسرائيلية ـ فلسطينية

TT

أسفرت لقاءات وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، أمس، في أريحا والقدس، عن اتفاق على أن ترعى الإدارة الأميركية لقاء القمة المقبل بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، وذلك من أجل تثبيت وتطوير اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ليشمل الضفة الغربية، وعقد صفقة تبادل أسرى واستئناف المسيرة السياسية بين الطرفين.

وقال مصدر إسرائيلي رفيع إن أبو مازن هو الذي طلب الرعاية الأميركية فاستجابت رايس، بعد أن أخذت موافقة أولمرت. وأضاف هذا المصدر ان رايس حضرت الى البلدين خصيصا لتشجيعهما على التوصل الى اتفاق الهدنة والتأكيد على أن الإدارة الأميركية ورغم انشغالها بالوضع المتدهور في العراق، فإنها ستجد الوقت للعمل على إنهاء الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني أيضا، شرط أن يبدي الطرفان نفس الاستعداد لذلك. وامتدحت رايس، أمس، ابو مازن «على نجاحه في التوصل الى اتفاق لوقف النار وإصراره على سياسة السلام التي يؤمن بها ويبرهن كل مرة على انه متمسك بها»، ورئيس الوزراء أولمرت، «الذي ألقى خطابا مهما مد فيه يد السلام للشعب الفلسطيني والقوى المعتدلة فيه». وكانت رايس قد استهلت جولتها في أريحا حيث التقت أبو مازن. وعلم انها طلبت منه أن يواصل خطواته لتثبيت وقف إطلاق النار وتوسيعه الى الضفة الغربية والإسراع في تشكيل حكومة جديدة تقبل بشروط الرباعية الدولية (الاعتراف بإسرائيل وقبول الاتفاقات الموقعة معها ونبذ العنف بشكل تام)، والتعاون مع أولمرت في وضع برنامج للتقدم نحو استئناف المفاوضات. وقد طلب منها أبو مازن القيام بدور أميركي فعال ومرافقة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في إحداث الانعطاف. وقال لها إن هذه مرحلة تاريخية جديدة ينبغي أن لا تضيع فيها الفرصة لاستئناف مفاوضات السلام. كما طلب منها ان تضغط على أولمرت ليوقف عملياته الحربية، المتمثلة في الاعتقالات والاغتيالات، في الضفة الغربية. وروى أحد مساعدي أبو مازن انه بعث برسالة الى أولمرت بواسطة رايس قال فيها انه معني ويسعى بإصرار لتثبيت وقف إطلاق النار وتوسيعه الى الضفة الغربية. وفي إسرائيل التقت رايس مع كل من أولمرت ونائبته ووزيرة خارجيته، تسيبي لفني، فطلبت منهما تقديم الدعم للرئيس ابو مازن «في طروحاته السلمية ومواجهته مع التطرف»، وكذلك المبادرة الى اتخاذ خطوات ميدانية ملموسة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، مثل فتح المعابر وإزالة الحواجز.

في المقابل طلب أولمرت منها أن تضغط على ابو مازن كي يظهر ما يكفي من القوة لمكافحة الفوضى والتنظيمات المسلحة وأن يقيم حكومة جديدة تقبل الشروط الدولية و«خريطة الطريق» ـ المشروع الأميركي للسلام في الشرق الأوسط. وأفادت مصادر إسرائيلية بان رايس وأولمرت تباحثا أيضا في الموضوع الإيراني، كما ان أولمرت أطلعها على نتائج لقائه مع وزير المخابرات المصري، عمر سليمان، أول من أمس. وكان وفد من القيادات السياسية في الاتحاد الأوروبي قد أجرى جولة محادثات مع السياسيين الإسرائيليين، خلال الأيام الثلاثة الماضية، وانهوا جولتهم في لقاء مغلق مع الصحافيين السياسيين الإسرائيليين، أمس. فكشفوا انهم حاولوا إقناع إسرائيل بالموافقة على نشر قوات دولية من الاتحاد الأوروبي أو غيره بين إسرائيل وبين السلطة الفلسطينية، شبيهة بالقوات المرابطة في الجنوب اللبناني منذ انتهاء الحرب الأخيرة، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار. ولكن ايهود أولمرت رفض هذا الاقتراح بشدة، زاعما ان الوضع في السلطة الفلسطينية أكثر تعقيدا من الوضع في لبنان.

وأكد الأوروبيون إن بلادهم ما زالت متمسكة بشروط الرباعية على الحكومة الفلسطينية ولم تتنازل عن أي منها. وأنها معنية بأداء دور أكبر لمساعدة الطرفين على وقف سفك الدماء والانعطاف نحو المسيرة السلمية، وانهم يقفون بكل قوة مع الرئيس الفلسطيني المعتدل، ابو مازن، ويدعمون قوات الحرس الرئاسي ماديا وماليا ومعنويا، حتى يتعزز موقف ابو مازن في مواجهة التطرف والمتطرفين. إلى ذلك قال مصدر مسؤول في الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله الثاني ركز خلال مباحثاته مع الرئيس الاميركي جورج بوش على حل الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي كأولوية قصوى لاعتقاده ان القضية الفلسطينية مفتاح لجميع القضايا العربية في منطقة الشرق الاوسط.

وأضاف المصدر ان العاهل الاردني طلب من الرئيس بوش الرؤية الاميركية حيال مبادرة رئيس وزراء اسرائيل ايهود أولمرت بحل النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، قائلا: نريد موقفا اميركيا جديدا يدفع بقوة باتجاه احياء عملية السلام بناء على مبادرة السلام العربية التي نعتقد انها تشكل الاطار الوحيد المتوفر حاليا لحل الازمة.